أسعد أبو خليل*
لا يمكن الحديث عن إعلام لبنان، كما لا يمكن الحديث عن وطن لبناني، في ظل الصراعات والانشطارات الطائفية العميقة التي لا ينفيها إلا من يصدق أشعار سعيد عقل وأغاني الأخوين رحباني. وأولي أمر لبنان في مرحلة ما بعد الطائف (وبإدارة ــ حتى لا ننسى ــ المخابرات السورية وأعمدة السلطة بالإضافة الى الكومبارس المرافق وجلّهم اليوم من أدعياء السيادة في فريق الأكثرية الحاكمة) أرادوا للإعلام أن يكون معبّراً عن وناطقاً باسم (عدم) توازن الطوائف والزعامات، أي إنهم قرروا أن الوطن الموحد لن تقوم له قائمة ولهذا قرروا القضاء على الإعلام الرسمي وإهمال مسألة كتابة منهج موحّد. فالإعلام بات يمثّل توازن الطوائف وتوازن رأس المال بالإضافة الى ثقل الوجود السعودي مع تمثيل ضئيل للنفوذ القطري (وكان يخضع لتوجهات أبو عبده كما يخضع اليوم لتأثير السفارات الغربية، أو السفارتيْن الغربيتيْن. والإعلام في لبنان ليس واحداً ــ فهناك إعلام ميليشيوي صارخ كما أن هناك إعلاماً ترفيهياً ــ سياسياً في ترفيهه الثقيل الظل. والإعلام التلفزيوني لا شك في أنه كان سيد الموقف على ما عداه من وسائل إعلامية أخرى.
لا شك في أن محطة الجزيرة كانت سيدة الموقف من دون منازع، وهذا لا يرجع فقط إلى الجمهور التقليدي للمحطة في العالم العربي، وخصوصاً عند الملمّات، وإنما للقيادة القديرة لمدير المحطة غسان بن جدّو الذي استطاع أن يؤسس لخط سياسي لبناني جديد في فرادته من حيث احترامه ثوابت وطنية معينة من دون أن يستفزّ أطرافاً لبنانية أخرى. وهو لا يمكن أن يُتّهم بأنه طمس وجهة نظر معينة لحساب أخرى. ولكنه نجح أكثر ما نجح في بعده من انجذابات الطائفية التي تحكم المسيرة الإعلامية لمعظم وسائل الإعلام من حيث التغطية والضيوف والتوظيف ــ وهذا الأمر يظهر جلياً أكثر ما يظهر في محطة الـ«إل. بي. سي.». وأعطى وجود مراسلي الجزيرة في مختلف المناطق في لبنان، بالإضافة الى شبكة مراسلي الجزيرة في العالم، زخماً كبيراً لتغطية الجزيرة، فضلاً عن أن مديرها يعتمد في المقابلات على شبكة واسعة وعريضة من الضيوف. لكن يؤخذ على الجزيرة إصرارها على استضافة ضيوف إسرائيليين، كأنهم سيقولون شيئاً جديداً. وهناك من يرى في استضافة الاسرائيليين دليلاً «حضارياً»، والكل في زمن العصر الأميركي يريد أن يكون «حضارياً»، وخصوصاً في أوساط ما يسمى ثورة «الأرز» التي أعطت درعها لراعيها جون بولتون (لم نرَ غازي يوسف في شهر العدوان، ولم نسمع له صوتاً ــ لعله يرتاح). و«الضيف» الاسرائيلي غير ضروري وخصوصاً أن وجهة نظر الحكومة الاسرائيلية (والصحافة والحكومة في زمن العدوان تتماهيان كما رأينا ذلك المحلل زئيف شيف يحرّض حكومته على مزيد من التدمير في لبنان) تحظى بتغطية وافرة في الإعلام العربي، هذا إذا أردنا الالتزام بقوانين مقاطعة اسرائيل التي تتناقض مع شروط الانضمام الى منظمة التجارة العالمية التي سعى رفيق الحريري لإدخال لبنان إليها، لكن الفريق الحاكم في لبنان سيطالبنا عما قريب بتسليم هذا السلاح ــ أي سلاح المقاطعة ــ أيضاً حرصاً على مشاعر ما يسمى كوميدياً في لبنان «الشرعية الدولية»، وهي نفسها التي تركت لإسرائيل أن تفعل ما تشاء في لبنان لأكثر من شهر. وعباس ناصر بين مراسلي ومراسلات الجزيرة هو الأقل توازناً إذ إن حماسته لبيانات حزب الله أثناء الحرب أثّرت على أدائه خلال البثّ المباشر. لكن الجزيرة لم تخجل من رؤية حقيقة الحرب على أنها عدوان اسرائيلي على لبنان، مع أن وجهة نظر الحكومة القطرية كانت تحظى بتغطية تفوق حجم قطر السياسي في العالم العربي.
