المقاومة خشبة الخلاص
إنّ الإعراب الصادر دائماً عن قريطم ومعراب لا يحلو له الاعتراف بأن الجيش الوطني اللبناني غير قادر على إنشاء لواء للمقاومة داخل المؤسسة العسكرية، لأنّ ذلك يسبب للبنان أزمات دبلوماسية مع دول الغرب الاستعمارية، هو في غنى عنها، لأنها دول أدرجت حزب الله زوراً على لائحة الإرهاب لمجرد انه حزب مقاوم! وهي تناست إرهابها في الماضي القريب والبعيد، فضلاً عن أن المؤسسة العسكرية غير قادرة على استيعاب عديد المقاومين البالغ نحو 120 ألف رجل، ولبنان بحاجة إلى مضاعفة هذا العدد، في ظل الحرب التي تشنها الامبريالية على سوريا ولبنان، وعلى كل بقعة جغرافية من بقاع الدول الممانعة.

علاوةً على ذلك، أثبتت المقاومة انها تتقن فنّ حرب العصابات أكثر من الجيوش النظامية. وقد رأينا ذلك في لبنان وسوريا. الإعراب الصادر عن قريطم ومعراب يتعمّد تناسي وحشية جون فوستر دالاس، وزير الخارجية الأميركي الأسبق، الداعي إلى اشعال حرب دموية بين السنّة والشيعة في العالم العربي ليرتاح الكيان الصهيوني، ويتناسى مشاريع زبغنيو بريجنسكي وبرنارد لويس وغيرهما، الرافضة لوجود دول مركزية علمانية في الوطن العربي تقف حائط صدّ أمام مشاريع تقسيم كل دولة عربية إلى دويلات طائفية متناحرة. الاعراب في قريطم يتوق إلى كامب دايفيد رقم اثنين في لبنان، والدليل أنه لم يعمد على الأقل إلى المطالبة بأن تكون المقاومة من كل أبناء الطوائف في لبنان، وداعمته السعودية لا تريد مقاومة أساساً، وأعود إلى ما قاله الرئيس الخالد جمال عبد الناصر، عندما قال في خطاب تلفزيوني شهير له إبان حرب اليمن ان «السعودية لا تريد القتال في فلسطين، ولا تهمها تلك القضية، فلتسحب القواعد العسكرية الأميركية والبريطانية من أرضها لنصدّق أن تلك القضية تهمها»، أما الإعراب في معراب، فما زال يراهن على مشاريع الكنتنة والفدرلة، وكانت السيدة مي شدياق، أحد الرموز المهمّة في القوات، قد أعلنت عبر شاشة المستقبل، منذ أشهر، أنّ الفدرالية أفضل نظام للبنان! أما ما حدث في بلدة الحدث، من إعادة شراء المسيحيين لأملاك كان قد اشتراها مسلمون من قبل في منطقة الوروار المطلّة على الحدث، على خلفيّة منع مسلمين من البناء من قبل البلدية «العونيّة» وبعض رجال الدين، فهو أمر مرفوض وفي غاية الخطورة. كل مواطن إلى أيّة طائفة انتمى يحق له شراء شقة سكنية أو قطعة أرض في أيّ منطقة لبنانية، شرط انتفاء صفات التكفير من ذهنه، إذا كان تكفيرياً. لذلك فإن تصرّف البلدية تنبذه كل قواميس الإصلاح والتغيير في العالم.
ريمون ميشال هنود