جورج لابيكا*
إسرائيل تشن عدواًنا جديدا،ً وهو يستهدف هذه المرة لبنان. وجرياً على المعتاد، منذ ما يزيد على نصف قرن، فإن الجلاد يبدو كأنه هو الضحية. وكانت الذريعة هذه المرة هي القبض على جنديين إسرائيليين فوق الأراضي اللبنانية، وهو ما أدَّى إلى اشتباك عسكري. ومن أجل تجريم هذا العمل، فإنهم استبدلوا على الفور تعبير «السجناء» بـ «المخطوفين»، هذا الاستبدال هو الذي يفي وحده بالهدف المطلوب. وليس من سبب يدعو هنا للعودة إلى بن غوريون كي نُذَكِّر بأن الخطة الرامية إلى إخضاع لبنان قديمة العهد، وأن آرييل شارون أبلى من أجل ذلك بلاءً حسناً عندما زحف على بيروت، واختتم خطته بمذبحة صبرا وشاتيلا في العام 1982. واليوم، فإن الاستراتيجية الإسرائيلية تندرج بصورة واضحة في خطة المحافظين الجدد وراء بوش، الرامية إلى إرساء قواعد لـ «الشرق الأوسط الكبير»، تحت جزمة الإمبريالية، وهذا هو دورها (على حد قول أوري أفنيري). إن المطلوب هنا هو بسط سيطرة إسرائيل حتى نهر الليطاني على أقل تقدير، وإبادة حزب الله من أجل بلوغ هذا الهدف، الأمر الذي يُعَدُّ، علاوة على ذلك، انتقاماً لاضطرار جيش تساحال إلى هجر لبنان الجنوبي بصورة مهينة في شهر أيار من العام 2001.
ولا بد من الإشارة، فضلاً عن ذلك، أن الهجوم بدأ عشية التوقيع على اتفاق حكومي بين فتح وحماس، انطلاقاً من وثيقة كان سجناء منتمون للحركتين قد حرَّروها.
وخلال فترة تكاد تبلغ الشهر الواحد، وعلى غرار مرآة تعكس أمام أنظارنا ما يجري في أفغانستان والعراق، حيث يقود تصدير الديموقراطية إلى ما نراه بأم أعيننا، فإن الحصاد في لبنان يَحمل معه كل مكونات مذبحة مقصودة لبلد بعينه: فقد زاد عدد الموتى على 1100 قتيل، وبلغ عدد الجرحى حوالى أربعة آلاف، وأكثر هؤلاء من المدنيين، ومن بينهم عدد كبير من الأطفال، وبلغ عدد اللاجئين مليون لاجئ، أي ما يساوي حوالى ثلث السكان؛ فيما دُكَّت مدن وقرى بالكامل، ودُمِّرت بناه التحتية، أي الجزء الأهم من شبكة الطرق و45 جسراً كان يمكن لها أن تتيح مرور الإسعافات، وخمس محطات للكهرباء، وأدَّى تدمير إحداها إلى تلوث بحري لم يَعرف البحر المتوسط مثيلاً له في الماضي، فضلاً عن 6500 مؤسسة، ومدارس، ومراكز صحية. فهل يكفي مصطلح جرائم الحرب لتوصيف كل ذلك؟ وفي هذه الأثناء، فإن أولمرت وعصابته من الذين كانوا في ما مضى حمائم، قد أطلقوا يدهم حرة من أي قيد في فلسطين، في عملية روتينية من القمع، حيث بلغ منذ نهاية شهر حزيران عدد المقتولين 200، والجرحى 800، واستُكمِل الأمر بإيقاف (هم لا يقولون خطف) رئيس البرلمان، ووزراء في الحكومة، ونواب، التحقوا على هذا النحو بألوف المعتَقَلين الفلسطينيين واللبنانيين، الأمر الذي حدا معلقاً صحفياً إيطالياً إلى الكتابة أن الأمر يتعدّى الصهــــــيـــــونية ليبـــــــلغ مرحلة أعلى أَطلق هو عليها تســـــميـــة «صــــهيوانية» Sionazisme .
