«متى سترحل يا صاحب الجلالة عن إيران؟». نظر الشاه شَزَراً إلى مخاطِبه قليل الأدب، وبدت على ملامحه الدهشة من صفاقة هذا الأميركي الأرعن الذي كلفته واشنطن بأن ينقذ عرشه، لكنه يبدو متلهفاً لمعرفة موعد خروجه منفياً من بلاده. ولم يأبه الجنرال روبرت هويزر إلى ما سبّبه كلامه الفظ من ضيق للإمبراطور، فمضى يكرر سؤاله بإلحاح: «هل حدّدت موعداً للرحيل، يا صاحب الجلالة». ولم يتمالك محمد رضا بهلوي أعصابه، فأجاب الجنرال الأميركي الواقف أمامه: «إنّ هذا ليس من شأنك».
حدثت هذه المشادة في قصر «نيافران»، في يوم 9 كانون الثاني/ يناير 1979. وكان الجنرال هويزر - وهو نائب القائد العام للقوات الأميركية في أوروبا - قد وصل إلى طهران، قبل أسبوع، مبعوثاً مفوّضاً من الرئيس الأميركي جيمي كارتر لكي يتولى إدارة الأمور في إيران، بعد أن أفلت زمامها من قبضة الشاه وأعوانه المحليين الذين بدوا عاجزين عن مجابهة احتجاجات مليونية تهز البلاد - منذ شهور- هزاً عنيفاً. وما إن وصل الجنرال الأميركي إلى وزارة الدفاع الإيرانية حتى احتل مكتب رئيس الأركان الجنرال عباس قره باغي، وأخذ يدير منه قيادة الجيش، محاولاً تنسيق السياسات بين كبار قادته المخلصين للشاه، وبين شابور بختيار الذي تم تعيينه رئيساً للوزراء، بعد وصول روبرت هويزر بيوم واحد. وكان شابور بختيار هو الورقة الأخيرة التي أوصى الأميركيون الشاه أن يلعبها من أجل امتصاص نقمة الشعب الثائر. ولكن كبار الجنرالات في الجيش الإيراني لم يكونوا يثقون في هذا «البختيار» بسبب تاريخه القديم في المعارضة ضمن الجبهة الوطنية («جبهة ملي إيران») التي أسسها محمد مصدّق. لِذا لزم على الجنرال الأميركي أن يبيّن لهم أن شابور هو رجل المرحلة الآن، وأن الشاه أصبح من الماضي. وكان المخطَّطُ الأميركي يقتضي - كي لا تضيع إيران كلياً من قبضة أميركا - اعتماد أحد خيارين اثنين: أحدهما التنازل الشكلي عبر تغيير الوجوه المفلسة في واجهة الحكم - وأولهم الشاه نفسه - بوجوه لها تاريخ سياسي مقبول. وأمّا الخيار الثاني - إذا فشل الرهان الأول - فهو القيام بانقلاب عسكري يقبض على البلد بيد من حديد، ويعيد الأوضاع إلى سيرتها الأولى. وكان على الجنرال روبرت هويزر أن يتولى إدارة احتمالات هذين الخيارين الصعبين.

