في كتابه «وجوه مضيئة في تاريخنا» الصادر عن دار الفارابي في كانون الثاني 2019، يتوغّل كريم مروة في استعادة أحداث ومواقف وعلاقات وذكريات عاشها أو عايشها على امتداد سبعين عاماً أمضاها في معترك نشاطه الحزبي والسياسي والثقافي. من خلال قراءة شخصية مستقلّة، يسلّط الكتاب الضوء على جوانب مهمّة من تاريخ الحزب الشيوعي اللبناني الذي أتمّ عامه الرابع والتسعين قبل أشهر قليلة. ويوفّر الكتاب - الذي تبوّأ صاحبه مواقع حزبية قيادية مؤثّرة على مدى يزيد عن نصف قرن - مادة معرفية للشيوعيين واليساريين عموماً، تسمح لهم ليس فقط باستخلاص ما يفيدهم من دروس وعبر من قراءتهم لهذا الاجتهاد التأريخي، بل كذلك بتوظيف هذه الدروس في استكمال النهوض بمسيرة الحزب المستقبلية.

وفي معرض هذه القراءة ينبغي الحرص على الاستماع إلى الرأي والرأي الآخر، والإقرار بالحقّ في الاختلاف، طالما بقي هذا الاختلاف محكوماً بحرّية المعتقد وبحجج منزّهة عن المقاصد والحسابات الخاصّة.
ولا تدّعي هذه المقالة الإضاءة على كل ما ورد في الكتاب، ولكن استوقفتني بصورة خاصّة محطات أساسية فيه، وأبرزها: السمات الملموسة للبيئة الجنوبية التي بدأت فيها مسيرة المؤلف السياسية؛ الفرضيات التي أملت تمييز مقدّمة الكتاب لركنين حزبيين قياديين محدّدين، هما فرج الله الحلو ونقولا شاوي؛ التنوّع التاريخي الشديد في القاعدة الاجتماعية والمهنية والمناطقية للحزب الشيوعي في بلد يطغى عليه الاستثمار السياسي في الهويات ما دون الوطنية؛ إشكالية العلاقة بين الثابت والمتحوّل في مقاربة المؤلف لأزمة الحزب وطرق معالجتها.
البدايات كانت في مدينة صور في أواسط الأربعينيات عندما تعرّف الكاتب في مستهل مسيرته على «المعلّم» رفلة أبو جمرا – صاحب محل للخياطة في المدينة – الذي شكّل آنذاك منارة للدعوة إلى المبادئ الشيوعية، فكراً وعملاً، في مدينته وأريافها القريبة والبعيدة. ثم تبع ذلك تأثّره الشديد بتجربة نسيبه الشهيد الدكتور حسين مروّة الذي ذهب إلى النجف في العشرينيات طالباً للعلوم الدينية وعاد منها في الأربعينيات ليخلع زيّ رجل الدين ويتحوّل إلى الفكر الماركسي حتى استشهاده عام 1987. ويتبدّى من فصول الكتاب أن حالة حسين مروّة لم تكن حالة معزولة، بل كانت أقرب إلى ظاهرة تكرّرت ما بين الأربعينيات حتى الستينيات وبالتحديد حتى تاريخ إنشاء المجلس الشيعي الأعلى الذي تولّى للمرّة الأولى بناء المؤسسة الدينية الشيعية و«ضبط شؤونها»، على غرار المؤسسات الدينية الأخرى الموغلة في قدمها. ويتبيّن من الكتاب أن هذه الظاهرة قد شملت عدداً من طلاب العلوم الدينية في النجف، العراقيين منهم واللبنانيين، الذين اتجهوا بدرجات متفاوتة نحو تبنّي أشكال من الفكر الماركسي والاشتراكي والإصلاحي، وكرّسوا الاجتهاد خارج منطق تأويل النصّ الديني الذي يتوسله الحكام كأداة لتأبيد سيطرتهم السياسية والاجتماعية والثقافية. ويشير الكاتب بشكل خاص في هذا الإطار إلى اللبناني الشيخ محمد شرارة والعراقي الشاعر محمد مهدي