«الإمارات العربيّة هي شريكٌ استراتيجي للولايات المتحدة. الإمارات لن تقاتل أيّاً من حلفاء أميركا. بل سوف نقاتل في الخندق ذاته، ونهزم العدوّ نفسه… كما حصل في أفغانستان… لا أعتقد أن امتلاك الإمارات للـ«اف-35» سيكون خطراً على إسرائيل. من يعتقد ذلك لا يملك منطقاً… أظنّ أنّه منذ عام 1976 لم يحصل صدام عسكري بين العرب وإسرائيل… لا أرى أن أحدنا يريد قتال الآخر|... حتّى لو اختلفنا حول مسألة معينة فهذا لن يصل إلى مرحلة نذهب فيها إلى الحرب ضدّ إسرائيل. فنحن نفهم جيّداً أنّه، كما أننا حلفاء للولايات المتحدة، فإسرائيل هي حليفٌ آخر للولايات المتحدة. لدينا ما يشبه الأخ الأكبر. لن نتقاتل لأن الأخ الأكبر سيتدخّل ويقول: «هيّا، توقفوا عن الشجار»… الرسالة الوحيدة التي يمكن أن أوصلها هي أن (أنصحكم) بالاستماع إلى الشيخ محمد بن زايد… هو مرشدنا، والحكمة تخرج من هذا الرجل، ونحن نرنو إليه. نحن نعبده ببساطة»، وكيل وزارة الدفاع المساعد في الإمارات، اللواء ركن طيار عبد الله الهاشمي، في حديثٍ خلال «مؤتمر دبي لقادة القوات الجوية».
(أ ف ب )

لدى الصديق ابراهيم مالك - وهو كاتب من السعودية - نظريّة عن أنّه في السنوات الأخيرة، وتحديداً منذ حرب سورية، اختلفت شروط المعركة مع المشروع الصهيوني الغربي في منطقتنا بشكلٍ جذريّ، إذ زالت المسافة بين العربي الذي يعمل في هذا المشروع وبين الإسرائيلي. المدّ العلني لجسور التحالف بين «عرب أميركا» وبين إسرائيل، وتحديداً في المواضيع الأمنية والعسكريّة، قد يشكّل المرحلة الأخيرة في هذا التّماهي. نقرأ خبراً عن أنّ وزير الخارجية الإسرائيلي - إسرائيل كاتس - قد أبلغ الكنيست بأنّه التقى شخصيات رفيعة المستوى في أبو ظبي وتمّ الاتفاق على أن تنضمّ إسرائيل إلى التحالف «البحري» في الخليج، الذي تقوده أميركا وتشارك فيه دول مجلس التعاون. وأضاف كاتس (في كلامه إلى لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست) أنّ إسرائيل ستقدّم «معلومات استخبارية وأشكال أخرى من الدعم» إلى التحالف الغربي-العربي. هذه هي المرّة الأولى التي تشارك فيها دول عربيّة، مباشرةً، في حلفٍ عسكريّ مع إسرائيل، ولا يجد الوزير الإسرائيلي غضاضةً في إعلان الأمر أمام وسائل الإعلام.
عدا عن ذلك، حين تراقب الصحافة الخليجية والثقافة السياسية «الجديدة» التي يتمّ بثّها حول الصراع مع الصهيونيّة والتعامل مع الكيان (مع جرعة العنصرية، اللازمة، ضدّ الفلسطينيين)، و«تويتر» يسمح لك بأن تفهم بوضوح الوجهة السياسية التي تحثّ عليها الحكومات، فأنت تتيقّن من أنّ الهامش - حتّى بالمعنى الخطابي، الثقافي - بين المقاومة وأعدائها قد زال (قمت مؤخّراً بتسجيل حسابٍ على «تويتر» باسمٍ مزيّف، فأصبح في وسعي متابعة هذه الأمور). الطائفيّة هنا «حجّةٌ» وليست سبباً؛ بمعنى أنّ المقاومة، لو كان مركزها مصر، والنظام الإيراني يقف مع أميركا وإسرائيل، لما كانت هناك مشكلة مع الشيعة والفرس. وسوريّة أيضاً هي «حجّة» مناسبة لمن يريد أن يشتغل ضدّ المقاومة، وأن ينال ثمار ذلك الموقف وينتمي إلى المؤسسة الثرية - سواء في الغرب أو في عالمنا العربي (ولا يهمّ أنّ الأحداث على الأرض، وتكشّف الحقائق مع الزّمن، يجعل من سرديّتهم أضحوكة).