كالمستجير من الرمضاء بالنار

لم يكن تدخّل أميركا السافر في شؤون إيران الداخلية وليد تلك الأيام العاصفة إبان ثورة 1979، بل كان يعود إلى أوائل الأربعينيات من القرن العشرين عندما برزت إيران كإحدى الساحات الخلفية للحرب العالمية الثانية. وصارت الحدود الإيرانية السوفياتية المعبرَ الأساسي لإيصال الإمدادات الأميركية إلى الجبهة الروسية. وفي عام 1944، كان على الأراضي الإيرانية قرابة 28 ألف جندي أميركي يعمل أغلبهم في المجال اللوجستي، وكوّن هؤلاء شبكة ضخمة كان ظاهر هدفها هو دعم الحلفاء السوفيات، وأما الغاية الحقيقية فكانت وضع اليد على هذا البلد الكبير الواقع في موقع استراتيجي هام، والغني بالنفط. وكان الشاه بدوره يظن أن مجيء أميركا إلى إيران قد يمثل فرصة سانحة له كي يتخلص من الوصاية الإنكليزية والروسية التي امتدت أمداً طويلاً في بلاده. وهكذا فقد شرع الشاه للأصدقاء الأميركيين الوافدين أبواب البلاد على مصراعيها، وهو يُمنّي النفس بأن يخلّصه الأوصياء الجدد من الأوصياء القدامى. وتطبيقاً لهذه السياسة «الحكيمة»، عيّن الشاه لإدارة الشؤون الاقتصادية والمالية الإيرانية موظفاً أميركياً هو الدكتور ميلزبو، كما عيّن الجنرال كلورنس ريدلي في منصب مدير التخطيط العسكري في الجيش الإيراني، وعيّن الكولونيل نورمان شوارزكوف (والد الجنرال شوارزكوف القائد العام للقوات الدولية المشتركة التي حاربت العراق عام 1991) في منصب قائد قوات الشرطة في وزارة الداخلية الإيرانية، ومستشار الحكومة للشؤون الأمنية، وعيّن الجنرال دونالد كونولي رئيساً لقيادة أركان قوات الخليج الفارسي المستقلة، ومقرها مدينة عبدان، أما الجنرال باتريك بورلي فقد تمّ تعيينه مشرفاً عاماً على إيران. والمفارقة أنّ الشاه قبل بأن لا يتلقى هذا الجنرال الأخير التعليمات منه، بل من الرئيس فرانكلين روزفلت شخصياً! ولم تكن كل هذه الاستعانة المفرطة بالأميركيين لإدارة شؤون البلاد الداخلية، هي وحدها مصدر العجب في سياسة بهلوي، بل كان العجب الحقيقي من هذا العقل «الفهلوي» الذي يتصور أن ما يفعله هو أفضل وسيلة لتخليص استقلال إيران الوطني من براثن الوصاية الأجنبية للروس والإنكليز!

لم يكن تدخّل
أميركا في شؤون
إيران وليد
ثورة 1979


على أنّ الشاه برغم كل ما بذله في سبيل الحصول على «بركات» أميركا، كان ينظر بعين الغيرة إلى علاقتها الحميمة مع جارته تركيا. فبمقتضى «مبدأ ترومان» حصلت أنقرة، في مايو/ أيار 1947، على حماية أميركية كاملة من أي تهديد خارجي (سوفياتي)، ونالت نصيباً وافراً من المساعدات المالية الأميركية للنهوض بقطاعاتها الاقتصادية، واستفاد الجيش التركي من برنامج مكثف من الإمدادات العسكرية. وكان الشاه يرى أنه إذا كان موقع تركيا على حدود الاتحاد السوفياتي هو ما أهّلها لتنال كل هذه الحظوة الأميركية، فإن حدود إيران مع «العدو الشيوعي» أطول وأعقد. ثم إن بلاده أكثر إغراءً لأميركا، بما فيها من الموارد، من تركيا. وكذلك فإنّ وضع إيران مع الروس أشد ضعفاً وحرجاً، وهي أحوج إلى العطف الأميركي من أي طرف إقليمي آخر. وكانت للشاه حجّة وجيهة، وهي أن السوفيات احتلوا بالفعل المنطقة الشمالية الغربية من بلاده (أذربيجان الإيرانية)، وأقاموا فيها حكومة شيوعية اتخذت مدينة تبريز عاصمةََ، وجعفر بيشه وَري رئيساً. وتحت إلحاح الشاه وشكواه، كتب السفير الأميركي في طهران جون وايلي إلى مسؤوليه رسالة مؤرخة في 12 نيسان/ أبريل 1949، يورد فيها موقف محمد رضا بهلوي من التعهدات الأميركية بحماية تركيا وحدها. فرأيُ الشاه أن هذا الأمر يعطي إشارات خاطئة لستالين توهمه بأن الاحتفاظ بتركيا هو كل ما يعني واشنطن في المنطقة؛ وبالتالي قد يذهب في ظنه أن بإمكانه أن يمد يده نحو إيران، من دون أن ينزعج الأميركيون من ذلك. وعلّق السفير الأميركي وايلي بأن ظنون الشاه هذه - سواء كانت حقيقية أو خيالية- هي مناقضة تماماً لتصورات واشنطن وسياستها ومصالحها الاستراتيجية في إيران. وأضاف السفير أن من المناسب لأميركا أن تساعد إيران كما ساعدت تركيا، فهما بالمكانة نفسها، وبالأهمية ذاتها لأميركا تقريباً. ثم وصل وايلي في خطابه إلى اقتراحٍ طرحه على وزير الخارجية دين آتشيسون، وكانت فكرة السفير أنّ مساعدات أميركية لإيران تناهز قيمتها نصف مليار دولار، مثلاً، قد تكون وسيلة مناسبة جداً لدفع العلاقات بين البلدين شوطاً كبيراً. وقبلت وزارة الخارجية الأميركية من حيث المبدأ اقتراحات سفيرها في طهران، لكن خبراء الوزارة وجدوا أن ما قيمته 147 مليون دولار من المساعدات تقتسمها إيران مع تركيا واليونان سيكون مبلغاً أنسب مما اقترحه وايلي. وفي آخر المطاف قررت لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس أن مبلغ 27 مليون دولار تتقاسمها إيران مع الفيليبين وكوريا هو أفضل ما يمكن لأميركا أن تهبه لأولئك الذين يتسولون في طهران مكرماتها. وكتب وايلي حينما علم بهذه النتيجة أن «من حق الإيرانيين أن يشعروا بالحزن والغضب أيضاً».