الجواهري. وربما تدفع تلك الظاهرة إلى الاستنتاج أن إمكانات التقاطع بين الأفكار الاشتراكية والأفكار المستمدّة من إسلام تنويري ووضعي كانت قائمة في البلدين إبّان سيطرة الحكم الملكي في العراق وتحالف الإقطاع في لبنان، بالنظر إلى استفحال مؤشرات التفارق الاجتماعي والحرمان والإقصاء في البلدين والانحسار النسبي لسلطة الدولة المركزية في الأرياف. غير أن هذا التقاطع ضعف نسبياً بعد وصول أطياف من البورجوازية الصغيرة المستبدّة إلى السلطة في العراق وإحكام سيطرتها المركزية العاتية على مجمل البلاد، ثم بخاصّة بعد تحوّل الطوائف إلى أحزاب شموليةّ مطلقة سواء في لبنان ما بعد الحرب الأهلية أو في عراق ما بعد الغزو الأميركي عام 2003، حيث أصبح الفكر الديني والطائفي السائد أداة للتوظيف السياسي بامتياز من قبل القوى السياسية المتنفّذة. وهذا ما يطرح أسئلة راهنة حول أيّ دور يمكن – بل يجب - أن يلعبه اليسار في تعاطيه مع هذه الوظيفة التي أثّرت في وعي الناس واستلبت وجدانهم وعزّزت الهويات الضيّقة، وذلك بغية إعادة كسبهم ليكونوا جزءاً لا يتجزأ من كتلة شعبية وطنية جامعة تكافح من أجل التغيير السياسي والاجتماعي.
يتناول الكاتب سمات قيادات حزبية أدّت دوراً مهمّاً في مسيرة الحزب الشيوعي


ويتناول الكاتب سمات قيادات حزبية لعبت دوراً مهمّاً في مسيرة الحزب الشيوعي، مستهلاً مقدمة كتابه بالحديث عن رمزين بارزين هما بالتحديد فرج الله الحلو ونقولا شاوي. وربما ارتبط اختيار هذين الرمزين بقناعة كريم مروّة أنهما، بالرغم مما يجمع أو يفرّق بينهما، قد جسّدا عامل حسم أساسياً في أدقّ منعطفين في تاريخ الحزب: تجسيد فرج الله الحلو لقوة المثال التاريخي في التمايز عن الموقف الرسمي للحزب من القضية القومية الأهم، أي القضية الفلسطينية؛ واضطلاع نقولا شاوي بالدور الأبرز في تحقيق عملية الفصل السلمي والمتوازن بين الحزبين الشيوعيين اللبناني والسوري عام 1964. ويخصّص الكاتب صفحات للحديث عن فرج الله الحلو القائد الفذّ والممتلك لطاقة غير محدودة على العمل والنقد البنّاء وتطوير قدرات العاملين معه، والذي رفض الموقف الحزبي من تقسيم فلسطين وخضع للإبعاد والتخوين من جانب القيادة البكداشية. وهذا ما أدّى إلى فرز في المواقف من هذه المسألة داخل الحزب الشيوعي، ودفع «اخوان عمر فاخوري» إلى التضامن مع فرج الله في أوائل الخمسينيات، وفي طليعتهم رئيف خوري ومعه هاشم الأمين واميلي فارس ابراهيم وقدري قلعجي وموريس كامل وغيرهم. وإذ يشير مروّة إلى اعتراف نقولا شاوي الصريح بأخطاء جسيمة وقع فيها بضغط مباشر مارسه عليه خالد بكداش يوم كان الحزبان الشيوعيان السوري واللبناني حزباً واحداً، إلا أنه يتوسّع في توصيف المزايا التي تمتّع بها هذا الرجل: امتلاكه ناصية العلم والثقافة ورجاحة العقل واللغات وتميّزه بنهمه للقراءة وتواضعه وتعفّفه عن المناصب، مع التشديد بشكل خاص على تفوّقه على غيره من القيادات الحزبية في مجال دفع الكوادر الوسطى إلى أعلى مواقع المسؤولية.