أما محطة العربية فقد كانت مثلها مثل آل سعود محرجة في هذه الحرب، وهذا الإحراج هو لبّ المشكلة لهذه المحطة. فالحكومة السعودية أرادت من هذه المحطة ليس فقط تمثيل وجهة نظر الحكومة السعودية وإنما أيضاً تسخير الإعلام المملوك سعودياً لإرضاء الحليف الأميركي. ويمكن القول إن تسخير وسائل الإعلام السعودية (وهي الأكثرية الساحقة من الإعلام العربي بما فيه اللبناني من حيث الملكية والتأثير) لخدمة مصالح الدعاية الأميركية كان العامل الأكثر تأثيراً على تحسين العلاقات الأميركية ــ السعودية بعد 11 أيلول، حيث إن جريدة الشرق الأوسط أصبحت مصدراً أساسياً في الدعاية الأميركية ــ الصهيونية، وتُستخدم تعليقاتها للتدليل على آراء عربية موالية لأميركا. والعلاقة بين الخط الأكثر صراحة في التعبير عن التحالف الأميركي ــ السعودي في الشرق الأوسط يُعبّر عنه أحسن تعبير في خط محطة العربية التي يديرها رئيس تحرير الشرق الأوسط السابق. وهي تعاملت مع الحرب كأنها حدث غير سياسي، أي كأن لبنان تعرّض على حين غرّة لإعصار أو لهزة أرضية مدمّرة. وكان عنوان تغطية العربية هو شعار «الصيف الساخن»، أي إن الفاعل مجهول، وتجهيل الفاعل الاسرائيلي كان بارزاً في إعلام «المستقبل» في لبنان، وهم يضيقون ذرعاً بأي استفاضة في تحميل اسرائيل مسؤولية الحرب عبر تعليقات من نوع «إن اسرائيل هو عدو معروف» أي إن المطلوب هو لوم عدو آخر. وكان لافتاً أن سياسة المحطة المعبّرة عن المصالح السعودية تناقضت أثناء الحرب مع توجهات بعض مراسليها على الأرض في لبنان، وهؤلاء (وكلّهم من أنصار الأكثرية الحاكمة في لبنان) شاهدوا أو شاهدن بأم العين جرائم العدوان الاسرائيلي. لكن من اللافت أن هناك سياسة واضحة في المحطة تدعو الى مقاطعة فورية للضيوف الذين (أو اللواتي) يستفيضون في انتقاد أميركا (أو اسرائيل أحياناً) أو في انتقاد الفريق الحاكم في لبنان. وهناك عدم توازن واضح في ضيوف المحطة وخصوصاً في تغطية الوضع اللبناني. لكن المحطة لم تستطع أبداً في هذه الحرب تشكيل منافس جدّي للجزيرة.