الأسد والضباع

ووصل التدخل الأميركي في شؤون إيران الداخلية حداً جعل جورج ماكجي، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، يُعدّ، في شهر نيسان/ أبريل 1950، ورقة عمل عن إيران، ويقترح فيها أن يفوّض الشاه للأميركيين تسمية من يرونه مناسباً لشغل منصب رئيس وزرائه. وكان الأميركيون يظنون أنهم إذا فوّض الشاه كل أمره إليهم، فإنهم سيُحسنون له صنعاً. لكن من سوء الحظ أنّ الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في إيران ما لبثت تتفاقم حتى انفجرت في وجه بهلوي وجماعته والأوصياء الأجانب عليه، القدامى والجدد. وكان أحد أسباب الانفجار أنّ الاتفاقيات الجديدة المعقودة بين حكومة الشاه والشركة الأنكلو-إيرانية المحتكرة لامتياز إنتاج نفط البلاد وتصديره لمدة 70 عاماً كاملة، لم تعد تلبي تطلعات الشعب. فلقد أصرّ البريطانيون على أن يحوزوا لأنفسهم النصيب الأوفر من دخل بترول إيران، وأن لا يبقوا للإيرانيين إلا النزر القليل من أموال نفطهم. واندلعت في البلاد تظاهرات حاشدة تطالب بتأميم النفط الإيراني، تزعمها زعيم الجبهة الوطنية محمد مصدَّق.