ويتوقف الكتاب في العديد من فقراته عند التنوّع الكبير في القاعدة البشرية للحزب. ويتكرّر حديث الكاتب عن الدور المهمّ الذي لعبه الأساتذة والمعلّمون الشيوعيون المنتشرون في المدن والأرياف، والذين كانت خلاياهم الحزبية في الخمسينيات أقرب إلى حلقات ثقافية تبحث في قضايا العلم والأدب والشعر والسياسة والاجتماع، وليس فقط في القضايا المطلبية البحت. وكريم مروة نفسه التحق أواسط الأربعينيات بسلك المعلّمين لمدّة عامين في شمسطار، وتوطّدت علاقته بالعديد منهم، لا سيما جعفر الأمين وبولس الحلو وعبد الحسين حامد وعادل الصباح وكثيرين غيرهم. وقد ساهم الحضور المميّز للحزب في صفوف المعلّمين في التمهيد - إلى جانب الحركة الطلابية الصاعدة - لمعركة تأسيس الجامعة اللبنانية، حيث قدّم الحزب أوّل شهيد في هذه المعركة، هو فرج الله حنين الذي استشهد تحت التعذيب بعد تظاهرة طلابية عام 1951. ويستعيد الكتاب جوانب مشرقة من تجارب ومساهمات كفاحية قام بها شيوعيون وأصدقاؤهم في العديد من الحقول، عبر وجوه مضيئة يتناول الكاتب بعضاً منهم (معتذراً عن كلّ سهو في ذكر الأسماء): في قيادة العمل النقابي، مصطفى العريس وسعد الدين مومنة والياس الهبر والياس البواري وعادل عبد الصمد وغيرهم؛ وفي المجال السياسي، جورج حاوي وخليل الدبس ويوسف خطار الحلو وفؤاد قازان وأرتين مادويان وفاروق معصراني وأحمد المير الأيوبي وعلي العبد وكريكور حمامجيان وسهيل يموت والشهداء سهيل طويلة وخليل نعّوس وميشال واكد، فضلاً عن أقدم المفقودين محي الدين حشيشو؛ وفي المجال الثقافي والاجتماعي، الشهيدان حسين مروة ومهدي عامل وسلام الراسي ومحمد دكروب وأنطون تابت وأحمد علبي والدكتور شكرالله كرم ومير مسعد، والشعراء أسعد سعيد وميشال قهوجي وميشال سليمان، والمسرحيون الأوائل جلال خوري ويعقوب الشدراوي وأسامة العارف، فضلاً عن مناضلين بارزين من أمثال عبد المطلب الحسيني وميشال بدورة وحاتم سلمان... ومع أن قسماً أساسياً من هؤلاء قد ساهم بأشكال شتّى - وكلّ من موقعه النضالي والمهني - في رفد المقاومة الوطنية اللبنانية ضد المحتل الإسرائيلي، فإن لوحة الوجوه كان يمكن أن تكون أكثر اكتمالاً لو شملت وجوها بارزة شاركت بفعالية واستشهدت خلال قيادتها لعمليات هذه المقاومة. وإلى جانب الوجوه اللبنانية المضيئة، يفرد الكتاب مساحة لعدد من كبار المثقفين اليساريين العرب والأجانب الذين تعرّف عليهم مروّة عن كثب خلال مسيرته الطويلة، ومن ضمنهم عبد الرحمن منيف وسمير أمين وصادق جلال العظم وحنّا مينة وأبو سيف يوسف ومكسيم رودنسون وبابلو بيرودا وناظم حكمت.
