حذار الوقوع في الخطيئة ثانية
عقد ونيف من الزمن انقضى. نحاول جاهدين طوال تلك السنوات نسيان ما أصاب الشارع والمجتمع المسيحي، جراء إعصار دمّر كيان مجتمعنا وزعزع الثقة بين أفراده وقياداته، مخلّفاً أشلاء مجتمع وبقايا ناس عجزت عن الهجرة لأسباب مادية مرة وليأسها من الانتظار على أبواب السفارات مرات.
اليوم نعود وكأن الزمن توقف مذّاك التاريخ، أو كأن التاريخ يعيد نفسه.
ألم تكن كل تلك السنوات عبرةً لمن اعتبر؟
ألم تكن كل تلك السنوات ديناً عليهم تلزمها سنوات مضاعفة من الغفران والتوبة ليفوا ما عليهم تجاه من أساءوا إليهم؟
ألم تكن كل تلك الدماء التي سفكوها من أبنائنا وأخواتنا ومجتمعنا كافية لإرواء ظمئهم ونفوسهم المتعطشة دوماً الى السلطة والمصالح الشخصية.
ألا يكفي ما صنعت يداكم بمجتمعنا، حتى إننا لغاية اليوم لم نستطع لملمة بقاياه في المتنين وكسروان؟
هم هم!!! القيادات والقادة الذين تسببوا بحرماننا الحرية والطمأنينة وفقدان الأمل في بناء مجتمع متماسك متضامن يكون نموذجاً لوطن نحلم بالعيش فيه، وأمناً لشيخوختنا، ومزدهراً معافى لأولادنا وللأجيال المقبلة.
لكن الفرق هذه المرة أن أدوات اللعبة استبدلت بفتيان يانعين يجهلون حقيقة تلك القيادات وماضيها، فتيان لا يعرفون عن حرب الإخوة إلا ما أخبرتهم به المجموعات التي ينتمون إليها، وطبعاً ينتمون إليها بحكم المنطقة لا بحكم العقيدة ولا الانتماء الفكري ولا المشروع السياسي، متناسين ان تلك القيادات هي عينها التي أجبرتهم على النوم في الملاجئ لمدة سبعة أشهر يفترشون مع أهاليهم الأرض، ويتلحّفون دفء خوف أمهاتهم. يطلون علينا مجدداً عبر منابر الجامعات نافثين بشبابنا روح الاستفزاز والكراهية لكل صاحب رأي مخالف لآرائهم، ويعيثون بالجامعات وقوانينها فوضى حتى باتت كأنها مراكز حزبية تعمل على تطويع الشباب لحسهم على المشاركة في المهرجانات الخطابية، أو لتهنئة المسؤولين على تصريح أو موقف سياسي، ما ينعكس سلباً على الطلاب المستقلين وبالتالي يؤدي الى إقفال أبواب الجامعات في وجه طالبي العلم.
وهنا اسمحوا لنا أن نتوجه بالسؤال الى قياديي الأحزاب والتيارات:
من قال لكم ان جميع طلاب الجامعات هواة أحزاب وتيارات؟
من قال لكم ان أولادنا وقود أو حطب توقدون به نار الحقد لمن يخالفكم الرأي والفكر السياسي؟
من قال لكم ان ما ندفعه من أقساط جامعية هو هبة أو منحة منكم لتعليم أبنائنا أو هو استحقاقات لكم علينا لم ندفعها كي تقاصصوهم فتحرموهم بالتالي العلم والمعرفة بإقفال الجامعات لعدم تقبّل الرأي الآخر؟
إن ما عانيناه طوال العقود الثلاثة الماضية كان كافياً كي نقف اليوم وقفة ضمير تجاه شبابنا الجامعي لنقول:
ان الجامعة ليست ملكاً للأحزاب السياسية على اختلاف عقائدها، ولا هي حكر لأحد دون الآخر، فمساحات الحرية كبيرة وتستوعب كل العقائد والأفكار، شرط ان تكون نيات طالبي الحرية والحوار صريحة وشفافة. لن نسمح أن تصبح الجامعات ومساحاتها مواقع قتالية ومتاريس، ولا أن تصبح خطوط تماس.
لن نسكت بعد اليوم عن رؤية سيارات الإسعاف تنقل أبناءنا مصابين بجروح طفيفة أو بليغة وعلى يد الإخوة في المجتمع الواحد. فحذار، حذار، حذار.
إبراهيم حدّاد
(قيادي سابق في القوات اللبنانية - عضو مكتب سياسي كتائبي سابق)


«حكيم في زنزانة»

عرف التاريخ العديد من الفنانين والممثلين الذين انتقلوا من مصاف الفن والترفيه الى نطاق العمل السياسي العام، ومن اشهرهم رونالد ريغان الذي تبوأ منصب محافظ مدينة كاليفورنيا ثم انتخب رئيساً للولايات المتحدة الاميركية، وغريس كيلي اميرة موناكو، وأرنولد شوارزينغر حاكم ولاية كاليفورنيا، وكلينت إيستوود عمدة مدينة كارمل، وجيسي فينتورا حاكم ولاية مينيسوتا، والقائمة تطول. في الجهة المقابلة انتقل محافــــــــــــظ ولاية سينســـــيناتي جــــــــــــيري ســـــــبرينجر، الى تقديم البرامج السياسية، وهنا في لبنان، أثبت الحكيم امكانات مذهلة في الأداء والتمثيل، ومن يدري فقد ينتقل قريباً الى عالم الفن ويقدم المسلسل التلفزيوني «حكيم على الشاشة» وفيلم «البرئ» على الشاشة الفضّية!
عبد الفتاح خطاب