وثمة ما هو جديد: فقد كان بودِّنا توجيه تحية إلى أولئك ضمن الدولة الإسرائيلية، كنا سنوجِّهها إليهم لو أنهم رفعوا أصواتهم عالياً ضد هكذا همجية. لكن عبثاً، فزمن اليسار ولَّى. اليسار توارى عن الأنظار. وإن ما يزيد على 80 بالمئة من الرأي العام يَمنح حتى آخر مربع صغير تأييده لحكومته. فإذا ما هبط التأييد لها إلى نسبة تتراوح ما بين 30 إلى 35 بالمئة، فما ذلك إلا لأن النصر السريع بدون أي قتيل، حسب ما كان أُعلِن عنه، لم يحدث بالفعل.
لذا، فليس ما يدعو إلى الدهشة إذا كان التواطؤ والخضوع والجبن بلغ حدَّه الأقصى على صعيد خارجي، بل وحتى أكثر قليلاً مما هو معتاد. فالقادة العرب التقوا في بيروت ليعلنوا عن تضامنهم (المعنوي) بعدما أصبح الجزر مسلوقاً بصورة كافية. وفرنسا المحبوبة بقوة في الشرق الأوسط، والتي هي بدورها تحب الشرق الأوسط، لا لشيء، إلا من أجل حوالى أربعة آلاف مؤسسة، هي بحوزتها في مستعمرتها السابقة، قد عَهَدَت للخبير دوست بلازي بأن يُلوِّح بيديه ما أمكن له ذلك، وعزَّزت التحالف الذي كان قد عُقد مع الولايات المتحدة بعد اغتيال رفيق حريري (الذي لا نزال ننتظر معرفة الحقيقة بشأنه)، وعبّأت مجلس الأمن الدولي من أجل تبني القرار 1701. هذا القرار الذي يستعيد، تحت غطاء وقف إطلاق النار وعودة السلام، القرار 1559 الذي كان قد سَمَحَ للشريكين بـ «أن يعملا معاً بنشاط من أجل انبثاق سلطة محلية مؤيِّدَة للأفكار الأمريكية» (على حد قول جورج قرم)، وذلك بفضل تصفية الحركة «الإرهابية» حزب الله.
والأسرة الدولية، وإن كانت قد بقيت جسورة أمام المذبحة، إلا أنها حذت حذو المذكورين أعلاه. ففي مؤتمر روما تنازل ممثلها كوفي أنان، وهو أعلى الناطقين باسمها، أمام إيعاز كوندوليزا رايس إليه، وقَبِل الاعتذار الوقح لتل أبيب، بعدما كان هو في اليوم السابق قد اتهم إسرائيل بمهاجمة الأمم المتحدة عن عمد في قانا .
وليس صنَّاع الرأي العام والإعلام، المكتوب، السمعي والبصري، أفضل حالاً من أولئك. إنهم يَتَبنون من دون أن يعلنوا عن ذلك صراحة أطروحة بوش عن «الإسلام الفاشي». وهم يوفِّرون بقناعة لا مثيل لها ما تحتاج إليه الدعاية الصهيونية من خدمات: إن إسرائيل هوجِمَت، وهي تدافع عن نفسها، إلا أن ردها الانتقامي «غير متكافئ»، ويأسف هؤلاء للقتلى والدمار «من الجهتين». ثم هم اختاروا هذا الذي يُعَدُّ مصدراً للشكوى، أي مقاتلي حزب الله، معدومي الكرامة، الذين «يختبئون» بين السكان ( يا له من تعريف عجيب لـ «حركة شعبية»)، المسؤولين عن القتلى المدنيين، علماً بأن هؤلاء المدنيين تلقوا بكرم النداءات التي ترجوهم بمغادرة منازلهم قبل أن تهبط فوق رؤوسهم أمطار من الصواريخ (لاحظوا جيداً القنابل الفوسفورية). وحسب صيدلانية في حبك المؤامرات من المجموعة الفرنسية، صحيفة لوموند، لم تتوان هي عن التوكيد (لوموند، 25/8/2006) أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله كان قد تلقى طوال أشهر تأهيلاً في بيونغ يانغ سدَّدَت تكاليفه إيران...
