أميركا والعرب
العلاقات الخاصة التي تجمع حكومتي الولايات المتحدة وإسرائيل أمر لا يخفى على أحد. ومن نافلة القول أن السواد الأعظم من الأميركيين يساندون من أعماق قلوبهم علاقة الغرام هذه بين بلادهم والدولة اليهودية.
الميل الأميركي لإسرائيل يأتي على حساب العرب. والحقيقة هي أن الأميركيين الذين يستفيدون من الوطن العربي، يغيب عنهم أنهم الطرف الخاسر في علاقتهم بإسرائيل.
السياسات الأميركية الخاطئة التي وضعتها إدارة الرئيس بوش بعد 11 أيلول، عزّزت المواقف المعادية للعرب وللمسلمين لدى معظم الأميركيين. وقد ظهر في نتائج استطلاعات أجرتها مؤسسة «غالوب» أخيراً، أن أربعة من كل عشرة أميركيين يشعرون بـ«بعداء» تجاه المسلمين.
لا يمكن وصف هذه المواقف بأقل من كونها صفعة في وجه الدول العربية التي تستثمر بلايين الدولارات في الاقتصاد الأميركي وتعدّ نفسها شريكة استراتيجية لواشنطن.
الوطن العربي يقدّم لأميركا فوائد أكبر بكثير مما تقدّم إسرائيل.
الدول العربية المصدّرة للنفط تبيع نفطها بالبترو دولار، وهو ما يوجب على الدول المستوردة للنفط أن تحتفظ باحتياطات نقدية ضخمة من العملة الاميركية، وهذا يعود بفوائد جمّة على الاقتصاد الأميركي.
دول الخليج توفر للولايات المتحدة نحو ثلث احتياجاتها النفطية. وبالمقابل، يستورد العرب منتجات وخدمات من الولايات المتحدة أكثر مما تفعل باقي الدول. السعودية وحدها تستورد من الولايات المتحدة أكثر مما تستورده مصر وإسرائيل مجتمعتين.
خلف أحمد الحبتور
إنسانية جورج بوش

عوّدنا الرئيس الأميركي جورج بوش على «مبادراته الإنسانية» تجاه الدول والشعوب المنكوبة ولا سيما بعد تعرضها لحروب أو كوارث طبيعية. غير أن إنسانيته هذه المرة قد تجاوزت المألوف، فهاله ما تعرّض له لبنان من مجازر جماعية، وقرّر نزع «اللقمة» من أفواه الأميركيين وإطعامها «لأبنائنا» النازحين والمنكوبين، وفي الوقت نفسه أقام جسراً جوّياً لتزويد الترسانة الاسرائيلية بـ«القنابل الذكية». قلب بوش عامر بالدفء والحنان والغيرة، والأرجح أن لا يستطيع النوم منذ اليوم الاول للحرب الإسرائيلية على لبنان. لقد قرر الرئيس بوش تقديم مبلغ 230 مليون دولار لإعادة إعمار لبنان، إضافة الى 25 ألف طن من القمح، أي 6 كلغ لكل مواطن إذا حسبنا عدد سكان لبنان بحدود أربعة ملايين. ولم ينس الجيش اللبناني، فاقترح (اقتراحاً فقط) تخصيص رزمة بقـــيمة 42 مليون دولار للمساعدة في ترتيـــب القـــوات المـــسلحة اللبنانية وتجهيزها. على الشعب اللبناني ألا ينسى مواقف الإدارة الأميركية الداعمة للحرب، ولا المجازر التي ارتكبتها الآلة العسكرية الإسرائيلية او الدمار الهائل الذي أحدثته، خصوصاً أن سياسيين وصحافيين أميركيين كشفوا عن علم الإدارة الأميركية المسبق بالعدوان.
الجميع في لبنان يعلم أن بوش وإدارته عرقلا حركة مجلس الأمن لإصدار قرار يوقف الحرب على لبنان، بل أعطوا الضوء الأخضر للاستمرار في العدوان. هكذا بكل وقاحة يقرر السيد بوش المساعدة في إعمار لبنان. وكأن الديموقراطية التي ينشدها بوش للبنان لا تقوم إلا على جثث الآلاف من الضحايا. وهو ما يحصل أيضاً في العراق الذي «ينعم» بالديموقراطية الاميركية.
عدنان حيدر أحمد
درس الكرامة

الرئيس المناضل هوغو تشافيز، تحية وبعد،
للأسف الشديد، لم تستطع إحراج حكّامنا، والسبب أن هؤلاء الحكام يجهلون معنى الكرامة، وهم بعيدون عن الرجولة، وعن الإحاطة بمعاني العنفوان والصدق.
لقد اعطيت حكامنا وملوكنا الصغار درساً لن ينسوه في كيفية صنع الكرامة والعزة. موقفكم المتضامن مع شعبنا، سوف يحفر في وعينا نحن شعب الجنوب وشعب لبنان وباقي العرب. ليت قادة العرب يتمثلون منكم المواقف الجريئة.
سامي بيضون