أما الـ«إل. بي. سي.» فهي بلا شك المحطة التي لم تستطع أو تحاول فصل عرى العلاقة مع الماضي (أو الحاضر؟) الميليشيوي وخصوصاً بعد إطلاق سمير جعجع (ذي التوجّه «الوجداني» كما يقال لنا هذه الأيام) من السجن. لكن مشكلة المحطة الأساسية أنها تعمل كأنها جزيرة طائفية معزولة عن محيطها، ويظهر هذا أكثر ما يظهر في الصفاء الطائفي للعاملين (والعاملات) في المحطة بالإضافة الى التوجّهات السياسية الواحدة والظاهرة. صحيح أن المحطة احتاجت الى فريق إضافي من المراسلين أثناء الحرب وساعد ذلك على إضفاء طابع جديد وخصوصاً في التقارير المتميّزة لسلطان سليمان، الذي لم يراعِ المعايير «الحيادية» للمحطة التي تحدثت عن الحرب والعدوان على طريقة البطريرك صفير، أي من دون ذكر اسرائيل وذلك إما للوم حزب الله وإما لتبرئة اسرائيل وإما للاثنين معاً. والأغاني التي بثّتها المحطة وخصّت بها المناسبة الجلل: لم توضح هوية المعتدي لا بل إنها أعادت بث أغنية لوديع الصافي عن «جبلنا» ــ والجبل هنا ليس جبل عامل ــ بالإضافة إلى أغنية بُثّت على المحطة تحدثت عن «دمروا لبنان» من دون أن تسمي من دمر لبنان. طبعاً هناك في المحطة من يمارس دوراً سياسياً لم يحِد (أو تحِد) عنه: فدنيس رحمة فخري تكاد تصفع وزراء الشيعة عندما تسائلهم. لكن طبيعة الهوية السياسية للمحطة المذكورة تبرز أكثر ما تبرز في الهوية السياسية والطائفية لضيوف برامج «الحوار». ولا شك في أن المحطة، مثلاً، عملت على إبراز أصوات شيعية قريبة من خط المحطة الى درجة قريبة من الهزل: فما معنى أن تستضيف في عز الأزمة أحمد الأسعد؟ هل تعتقد المحطة بأنها بذلك تعزز من موقعه في داخل الطائفة الشيعية؟ وأبرزت في عز الأزمة منى فياض لا لشيء إلا لأنها انتقدت حزب الله (والشيعة غير الـ«مودرن» بصورة عامة)، كأن مقالة فياض في جريدة النهار (التي عنونت إبان الحرب اللبنانية «إن أهل الضاحية يتوالدون كالفئران») فعلت فعلها في أوساط الشيعة. وفي برامج الحوار في المحطة، يأخذ الضيوف راحتهم: فيعلن نبيل بو منصف مثلاً في برنامج نهاركم سعيد أنه «انعزالي»، ويعلن فارس خشان أنه مؤيد لنعمة الله أبي نصر، الذي تخاله دوماً منتظراً على أحرّ من الجمر لاستعار الصراع الطائفي، وهو يقوم بدوره في هذا المجال. أما دوري شمعون فكان ظهوره أثناء الحرب سياسياً معارضاً لأولمرت لكن من منطلق معارضة نتانياهو، وهو سخر من «بطولة» المقاومة فيما كانت الصحافة الاسرائيلية تعترف بشراسة مقاتلي حزب الله. ولكن طبيعة مشاهدي (ومشاهدات) المحطة كانت بارزة في الهوية السياسية والطائفية للمتصلين: وقد حاول مارسيل غانم التعلل بوضع الاتصال في الجنوب كأن الأمر كان مختلفاً في هذا المجال في الأيام العادية. وتقارير المحطة عن التطورات الميدانية كانت بالفعل حيادية بمعنى أنها لم تتعاطف لا مع المقاومة ولا مع اسرائيل وإن كان الشريط الإخباري يبدو هازجا في نقله أخبار العدو (الاسرائيلي، ينبغي لنا أن نذكر). وكان موقف المحطة في برامجها متماهياً مع مواقف تيار «المستقبل»: فهي وجدت في زيارة وليد المعلم الى لبنان استفزازاً أفظع بكثير من الاعتداء الاسرائيلي على لبنان. فاللهجة (باستثناء دوللي غانم التي بدت مندهشة من موقف الياس بو عاصي الذي كان قريباً جداً من الموقف الاسرائيلي) تجاه العدوان أصرت إما على تجهيل الفاعل وإما على تحميل المسؤولية لحزب الله.