وكان حزب الله موضعاً لكل أنواع الخزي التي انهالت عليه، فهو إرهابي، وعميل لدولة أجنبية، وفاشي، حتى إن أعداداً كبيرة من أصحاب النفوس الضعيفة ضمن «اليسار» (واليسار الجذري)، استعادت بدورها هذه العبارات. فكيف لهم أن يفعلوا ذلك؟ إلى هؤلاء، وهم أنفسهم الذين كانوا إبان «أزمة الضواحي» في شهر تشرين الثاني الماضي يوزِّعون النصائح والتحذير تلو الآخر «للمتوحشين الصغار»، يجدر بنا أن نسألهم بأي حق ينصِّبون أنفسهم المدافعين عن مقاومة، هم في الحقيقة لا يريدون السماع باسمها. إنهم يعتقدون أن الحزب ما دام هو «حزب الله»، وإسلامياً، فإنه إذن غير تقدمي. وهم بالتالي يأخذون بمعادلة بسيطة. فلنذكِّرهم، ما دام الوقت لا يتسع أمامنا هنا للعودة إلى التاريخ البعيد، بأننا نتحمل قسطاً من المسؤولية أمام هذه الظاهرة التي تمتد إلى ما وراء لبنان. نحن الشيوعيين، الاشتراكيين، التقدميين، الديمقراطيين، القوميين، العلمانيين، بل وحتى الجمهوريين، تحت تأثير ما بعد باندونغ، أي تفاعل أخطائنا وفشلنا في مرات كثيرة، وبسبب من الهجمات المضادة التي كانت تشنها الإمبريالية، ومن جراء تشييد أنظمة رجعية شُجِّعَت على القضاء على كل قوة معارضة في بلدانها، قد لَحِقَت بنا نحن الهزيمة. فالسياسة كالطبيعة تكره الفراغ. وإن الشعوب تعرف عندما يأتي وقت الشدة كيف تغرف من احتياطاتها العميقة ما تحتاج إليه من طاقة تساعدها على الوقوف على قدميها. والأمثلة على ذلك لا حصر لها. وفي الشرق الأوسط، فإن عهد منظمة التحرير الفلسطينية، الديموقراطية، العلمانية، حيث التساوي بين النساء والرجال، قد دخل في حالة تسودها الظلال. ونحن نواجه مشروعاً حقيقياً للطرد والإبادة، في كل من فلسطين ولبنان اللذين لا ينفصل بصورة قاطعة أحدهما عن الآخر(على نقيض ما كان مقرر وزارة الخارجية الفرنسية يؤكده منذ بدء النزاع). مشروع من المحتمل أن يمتد إلى ما وراء هذين البلدين، باتجاه سوريا وإيران، بانتظار أوسع المسافات. وإن هذا المشروع رفع ضد نفسه وفي مواجهته قوة نجحت في معاندته بصمود، بل وحتى، كما رأى كل واحد منا، قد وُضِعَ هذا المشروع أمام صعوبات عظيمة.