أصرّ البريطانيون
على أن يحوزوا
النصيب الأوفر
من دخل بترول إيران
ووصل الغليان إلى درجة أقدم فيها أحد المتعصبين على قتل رئيس وزراء الشاه الجنرال علي رزم آرا. وكان على محمد رضا بهلوي أن يحني رأسه للثورة الشعبية العاتية، فقبل بأن يترأس مصدق الحكومة الإيرانية، في 28 نيسان 1951. وبعد يومين اثنين من تسلم مصدق لمهامه اتخذ أهم قراراته، فأمّم البترول الإيراني. وكان هذا القرار بمثابة إعلان حرب مفتوحة مع قوى الإمبريالية الغربية التي سرعان ما فرضت حصاراً محكماً على إيران جعلها لا تقدر على بيع نفطها لأحد. واتجهت سياسة الغرب نحو خنق الشعب الإيراني، والضغط عليه لخلق شرخ عميق بينه وبين حكومته الوطنية، فلا يكون ما صنعه مصدق سابقة، بل يكون عبرة لكل من يجرؤ على التمرد والعصيان.
وفي يوم 4 نيسان/ أبريل 1953 صادق مدير المخابرات المركزية الأميركية ألان دالاس على اعتماد مليون دولار لاستخدامه في إسقاط الحكومة الإيرانية الوطنية. وفي أوائل شهر حزيران/ يونيو من ذلك العام، اجتمع مسؤولو الاستخبارات الأميركية والبريطانية في بيروت ليضعوا اللمسات الأخيرة للخطة «أجاكس» التي اختير لتنفيذها رئيسُ فرع الشرق الأوسط وأفريقيا في «السي آي إيه» كيرميت روزفلت (حفيد الرئيس تيودور روزفلت). وفي يوم 19 آب/ أغسطس وقع الانقلاب أخيراً على حكومة محمد مصدق، بعد أن احتدم الصراع بينه وبين الشاه المتحالف مع أعداء وطنه، والمعارض لسياسات حكومة بلاده الوطنية. وأقدم محمد رضا بهلوي على تعيين الجنرال فضل الله زاهدي رئيساً جديداً للحكومة، وإقالة محمد مصدق. وكان قرار الشاه تنفيذاً لوصايا المخابرات المركزية الأميركية التي اعتبرت أن إيران تتجه في عهد مصدق شيئاً فشيئاً نحو السقوط في أحضان الشيوعية. وخاف الشاه من عواقب قراره ضد مصدق، فلاذ بالفرار نحو إيطاليا مع زوجته. وقام الجنرال زاهدي في يوم تعيينه خليفة لمصدق، بقصف منزل سلفه في وسط مدينة طهران. وفي المقابل شرع كيرمت روزفلت في إدارة حملة دعائية ضخمة ضد الوطنيين الإيرانيين. وكانت الخطة الأميركية تشتمل على شراء ولاء الرعاع لكي يخرجوا في تظاهرات معادية لمصدق، وليهتفوا بهتافات رخيصة تحط من هيبته وقدره. وبالإضافة لهذا، فقد كان على الزعران الذين استعانت بهم «السي آي إيه» أن يشنوا حملة اغتيالات تطال زعماء الجبهة الوطنية الإيرانية. وكانت التصفيات تتم في الشوارع والمنازل، وبالسكاكين والهراوات والمسدسات، وأودت هذه المجزرة بحياة أكثر من ثلاثمئة وطني إيراني في يوم واحد. وأما السياسيون والصحافيون الذين اشترتهم دولارات «السي آي إيه»، فقد كانت مهمتهم شن حملة دعائية شرسة في وسائل الإعلام الإيرانية والدولية. ولقد نجحت خطة أميركا تماماً، فعاد الشاه من منفاه ليحيي من وقفوا معه، وليقول لرجل المخابرات الأميركية الذي أعاده إلى عرشه إنه يدين بالفضل له، ولشعبه، ولجيشه، ولكيرمت روزفلت. وفي نهاية المطاف، تم القبض على الأسد العجوز، وحوكم أمام محكمة صورية، وصدر ضده حكم بالإعدام، ووُضِع الزعيم الوطني محمد مصدق في زنزانة انفرادية مليئة إلى ارتفاع متر كامل، بالماء الآسن. وكان من نتيجة هذا العذاب أن أصيب مصدق بـ«الروماتيزم» الذي طحن مفاصله وعظامه، في أواخر حياته.