أما تلفزيون المستقبل فبدا مرتبكاً. في الأيام الأولى التي صاحبت الموقف السعودي كان حساب الحقل عند حلفاء آل سعود أن الحرب لن تستمر إلا لأيام وأنها ستنتهي بتحقيق ما عجزت عن تحقيقه تظاهرات الهمروجة الطائفية المتفسخة التي اعتبرها عالم الاجتماع الشهير، جورج بوش، «ثورة». وعندما طالت الحرب وأربك صمود المقاومة الفريق الحاكم اضطرت، أو بدت المحطة مضطرة، الى اللحاق بركاب التغطية الكثيفة لكن على طريقة «حيادية» الـ«إل. بي. سي.»، أو على طريقة شعار فوكس نيوز «منصفة ومتوازنة». أما برامج الحوار في محطة المستقبل فهي عجيبة بالفعل: فهي مثلاً تحبّذ أن يقابل الياس عطا لله فارس سعيد مع أن الاثنين لا يختلفان على شيء. فالتنوع هو أن تجلب ضيوف من داخل المجموعة الحاكمة من أحزاب مختلفة مع أن التنوع هو هنا غير ذي بال: فالياس عطا لله لا يختلف في خطابه البتة عن أنطوان زهرة. وأصرت المستقبل على تمييع مفهوم المقاومة والمقاومين عبر تحويل الجميع الى مقاومين (حتى بكاء السنيورة تحوّل الى مقاومة) وعبر اعتبار رحلات سعد الحريري الكثيرة (ولا تنسوا سفره الى قبرص وطلبه من الرئيس القبرصي مساعدته في طلب وقف النار) مقاومة، أي إن فعل المقاومة بات باهتاً لأن المحطة وما وراءها من قوى لم تتوقع بسالة المقاومة، وعندما تحققت (باعتراف الصحافة الاسرائيلية والغربية المعادية للعرب) كان من الضروري نفيها، أو دفنها تحت الدمار كما فعل البطريرك الذي اعترف بنصر المقاومة لكنه ألحق ذلك بالقول إن الثمن كان دمار البلد.
لا شك في أن محطة الـ«نيو تي في» كانت متميزة على أكثر من صعيد. فقد نجحت المحطة قبل كل شيء في تخطّي الطائفية، وهذا ليس بالأمر الهين وخصوصاً في بلد مثل لبنان. فلا هوية طائفية لهذه المحطة على الإطلاق، وهي تحيّر بعض اللبنانيين (واللبنانيات) لأنها عارضت وتعارض تسلط تيار «المستقبل» من دون أن تتهاون مع أفعال الاستخبارات السورية الإجرامية في لبنان. وشبكة مراسلي المحطة كانت ناشطة ولم يخفِ المراسلون والمراسلات تعاطفهم مع المقاومة (فقط في لبنان يكون تأييد مقاومة الاحتلال الأجنبي المعتدي مثار جدل على رغم أن العيب هو في الحيادية تجاه الاحتلال الأجنبي لا في الانحياز ضده) من دون إهمال ممارسة تقويم مستقل للأحداث. وتعبّر المحطة عن توجّه علماني يساري (وهي غير «يسار» السلالة الحاكمة) حقيقي. وتنجح المحطة في التعامل مع الضيوف بالدرجة نفسها من الاستجوابية وهي تنوّع في ضيوفها ولكن ليس على طريقة محطة المستقبل. لكن مصالح صاحب المحطة تظهر بين الفينة والأخرى: عندما تبرز أخبار «مبادرات قطر» وأخبار ليبيا أخيراً.
