إنّ جريمة السطو الكبرى التي قامت بها قلّة فاجرة على المال العام والخاص أصبحت تتحوّل مع الأيام إلى جريمة متمادية
إنّ جريمة السطو الكبرى، التي قامت بها قلّة فاجرة على المال العام والخاص، لم يعُد بالإمكان اعتبارها اليوم جريمة فظيعة فحسب، بل أصبحت تتحوّل مع الأيام إلى جريمة متمادية ــــ وربما جريمة إبادة جماعية ـــ تتسبّب في شقاء اللبنانيين وتشرّدهم، وحتى موتهم، وسط تردّد المعنيين في توفير الاعتمادات المطلوبة لمحاربة هذا الوباء.
وأقسى ما في الأمر، أنّ الحكومة التي تدرك حجم المحنة وتتوسل التبرعات لسد جزء من الثغرة، لا تجرؤ على إلزام أصحاب الأموال والثروات بدفع ما يترتّب عليهم تجاه مجتمع استنزفوا أمواله وامتصّوا خيراته، ما يجعل هؤلاء يتمادون ــــ وسط الجائحة ــــ في انتهاج الأسلوب الفوقي العنصري نفسه في التعامل مع المواطنين والحاجات الوطنية الملحّة التي من أجلها فرضت الحكومة حالة طوارئ صحية.
يبقى أنّ هذه الحكومة مهما احتوت على عناصر تفكّر في الصالح العام، يجب أن تتذكّر أنها وُجدت بسبب انتفاضة شعبية صادقة ومباركة، وليس بسبب إرادات مصرفية ــــ مالية ــــ ميليشياوية تصرّ على تزوير الحقيقة، وتشريع العمالة، وإنكار مسؤوليتها عن الكارثة التي تهدّد كل بيت في لبنان. ولذلك فهي أمام خيارين: إما استرداد الأموال وإنفاق ما يلزم منها على حاجات الناس الأساسية، وفي مقدمها محاربة الوباء القاتل، أو ــــ في حالة عجزها ـــــ الدعوة إلى مؤتمر وطني يأخذ علماً بهذا العجز، ويتصرف وفقاً لحالة طوارئ عامة تفرض نفسها بنفسها.
* وزير سابق