لقد ألقوا بالإمبراطور مثل فأر ميت

كان الجنرال الأميركي هويزر، حينما جاء إلى طهران لكي يخمد ثورة شعب إيران، يظن أن بإمكانه أن يعيد عقارب الساعة للوراء من جديد، ويصنع مع الخميني مثلما فعل كيرمت روزفلت مع مصدق. ولكن كان من سوء حظ أميركا الآن أن الظروف تغيّرت، فلا الشعب أصبح ينقاد بسهولة إلى الدعاية الممولة من الخارج، ولا قيادته الجديدة مستعدة للمساومة أو التنازل. وسرعان ما تبيّن للجنرال روبرت هويزر أن الرهان على نجاح شابور بختيار في امتصاص الثورة الشعبية، هو رهان فاشل تماماً. وبرغم أن رجل أميركا الجديد في إيران حاول أن ينجز في أيامه القليلة في الحكم مجموعة من المطالب الشعبية، مثل: الإفراج عن السجناء السياسيين، وحل جهاز «السافاك»، وإبعاد الشاه من البلاد، وتأميم أموال أسرة بهلوي، ورفع الرقابة عن الصحف، والابتعاد عن سياسة التحالف مع «إسرائيل»، والوعد بإجراء انتخابات مجلس تأسيسي تشارك فيها كل المكونات السياسية في إيران، من أجل إعادة صياغة الدستور، واختيار نظام جديد للبلاد ينظر في مصير الملكية... فإن كل تلك الوعود البراقة لم تجدِ نفعاً. ذلك لأنّ الخميني كان حاسماً في عدم قبوله بالحلول الترقيعية. ولقد أيّده الشعب، فانتهى شابور بختيار بسرعة مثل ورقة محروقة.
ولم يعد أمام الجنرال الأميركي حينئذ سوى التعويل على مؤسسة الجيش للقيام بانقلاب يقمع الثورة بالحديد والنار. وحينما بدأت التجهيزات تدبّر في الأيام الأولى من شباط 1979 للإعداد لتسلم العسكر السلطة في طهران بقيادة الجنرال إفشار أميني (مدير مكتب الشاه)، أصدر الإمام الخميني تعليماته للجنود الإيرانيين بأن يعصوا أوامر قادتهم، ويلتحقوا بإخوانهم المدنيين. وهكذا حصل أول تمرد عسكري، في مدينة مشهد، حينما انشقت كتيبة كاملة مؤلفة من 500 ضابط وجندي، والتحقوا مع كامل عتادهم بصفوف الجماهير، ثم تمردت أكبر قاعدة جوية عسكرية قرب طهران، ووفّر جنودها للخميني طائرة هيلوكوبتر ليتنقل بها، مخالفين بذلك أوامر رؤسائهم. وبعد ذلك كرّت السبحة، وأخذ الجنود يلتحقون بالمئات، ثم بالآلاف، ثم بعشرات الآلاف، بحشود الجماهير. وفي نهاية المطاف، وفي يوم 3 شباط 1979، كتب الجنرال روبرت هويزر برقية عاجلة إلى مستشار الأمن القومي الأميركي زبغينيو بريجنسكي، يعلمه فيها أنّ إيران سقطت تماماً من قبضة واشنطن، وأن الجيش الإيراني صار مجموعة متنافرة من الجنرالات الذين لا يتحكمون في حركة جنودهم. وبأنّ اللعبة انتهت، والصفحة الأميركية طويت، وأنّ أفضل ما يصنعه الآن هو أن يختفي، بأسرع ما يمكن، من طهران.
وحينما انتصرت الثورة الإيرانية، وألقي القبض على كثير من جنرالات الشاه المخلوع، سأل آية الله صادق خلخالي، قاضي المحكمة الثورية، الجنرال أمير حسين ربيعي قائد سلاح الجو الإيراني السابق، عن الدور الذي قام به الجنرال الأميركي هويزر، في الأيام الأخيرة من أجل مساعدة الشاه. فأجاب ربيعي متهكماً: «نعم، ساعده الأميركيون حقاً!». ثم أضاف ربيعي قائلاً: «ولقد ألقى الجنرال هويزر بالإمبراطور خارج البلاد، مثل فأر ميت».
* كاتب عربي