أما محطة المنار، وهي ممنوعة في هذه البلاد (ولكنها موجودة على الإنترنت)، فإنها ناجحة كمحطة تتوجه بالدرجة الأولى الى جمهورها وبالدرجة الثانية الى الجمهور العربي المتعاطف. ولكن هذه الصفة تضعف من قدرتها على التأثير لبنانياً، وربما هي لا تسعى الى التأثير على من ليس في صفها، وفي هذا ضعف في الدعاية. ولكن تقويم المنار أثناء الحرب يجب أن يأخذ في الاعتبار عاملين: 1) إن وجود المنار على الهواء، حتى ببرمجة ضعيفة، يعتبر انتصاراً ما بعده انتصار وخصوصاً أن العدو شدد على ضرورة القضاء على بثها لأهداف دعائية، وهو قصف وقتل ودمّر في محاولة لمنع صوت المقاومة الرسمي، ولكنه فشل. 2) العامل الثاني في حرب من هذا النوع يأخذ في عين الاعتبار المقارنة بين إعلام العدو وإعلام المقاومة. ومدعاة فخر المقاومة أنها نجحت في إذلال العدو الى درجة دفعت به الى تقليد إعلام مصر في 1967، وهذا في حد ذاته دليل إخفاق إن لم يكن هزيمة. فإعلام العدو اعتمد المبالغة والكذب وتأجيل إصدار المعلومات، بالإضافة الى فرض رقابة صارمة على عمل المراسلين (والمراسلات) في فلسطين المحتلة. فمن كان يتصور أن أحمد سعيد سينطق باللغة العبرية؟ لكن برامج المنار الحوارية (حتى في أيام السلم) تعاني مشكلة أساسية (باستثناء برنامج عماد مرمل) شبيهة بمشكلة الإعلام اليساري هنا في أميركا: إذ إنها تستضيف من هم من أصحاب الرأي الواحد وفي هذا ملل للجمهور، وتكرار في نقل وجهة النظر. ومن ضعف المنار أنها لا تبدو مهتمة في كسب آراء جديدة على عكس إعلام «المستقبل» الذي أنفق الملايين للتأثير على آراء الرأي العام اللبناني.
الـ«إن. بي. إن» تظهر ضعيفة: فضعف إمكانياتها يظهر في ضعف تغطيتها وإن حاول عاملوها (وعاملاتها) عمل المستطاع. ونجحت رابعة الزيات في ربط منهجي نادر في برامج الحوار السياسي، إذ إنها تعرف كيف تربط الاجتماعي بالسياسي، والعكس من دون أن تقع في الميلودراما. وإن مندوبة المحطة في القصر الحكومي تنشط أكثر من غيرها وتضيف جديداً في تقاريرها.
الإعلام، إذا ما قسنا على المثال الأميركي، نحو مزيد من المركزية ومزيد من الاحتكار والاندماج، وفي هذا انتصار لقوى رأس المال العملاق. وكما ذكر بيير بورديو في دراسته عن التلفزيون، فإن تعدد الأصوات الإعلامية هو في الحقيقة تعدد زائف لأنه في المضمون يعبّر عن مصالح وآراء واحدة وموحدة. والتنبّه الى نزعات رأس المال يمكن أن تؤدي مستقبلاً (كما حدث هنا) الى سهولة التأثير عبر الإعلام مع ارتفاع أسعار النشر والتوزيع وخصوصاً أنها في لبنان خاضعة للمصالح الاحتكارية نفسها. ومن يدري؟ فقد يأتي يوم تضطر فيه الى اللجوء الى الإنترنت لقراءة رأي معارض لسعد الحريري أو معارض للصهيونية.
* أستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية كاليفورنيا ــ ستانسلاس وأستاذ زائر في جامعة كاليفورنيا في بيركلي)