إن أردتم أن تفهموا كيف تعمل «الإمبريالية» فأنت تجد أثرها هنا تحديداً، حين يقف في جبهةٍ واحدة: الإسلامي مع العلماني، السّعودي مع القطري، المنظّمات الدولية مع المنظمات السلفية المسلّحة، الإخواني والتروتسكي؛ ومتناقضاتٍ تتقاتل وتتصارع في ساحاتٍ أخرى، ولكنّها وقفت صفّاً واحداً في سورية حين كانت الحرب في أوجها، فهذا ما تفعله الإرادة الإمبرياليّة حين توجّه نفسها ضدّ هدفٍ معيّن، ثمّ يعودون إلى الافتراق بعد ذلك (كانت هناك حالة مشابهة للغاية في الثمانينيات، خلال الحرب على إيران، حين كنت تجد العلماني والإسلامي، القومي العربي وربيب النظام الخليجي، واليساري والناصري وحسني مبارك، كلّهم فجأةً في جبهةٍ واحدة، يراهنون على صدّام - وأكثرهم أنكره وتخلّى عنه، وترك العراق يحتضر تحت الحصار، ما أن تصادم مع أميركا).
الحقيقة هي أنّ هذا هو سياقنا اليوم، وهؤلاء هم الناس الذين يعيشون حولك، والنخب والحكومات التي تتعامل معنا ومع مستقبلنا. المواجهة لم تبدأ أمس، ولكن ما تغيّر في الأيّام الأخيرة هو أنّ الحرب الباردة لم تعد كذلك، ورأس الحربة ليس أميركا هذه المرّة، بل إسرائيل، ونحن ما زلنا في البداية. هذه المواجهة، لحسن الحظّ، لا تجري على مستوى الإعلام والثقافة (أقول دوماً إنّه لو كانت الحرب يكسبها من يستقطب المثقفين والطبقة الوسطى، لكانت المقاومة قد هُزمت منذ أمدٍ بعيد، ولكانت السفارة الأميركية في بيروت أو بغداد أقوى من أيّ حركة شعبية في البلد)؛ المواجهة هنا تعتمد على جيلٍ تشكّل في إقليمنا، احترف الحرب، وتحضّر باستمرارٍ في صمت، وهو مستعدُّ للقتال والتضحية.