أما إشكالية العلاقة بين الثابت والمتحوّل في مقاربة أزمة الحزب وطرق معالجتها، فإنها برزت تحت صيغ ومسمّيات ومناسبات عدّة في فقرات الكتاب: في وثائق المؤتمر الثاني للحزب عام 1968؛ وفي تقرير كريم مروة وجورج البطل عام 1988 بتكليف من جورج حاوي بمناسبة مرور 20 عاماً على المؤتمر الثاني، (و«الذي أهملته قيادة الحزب» بحسب مروّة)؛ وفي ورقة عام 1999 - حول مشروع للحوار في الحزب - تناول فيها الكاتب هوية الحزب الفكرية والاجتماعية وشكل التعاقد بين أعضائه واسم الحزب؛ وفي مقال جورج البطل الذي نشرته مجلة الطريق عام 1994 واقترح فيه إلغاء صيغة الحزب الشيوعي السائدة منذ عشرينيات القرن الماضي، مع إعطاء الأولوية للتغير الديمقراطي... وفي اختصار، انعكست خلاصة الطروحات المتعلقة بأزمة الحزب وطرق معالجتها في وثائق المؤتمر السادس (1992) التي تضمّنت الدعوة إلى «حزب مفتوح على التجديد، وعلى القضية الوطنية وقضية الكادحين وقضية الحرية والتغيير الديمقراطي... حزب ديمقراطي حقيقي كبير للتغيير، أكثر طموحاً وأكثر واقعية وأكثر التصاقاً بحياة شعبنا وبلدنا»، مع التأكيد – تجنّباً للجمود الفكري - على جعل الفكر موضع نقاش دائم في ضوء تطور الشروط المادية التاريخية. وبحسب مروّة ناقشت هذه الوثائق مسألة تغيير اسم الحزب والعودة إلى «حزب الشعب» الذي تأسّس عام 1925، ولكن بعد نقاش مستفيض ارتأى المؤتمر الحفاظ على اسم الحزب صيانة لوحدته.
وإذا كان من استنتاج ختامي، فإن القضايا المطروحة في الوثائق المذكورة في كتاب كريم مروّة لا تزال من حيث الجوهر قائمة بشكل ساطع: هوية الحزب الفكرية، الموقف من قضية التغيير السياسي والاجتماعي في لبنان، الموقف من القضية القومية ومشاريع السيطرة الإمبريالية على المنطقة، مسألة التنظيم الحزبي والمواءمة بين المركزية والديمقراطية، والموقف من مسألة حرية الرأي والرأي الآخر وأشكال التعاقد داخل الحزب في زمن شبكات التواصل الاجتماعي... ولكن المستجدّ هو أن هذه القضايا تطرح راهناً في ظل تحوّلات بنيوية عميقة في المعطيات الدولية والعربية والداخلية: دولياً، ترسّخ أزمة النظام الرأسمالي وصيغه النيولبيرالية المتعاقبة خصوصاً في أوروبا، وصعود التيارات الشعبوية واليمينية المتطرفة في مقابل انحسار اليمين التقليدي واليسار وأحزاب الديمقراطية الاشتراكية، والعسكرة المتزايدة للعلاقات الدولية المتزامنة مع العودة إلى السياسات الحمائية وتزايد مؤشرات الحرب التجارية الكونية، واتجاه القطبية الدولية الأحادية تدريجياً نحو نظام من القطبية المتعدّدة... عربياً، انفجار دول المنطقة وتفتّتها تحت ضغط الصيغ المختلفة لمشروع الشرق الأوسط الجديد، وتشابك وتعاظم الضغوطات الغربية والإسرائيلية والرجعية لتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي، واستنفار «الدول الكبرى الإقليمية» لملء الفراغ الناجم عن انهيار حركة التحرر العربية، وصعود ومن ثمّ انحسار التوظيف السياسي الغربي والإقليمي والعربي في الحركات