د. طراد حمادة
علت صيحة الخلائق
ما الذي جمع المسالك
بين غبار الضاحية
وأنفاس الرحمن

في وقت مشتعل
بفجر تموز
الشمس في مخدع البحر
والسماء في كف الملائك
والوجود المطرّز بالنور
خاطه خائط علوي
من قميص الحسين

الصباحات توالت
تشرق الشمس
بعد الشمس
تتبع النجوم حداء الليل
والعمارات التي أضاءت مصابيحها
العمارات التي أمضى سكانها
فسحة النطق، في أعالي السهر
كانت تحتضن الآتين
من الوعد الصادق
وترتقب المنتظر

علت صيحة الخلائق
في مهرجان القنابل والحجارة،
في مهرجان الدم والسيف
في لظى الشهب البعيدة
في وقوع الزلازل
وارتفاع الدماء
كيف تنطفئ الأرض
حين تشتعل السماء

أيها الوقت الذي أسقيتني كأس نورك
وارتويتُ إذا رأيتُ
هي الرؤيا
يا صاحبي،
خذني الى بيت تهدّم
كي أرى وقتاً جديداً ...

حكاية الرماد والنار
طائر الفينيق
والسيمرغ
والهدهد
والورقاء
النفس التي عبرت مسالكها
وطوت منازلها
واستقرت في رقعة فسيحة التكوين،
برزخ النور المعلق
بين ضاحية الأرض
وضاحية السماء

الضاحية
أقرب الديار
إلى مدينة الله
سكانها من المقرّبين،
وحجارة عماراتها من سجّيل،
وطيب روائحها من مساكب الحجاز،
وقهوة صباحاتها من اليمن،
وعنفوانها من كربلاء،
وعشقها من نجد،
وموسيقاها من الأندلس،
ووردها من حدائق الشام،
وفيوضات خيراتها من النيل،
عرفانها من شيراز،
وعلمها من جبل عامل،

رسائل الضاحية،
من أخت سعد
تنقل الوجد
ما وراء البحار
مثلما الريح لا تقعد في غابات
هذا العالم
بل تصعد الى مطارح وجوده
مصحوبة بأنفاس الرحمن ...


ـ أخت سعد، إشارة الى قبيلة حليمة السعدية مرضعة الرسول (ص)، والى شعر ابن الفارض.
يا أخت سعد من حبيبي جئتني
برسالة أدّيتها بتلطّف
فسمعت ما لم تسمعي، ونظرت
ما لم تنظري، وعرفت ما لم تعرفي