«حربٌ إقليمية»
كما أنّ «ملّة الكفر واحدة»، فإنّ المقاومة، على الجانب الآخر، تقاتل بلا حدودٍ على مستوى الإقليم. كان طريفاً أنّ إسرائيل قد انتبهت إلى هذا الواقع وأخافها، وأعلن نتنياهو أنّه سيضرب المقاومة في كلّ مكان، في فلسطين ولبنان وسوريّة والعراق واليمن، ونفّذ تهديده، ولا يرى العديد من المحللين والمثقفين العرب ما رآه نتنياهو، حتّى حين يوحّدهم عدوّهم عبر الغارات والقصف. هذه الحال ليست جديدة؛ التاريخ السياسي للشرق الأوسط يقوم كلّه على حروبٍ تجري في أكثر من بلد، وصراعٍ يشتعل في العراق فيمتدّ إلى لبنان، وتصل آثاره إلى سوريّة وفلسطين (وهو ما يغذّي سرديّة مظلوميّة رائجة في أكثر من بلدٍ عربي، أولها لبنان، عن «حروب الآخرين على أرضنا»؛ كأنّ هناك من لم يتدخّل، بالمثل، في أرض الآخرين وحروبهم؛ وكأنّ هذا هو سبب انتفاء السيادة والمنعة، وليس عارضاً من عوارضه). يروي المؤرّخ حازم قنديل في كتابه عن «جمهوريّة يوليو» أنّ ما دفع بريطانيا وفرنسا إلى التحالف لضرب عبد الناصر كان يتجاوز السيطرة على مصر في ذاتها، بل كانت بريطانيا تخشى على حلفائها في الخليج والعراق من التمدّد الناصري، فيما كانت فرنسا تعتزم ضرب عبد الناصر بسبب دوره في دعم الثورة الجزائرية - وبالفعل، فإنّنا ندفع إلى اليوم ثمن هزيمة عبد الناصر أمام خصومه، ولو لم تنجح الجزائر في نيل كيانها، لكنّا اليوم في سياقٍ أكثر ظلمة حتّى من وضعنا الحالي. النظريّة «الانعزالية»، عدا عن أنّها وهمٌ فهي - في كلّ بلد - حجّة العدو والمشبوه.
أزعم بأنّ أحداث السنوات الماضية قد خلقت واقعاً جديداً في المنطقة، وضاعفت من قدرة المقاومة؛ ونظريّتي هي أنّ نتنياهو ليس متهوّراً ولا مغامراً، بل إنّ إسرائيل قد فهمت هذا الواقع وتبعاته القادمة أكثر من واشنطن - التي تعمل أساساً بمنظور المدى القصير - وهي ستفعل أيّ شيءٍ لمنعه من التجذّر، ولو بثمن حربٍ مفتوحة. هنا، الانشقاق السياسي في الخطاب العربي يصل إلى التعابير والمفردات: نتنياهو، ومعه قسمٌ كبير من النخب العربية، يقدّمون الحرب على أنّها ضدّ «إيران وأذرعها»، كما كان كلّ مقاومٍ عربيّ في الستينيات «عميلاً» للاتحاد السوفياتي. الطّريف هو أنّ من يوصم بعملاء إيران، في لبنان واليمن وفلسطين والعراق، هم من يشكّل - بالمعنى الأكاديمي - أقرب ما يكون إلى الحركات الشعبية الحقيقية في هذه البلدان. ولكن لا ضير في ذلك، فالمقاومون بالفعل جبهةٌ واحدة، ولولا إيران والحرس الثوري، لكان المقاومون وحيدين فعلاً، وكنّا سنقع تحت رحمة الأنذال.