الإسلامية المتطرّفة بعد تقويضها لانتفاضات «الربيع العربي» وحرفها عن أهدافها المشروعة، واستمرار أزمة البديل المتمثّل في الأحزاب الشيوعية وحركات اليسار العربي بالترافق مع صعود حركات مدنية وشعبية من خارجها... لبنانياً، تحوّل الطوائف إلى أحزاب شمولية مغلقة كتعبير موضوعي عن تزايد الانقسامات السياسية والهوياتية في المنطقة وارتدادات مشاريع التفتيت والتجزئة المصمّمة لها، واهتزاز نظام العمل المأجور ومنظومة الخدمات العامة والتقديمات الاجتماعية، والتساقط المتسارع للفئات الدنيا والمتوسطة من «الطبقة الوسطى» وسط تعاظم الإفقار والبطالة والهجرة في صفوفها كنتيجة لترسّخ النمط الاقتصادي الريعي، وتنامي الحركات المدنية – من خارج الأحزاب السياسية والحركات النقابية القائمة – وسط تزايد المشاريع الملتبسة للتوظيف السياسي في هذه الحركات، ناهيك عن خطر اقتراب البلد أكثر فأكثر من لحظة الانهيار الاقتصادي الوشيك...
في مثل هذه الظروف، لا يعود مجرّد الاتفاق على توصيف الأزمة وتشخيص تداعياتها كافياً بذاته، بل الأهمّ هو اقتران هذا التشخيص بتحديد ما هو متاح من بدائل – واقعية وكامنة – ترتكز إلى حيثيات فكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية ثاقبة ومستمدة في الآن ذاته من متغيّرات الواقع الملموس ومن منهج التحليل الاشتراكي العلمي. ومن خلال قرائتي لما ورد في الكتاب، أميل إلى القول إن كريم مروّة لا يسعه إلا أن يكون منسجماً ومتفقاً مع هذا الرأي. فالحلّ في جميع الأحوال - بالنسبة إلى حزب كالحزب الشيوعي اللبناني يمتلك هذا التاريخ من التضحيات ومن الثبات في المواقف المبدئية الأساسية - لن يكون بالانصياع للضغوطات والإغراءات المتنوّعة التي تحاول دفعه نحو التراجع عن نهجه الفكري المستقل، ولا بملاقاة الطروحات اللبيرالية المتقمّصة تحت شعارات «فكر يومي» ملتبس ومن النوع «السهل والممتنع»، ولا بتعمية طبيعة الصراع في المنطقة أو تورية التناقض الأساسي بين مصالح شعوبنا في التحرّر الوطني والسياسي والاجتماعي ومصالح التحالف الإمبريالي الصهيوني الرجعي المتمسّك بتأبيد سيطرته. وفي الوقت الذي يؤكّد الحزب على مواقفه هذه، فإنه يدرك مسبقاً حجم ونوع التحديات التي يواجهها في معرض الحاجة إلى تعميق منطلقاته الفكرية وطروحاته السياسية وشبكات تحالفاته الداخلية والخارجية، وإلى توسيع حضوره بين العمال والطلاب والنساء والمثقفين وتجديد وتطوير حياته الداخلية كي يصبح بالفعل أكثر جذباً للشباب وأكثر انفتاحاً على الرأي والرأي الآخر داخل الحزب وخارجه. وهذا المسار لن يكون سهل التحقيق ما لم يواصل الحزب تحرّكه على الأرض ومع الناس ومن أجل قضاياهم الفعلية الأساسية، ملتزماً بالشعار الذي رفعه في التظاهرة الشعبية الحاشدة التي نظّمها في السادس عشر من كانون الأول الماضي: «إلى الشارع» بغية خلق الكتلة الشعبية القادرة على تعديل موازين القوى السياسية والاجتماعية في البلد.
* عضو المكتب السياسي
للحزب الشيوعي اللبناني