نشرت «الأخبار» مقالاً للأستاذ أسعد أبو خليل يعقّب فيه على كتاب الرفيق بسام أبو شريف عن المناضل وديع حداد. وقد ورد في الكتاب والتعقيب أنّ وفاة الدكتور وديع كانت نتيجة تسمم أصابه في منزل الأستاذ أكرم الحوراني في بغداد. بما أنني كنت برفقة الدكتور وديع في تلك الزيارة الفريدة، كما كنت قبلها برفقة الأستاذ أكرم في زيارته للدكتور وديع، أجد من الضروري الإدلاء بشهادتي حول الموضوع، الذي كان مدار لغط شفوي طوال الفترة الماضية، قبل أن يضعه الرفيق بسام بصورة كتابية توثيقية.
كان برفقة الدكتور وديع ثلاثة من رفقائه، كما حضر خلال الزيارة ضيوف آخرون من المعارضين السوريين الذين كانوا يقيمون في بغداد. وعندما قدمت أم جهاد (زوجة الأستاذ أكرم) القهوة في صالون البيت، لا في الحديقة (كان الوقت شتاء)، قدمتها على صينية كبيرة، وقد تناول كل من الحاضرين فنجانه بيده. وبناءً عليه كان مستحيلاً على أي جهة تقدير الفنجان الذي سيتناوله وديع. أما في حال تسميم القهوة كلها، فكان من الطبيعي أن يتسمم الآخرون. بالنسبة إلى الاستخبارات العراقية، كان بإمكانها تسميم الدكتور وديع في أي وقت وبأي شكل، طالما أن البيوت والمقارّ التي كان يستخدمها في بغداد كانت تحظى كلها برعاية الأمن العراقي.
الواقعة الصحيحة فعلاً هي أنّ الدكتور وديع شعر بالألم في معدته بعد تناوله تلك القهوة، لكن القهوة قد تكون محفزاً للألم لا سبباً له. وانطلاقاً من هذه الواقعة، دار الحديث في بعض أوساط المقربين من الدكتور وديع حول هذا الأمر، وتحول على نحو عفوي وساذج إلى فرضية أن التسمم قد حصل في بيت الأستاذ أكرم، لكن هذا لا ينفي أن تكون ثمة جهات وجدت في ذلك فرصة للفت الأنظار عن الجهة الحقيقية التي سممت الدكتور وديع، والمكان الحقيقي الذي جرى فيه التسميم بنوع من السم لا يمكن أن يكون من ذلك الذي يوضع في فنجان قهوة، وإلا لكانت الفحوص الطبية في ألمانيا قد كشفته. مع كل محبتي وتقديري لـ«الأخبار» وللرفيقين العزيزين بسام وأسعد.
عدنان بدر