تحيّة طيّبة وبعدفقد فوجئنا بإزالتكم لتطبيقنا «قاطعوا» بدعوى ممارستنا «خطاب كراهية» (Hate Speech). نودّ إعلامَكم بأنّ حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» في لبنان، صاحبةَ التطبيق الهاتفيّ المذكور، هي مجموعةٌ تقدّميّة معادية للطائفيّة والعنصريّة، تؤْمن بممارسة الضغط الأخلاقيّ والإعلاميّ والتوثيقيّ على داعمي «إسرائيل» من أجل دفع هذه الأخيرة إلى التوقّف عن ممارساتها الاحتلاليّة والتهجيريّة والعنصريّة ضدّ الشعب الفلسطينيّ. وهذا التكتيك سبق أن اتّبعتْه حركاتٌ عالميّةٌ مناهضةٌ للفصل العنصريّ (الأبارتهايد) في جنوب أفريقيا القرن الماضي، وتمارسه اليوم «حركةُ مقاطعة إسرائيل وسحبِ الاستثمارات منها وفرضِ العقوباتِ عليها» (BDS) في العالم من أجل عزل «إسرائيل» بسبب خرقها للقانون الدوليّ والأعراف الإنسانيّة.

السيّدات والسادة في غوغل بلاي،

إنّ سياسة عزل «إسرائيل» ليست سياسةً عنصريّة، ولا خطابَ كراهية. على العكس: العزل سياسة مدنيّة تهدف إلى جرّ كلّ نظامٍ يخالف القانونَ الدوليّ والأعرافَ الإنسانيّة إلى الانصياع لها. كلُّ ما يفعله تطبيقُنا الهاتفيّ هو العودةُ إلى مواقع الشركات العالميّة نفسِها من أجل توثيق كيفيّة دعمها للكيان الإسرائيليّ. ولا يَخفى عليكم أنّ «إسرائيل» قامت على أنقاض مئاتِ البلدات الفلسطينيّة التي «طُهّرتْ عرقيّاً» من سكّانها الأصليين سنة 1948؛ وهو ما وثّقه مؤرّخون كبار، وعلى رأسهم الباحثُ الإسرائيليّ المعروف إيلان بابيه في كتابه التطهير العرقيّ في فلسطين. وأن نطالبَ الشركاتِ بوقف دعمها لـ «إسرائيل» لا يعني بتاتاًَ أنّنا ضدّ اليهود مثلاً؛ على العكس: نحن من دعاة بناء دولة ديمقراطيّةٍ عَلمانيّةٍ على كامل فلسطين التاريخيّة، يعيش فيها جميعُ المواطنين على قدم المساواة، لا فرقَ بين فردٍ وآخر، ولا بين معتقَدٍ وآخر. إنّ ما نؤْمن به هو نقيضُ ما تؤْمن به العقيدةُ العنصريّةُ الصهيونيّة التمييزيّة، فأين نحن من «خطاب الكراهية»؟

السيّدات والسادة في غوغل بلاي،

أمّا على صعيد الممارسة، فإنّ خطابَ الكراهية هو ما تطبّقُه «إسرائيل» كلَّ يوم ضدّ الشعب الفلسطينيّ منذ 68 عاماً: إنكاراً لحريّته في بناء دولته المستقلّة، ورفضاً لعودة ملايين اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم بموجب قرار الجمعيّة العامة للأمم المتحدة رقم 194. وكلُّ ما تفعله حركةُ المقاطعة هو الردُّ على خطاب الكراهية هذا باستخدام خطابٍ موثّقٍ علميٍّ دقيقٍ يستند إلى المعلومات الموجودة داخل مواقع الشركات نفسها، وداخل الدوريّات الغربيّة الكبرى، من أجل حثّ العالم على إلزام «إسرائيل» بالتوقّف عن ممارساتها العنصريّة والإجراميّة.

السيّدات والسادة في غوغل بلاي،

ندعوكم إلى إعادة النظر في قراركم المتسرّع وغيرِ المنصف، الذي يضرب مبدأ «حريّة التعبير» في الصميم. ونأمل أن نسمع منكم ردّاً إيجابيّاً في أقرب فرصة ممكنة.

حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» في لبنان