ولنقل مجدداً: إن حزب الله وُلِد في أحدى المراحل الأكثر قسوة في التاريخ المعاصر للبنان. وهو وُلد بوجه خاص للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي. وأصبح الحزب بمقاومته للاحتلال حزباً قومياً، بعدما كان يمثل حزب الأكثرية الشيعية التي يَلحَق بها من الغبن ما لم يلحق بسواها. ولدى الحزب وزراء ونواب. ولما كان هو البديل لدولة عاجزة، فإنه يسهر على العديد من شبكات التعاضد، ويدير المدارس والمستشفيات. وفي مواجهته للعدوان في هذا الصيف، فإنه لقي التأييد من المسيحيين المُلتفين حول الجنرال عون، والحزب الشيوعي (الذي كان يضطهده قبل عشر سنوات)، وغيرهم من القوى القومية. وهو برهن على شجاعة مناضليه. وعلى غرار ما كان عليه الفيتناميون في الماضي، فإنه برهن أيضاً على تَحكُّم بتكتيك حرب العصابات. فلقد نَجَحَ هو في مواجهة أطلق عليها علماء الحرب، من باب الخجل، تسمية المواجهة «غير المتناسقة». نَجَحَ بأن يُكَبِّدَ «رابع جيش في العالم» ضربات أبعد ما تكون عن المتوقعة سلفاً: بضع عشرات الدبابات غير القابلة للتدمير دُمِّرِت، وطائرة لا ينال منها سلاح أُسقِطَت، وباخرة غير قابلة للغرق أُغرِقَت، ناهيكم والحفلة المستمرة للألعاب النارية لصواريخ الكاتيوشا التي لم يُعْرَف لها مصدر كانت تنطلق منه. ونجح أيضاً في الحؤول دون اندلاع حرب أهلية بين شعب ذي هويات طائفية صلبة، رغم أن الحرب الأهلية لم تعدم من مشجع لها، وهو الأمر الذي استحق من أجله تضامناً فعالاً معه من قِبَل قسم كبير من السكان، وكان هذا التضامن في أغلب الأحيان فعالاً. بل وأثار أيضاً حزب الله موجة من الحماسة لدى كل شعوب العالم الإسلامي، وبوجه خاص لدى جيرانهم الأقربين، لأنه نجح في البرهنة على ما كان ينتظر برهاناً منذ مدة طويلة، ألا وهو المجابهة بنجاح مع الخصم المشترك. ومن البديهي أن البرهان هذا ليس قليل الشـأن أبداً. فالأمور لا تَعرف هنا حالة الجمود. إذ إن نصر الله في خطاب له أعرب عن اغتباطه لأن جماهير الشبان كانوا يرفعون في التظاهرات التي كانوا يسيرونها تأييداً له، صور شي غيفارا وشافيز (لنذكِّر بأنه رئيس الدولة الوحيد الذي استدعى سفيره لدى إسرائيل). وثمة مناقشات بدأت لتغيير اسم الحزب وخطه السياسي في المستقبل. فإذا كان الإسلام هو الذي سينتشر ويتفوق، فإن هذا شأن لبناني يخص اللبنانيين وحدهم، وهو ليس من شأن وكلائنا من أصحاب القفازات البيضاء. أضف إلى ذلك أن ما تردِّده وسائل الإعلام صبح مساء كالمطرقة من حجج كانت قد استُخدمت بصورة واسعة عن الدعم بالمال والسلاح من سوريا وإيران لحزب الله، إذا ما كانت هي موجودة بالفعل، فإنها لا تُخَلِّف في النفس أي شعور بالصدمة. فإذا نحن لم نتطرق هنا، رغم أن صحافتنا المريضة تتناساه عن وعي، إلى الكتل الضخمة من الأموال (مؤسسة سبيلبيرغ رمَت بمليون دولار قبل أيام قليلة)، وقنابل الحرب ما فوق المتطورة التي تذهب كل يوم من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، والتي كانت حتى وقت قريب تمنحها تفوقها، إذا نحن لم نتحدث عن ذلك كله، فلنذكر فقط على أقل تقدير أن من حسن حظ فيتنام أنها تلقت المساعدة السوفياتية، وأن المقاومة الفرنسية استفادت مما كانت بريطانيا ترسله إليها بالمظلات.