في هذه اللحظات تحديداً لا معنى للتحليل العسكريّ، فقد أصبحت الكلمة للميدان


لا يمكن تلخيص المعنى الاستراتيجي لما حصل في السنوات الماضية في مقال. وقد لا يريد الكثيرون فهم ما جرى، أو جمع الصورة المتفرّقة، ولكن إسرائيل ترى هذه الأمور جيّداً. الحرب في اليمن لن تنتهي، فحسب، بفشل الغزو ومنع استئصال «أنصار الله»؛ اليمن سيخرج من الحرب بلداً مختلفاً عن اليمن الذي عهدوه في الماضي: بلدٌ نال استقلاله وسيادته عبر القتال وخرجت حريته من رحم حربٍ أسطورية، فهو لن يكون تابعاً من جديد. بلدٌ أصبح قوّةً صاروخية (سيحافظون عليها، وتتزايد وتتطوّر من غير شكّ)، تضع كلّ عواصم الخليج في مرماها، وتشرف على أهمّ خطوط الملاحة في العالم. في العراق تكوّن جيشٌ حقيقي للمقاومة، وُلد أيام الاحتلال وأصبح عملاقاً بعد الحرب ضدّ «داعش» إن شئتم شهادة غربيّة، فاقرأوا تقرير مايكل نايتس في «معهد واشنطن» - الصهيوني - الذي يتتّبع توسّع فصائل المقاومة في العراق. التقرير فيه نواقص ولكنّه يشير إلى الاتجاه العام للأمور: بحسب نايتس، ارتفع عديد «المجموعات الخاصة» في العراق من أقلّ من 4 آلاف مقاتل أيّام الاحتلال إلى ما يزيد عن 60 ألفاً اليوم؛ كانت فصائل صغيرة، متخفيّة، لا تعرف أسماء قادتها إلا من لوائح الإرهاب الأميركية، فأصبحت جحافل منظمة في عشرات الألوية (يقدّر التقرير مثلاً أن «كتائب حزب الله» - «السريّة» - كان لديها أقل من 400 مقاتل قبل عام 2010، فأصبحوا أكثر من عشرة آلاف اليوم). هذه مجموعات لها مشارب ومرجعيات وقيادات سياسية مختلفة، ولكنها كلها تتشارك التراث السياسي ذاته وتقاتل سوية. «حزب الله» أصبح قوّة إقليميّة، والحرب في سوريّة أصبحت في خواتيمها. هذه هي الوقائع الجديدة التي تشكّلت في السنوات الماضية، بأثمانٍ باهظة ونضالٍ ودمٍ، هذا هو الخطر الذي تقصفه إسرائيل اليوم، وهو ما نستعدّ لخوض الحرب من أجل الدفاع عنه.

ساعة الحقيقة
المسألة ليست في أن تختار الحرب أو تتحمّس لها، فالخيار اتّخذه عنك العدو، والحرب قد فرضت عليك؛ السؤال الوحيد هو أين تقف منها؟ الردّ على ضربات إسرائيل في العراق ولبنان وسوريّة، وكلّ ما سينتج عن ذلك، هو ليس قراراً بأن تفتح على نفسك حرباً، ولا ضربة ثأريّة نستردّ بها حقّ الشّهداء، بل هي قبل أيّ شيء دفاعٌ عن النّفس وتسعيرٌ لثمن حياتنا في هذا العالم. الجميع يعرف - والتجربة تثبت - أنّه لو ضربك العدوّ واستكنت أبكم، فإن إسرائيل لن تتركك، بل ستضرب كلّ يومٍ في كلّ مكان، من العراق إلى اليمن، وستفتتح سنّةً جديدة لها ولحلفائها العرب والغربيين. الحرب قائمةٌ أصلاً، لمن لا يعلم، واليمنيّون يضربون السعوديّة في كلّ يومٍ ويوسّعون هجماتهم ويزداد أثرها (الحياة في أجزاء كاملة من جنوب السعوديّة قد أصبحت صعبة، والمطارات غير آمنة، والإعلام يفعل جهده لإخفاء ما يجري)، وهذا وحده - وليس التراجع والتنازل - هو ما سيعصمهم وينهي الحرب في اليمن.
حين تحين ساعة الحقيقة، فإنّ ما يقرّر كلّ شيء هو استعدادك للتضحية. البعض يسخر من التشديد على فكرة التضحية والفداء في التراث الديني، ويعتبرها أخلاقيات غير عقلانيّة، وذلك لأنّه لا يفهم الدور الأساسي (والضروري والعقلاني) لعقليّة البذل والاستعداد للتضحية في مسار أيّ مجتمعٍ يتعرّض لمواجهةٍ وصراع. إن كنت غير مستعدٍّ لأن تخاطر بشيءٍ «على الطاولة» فأنت لن تتمكّن من الفعل والمناورة. من خاض حروباً طويلة يفهم العلاقة المباشرة بين أن تعيش حرّاً في أرضك، وأن يكبر فيها أطفالك في عزّة، وبين الشّهداء الذين شيّعتهم على هذا الطّريق. ومن عرف النّصر والتحرير يصبح أكثر استعداداً للتضحيّة، لأنه لا يقبل بالرجوع إلى الوراء؛ هذا النوع من الناس تحديداً لا يمكنك ردعه عبر التهديد بالحرب.