وماذا عن القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة في لبنان؟ سأجيب بكلمتين ليس غير. إن تشكيلها، وعدد جنودها، وحضورها، ودورها، لقي ذلك كله استقبالاً حاراً من الأسرة الدولية باعتباره يشكِّل انفراجاً عظيماً. فلقد استعادت هي به ضميرها الأخلاقي الذي كان قد أُهين. أما فرنسا التي كانت إسرائيل قد وقع خيارها عليها لقيادة هذه القوات، فإنها استعادت بصورة كاملة حالة الوفاق مع البيت الأبيض. بل، وفضلاً عن ذلك، فإن شيراك عشية الانتخابات الرئاسية نجح في التغلب على عقبة، فقد حاز هو إجماع اليمين واليسار على سياسته، بما في ذلك الحزب الشيوعي. فلننبه إذن ولنحذر. إذ إن القرار 1701/1559 ، وهو القرار الوحيد الذي يلقى حتى اليوم من إسرائيل موافقة كاملة منها، سيَدخل حيز التنفيذ. وإن نزع أسلحة حزب الله مدرجٌ في جدول الأعمال. ولتنفيذ ذلك، فإن القبعات الزرق، وهي قوة احتلال إمبريالية بكل معنى الكلمة، ملزمة بارتداء اللباس الموحَّد للجندي الذي يكمل العمل، وهو المكلف «إنهاء ما كان» جيش تساحال قد بدأ به قبل أن يُغلَب. ومن المحتمل أن يبدأ بهدوء هذا الجيش المغلوب الإعداد، نزولاً عند رغبة المصابين من أفراده بجنون العظمة، «للجولة الثانية». وستحتفظ إسرائيل التي لن تُرغم أبداً على العودة إلى حدودها، بالأراضي التي ضمَّتها إليها، أي مزارع شبعا، وتلك القطعة من سوريا التي لا يتحدث عنها أحد، الجولان. وحينئذ سيبدأ كل شيء من جديد. فالفلسطينيون الذين تُركوا وشأنهم سيستمرون بتلقي الضربات. فضلاً عن أننا، نحن الأوروبيين، بمن فينا المواطن الفرنسي الذي يسدِّد لدولته الضرائب، لن نتغيَّر جرياً على المعتاد. وعلاوة على نفقات المشاركة العسكرية في القوات الدولية، فإننا سنَعهَد إلى أنفسنا بمهمة تدبير المنزل، وذلك بتنظيف الشواطئ على سبيل المثال من التلوث النفطي، وتمويل إعادة الإعمار والمساعدة الإنسانية؛ ما دام المُخَرِّب يُعفى بصورة مستديمة في هذه المنطقة من تسديد حساب النفقات.
فلسطين والعراق ولبنان، نحن هنا أمام المواقع المتقدِّمة لمقاومة تتكوَّن حالياً في كل مكان من العالم ضد مجرمي «الحرب بدون نهاية». إن تقديم الدعم إليها هو أضعف واجبٍ مُلْزِمٍ للتقدميين من جميع الانتماءات.
(افتتاحية العدد الأخير من مجلة أوتوبيا كريتيك Utopie critique) - ترجمة حسان خالد.
* أستاذ الفلسفة في جامعة باريس العاشرة (نانتير)، والمدرسة العليا للأساتذة، وقد دَرَّس الماركسية في هذه الجامعة ما بين نهاية الستينات ونهاية التسعينات من القرن الماضي. ويُعتبر الكاتب أحد رواد القراءة الجديدة لأعمال ماركس وانجلز. فهو صاحب المؤلف «الوضع الماركسي للفلسفة» الذي يبيِّن أن أفكار ماركس تُشكِّل قطيعة مع الفلسفة منذ «الأيديولوجية الألمانية». وله منذ مطلع الستينات دراسة رائدة لمقدمة ابن خلدون «الدين والسياسة عند ابن خلدون» حيث يكشف لابيكا عن تبعية الدين للسياسة في الفكر الخلدوني. وذلك بالإضافة إلى عشرات الدراسات والمؤلفات حول أعمال ماركس وأنجلز، والعلاقة بين الأيديولوجيا والتاريخ. وله مواقف مشهودة في التضامن مع نضالات الشعوب من أجل التحرر، وبوجه خاص الشعب الفلسطيني.
ترجمة: حسان خالد