لهذا السّبب لست أتعاطف مع الدعوات التي تقول إنّ «الحلّ» للغارات الإسرائيلية في العراق، مثلاً، هو في أن تشتري الـ«اس-300» أو غيره. كأنّ هناك علاجاً «تقنياً» لمشكلةٍ من هذا النوع (على الطريقة الخليجية، إن كانت هناك معضلة، فاشترِ حلّاً لها). في هذا المجال تحديداً لا يمكنك شراء الأمان، والطريقة الوحيدة للدفاع عن نفسك ضدّ من يعتدي عليك - وخاصّةً ضدّ عدوٍّ كإسرائيل - تبدأ بأن تكون مستعدّاً لفعل أيّ شيء، مهما كان الثّمن، لتردّ على المعتدي بلغته - وإلّا فقد خسرت اللعبة قبل أن تبدأ، وسيمتطيك كلّ الناس.
في هذه اللحظات تحديداً لا معنى للتحليل العسكريّ، فقد أصبحت الكلمة للميدان. المفاجآت وعوامل البأس واستعدادات السنوات الماضية سوف تتكلّم عن نفسها. كلّ ما يمكن فعله الآن هو أن تفهم المكان الذي نحن فيه، ومن هم أعداؤك وحلفاؤك، وتتذكّر لماذا نخوض الحرب. الآن هو ليس الوقت لمواجهة جوقة الداخل، التي أصبحت تراهن على «حليفها» نتنياهو أو التي تطرح مختلف وصفات الاستسلام تحت صيغة «العقلانية»، جلّ ما يمكن فعله هو أن ندوّن في عقولنا موقف هؤلاء في ساعة الحرب، وألّا ننساه في المستقبل.

خاتمة
إسرائيل، فعلياً، هي من يندفع إلى الحرب. قصفٌ يتقصّد استجلاب ردّ، واعترافٌ فوريّ بالغارات، وتوسيعٌ لرقعة الأعداء. بالحساب العقلاني، قد تكون هناك - بالفعل - أسبابٌ لإسرائيل لكي تختار الحرب اليوم، وليس غداً. الخليج بدأ ينسحب من حرب اليمن، العراق لا يزال تحت الهيمنة الأميركية ولكن هذا لا يبدو أنه سيدوم، الحرب في سوريا لا تزال مفتوحة، وإن كانت في مراحلها الأخيرة. هذه «الفرص» لن تكون متوافرة في المستقبل القريب. اليوم تواجه إسرائيل انتشار الصواريخ البالستية من حولها، وغداً ستواجه تهديد الصواريخ الجوالة (أو هي أصبحت، أصلاً، في ترسانة المقاومة؟)، وبعد غد تبدأ أنظمة الدفاع الجوي بالانتشار. فوق ذلك كلّه، فإن إسرائيل يمكنها اليوم أن تخوض الحرب في جوٍّ إقليميٍّ مؤاتٍ، فيه ابن سلمان وابن زايد ومعسكر عربي كامل مستعدٌّ لمناصرة إسرائيل (لحسن الحظّ أنهم لا يقدرون على القتال). قد تبدو الظروف، من وجهة نظر تل أبيب، «مثالية» اليوم لحربٍ قد تصبح، سريعاً، أكثر صعوبة. ولكن هنا لا يجب أن ننسى المرّة الأخيرة التي خطّطت فيها إسرائيل لحربٍ من هذا النوع، وكانت الظروف أيضاً «مثالية»، والكلّ يجتمع ضدّ المقاومة. كان ذلك في مثل هذه الأيام من عام 2006.