في الاستقبال الحاشد للمناضل البوليفي اللاتيني الأممي إيفو موراليس العائد إلى بلاده، بعد عام على الانقلاب الأميركي عليه، وذهابه إلى الأرجنتين بعد فوز نائبه آرسي، الساحق في الانتخابات الرئاسية، أكثر من دلالة:1 - إنّ القائد الذي يحوز على ثقة شعبه لا تستطيع كلّ المؤامرات والانقلابات أن تنتزعه من قلوب أبناء شعبه وعقولهم.
2 - إنّ التمرّد على الهيمنة الأميركية والصهيونية في أميركا اللاتينية، هو الحقيقة الكبرى في تلك القارة منذ ثورة كوبا قبل 61 عاماً (وهو العام الذي ولد فيه موراليس)، وما أعقبها من تطورات ولن يكون آخرها ما ينتظر البرازيل من انتصار قادم للخط التحرّري الاشتراكي.
3 - إنّ الرئيس موراليس الذي اختار مغادرة الرئاسة والبلاد لمنع حصول فتنة كافأه شعبه بتأييد مرشحه بأغلبية كاسحة.
4 - إنّ موراليس الذي خرج من بلاده رئيساً، عاد إليها زعيماً... وهو الذي ينتمي والرئيس المنتخب إلى السكّان الأصليين. وبهذا أكد أنّ البلد يبقى لأهله الأصليين مهما طال الزمن.
5 - إنّ الفوز الكاسح الذي حققته «حركة نحو الاشتراكية» في الانتخابات الرئاسية، والاستقبال الحاشد لرمزها موراليس، مع الشيخوخة التي أصابت النيوليبرالية في معاقلها الرئيسية، كل ذلك يؤكّد أنّ العالم يتّجه أكثر فأكثر نحو العدالة الاجتماعية، بعيداً عن الفساد والتوحّش اللذين فتكا بالبشرية في العقود الأخيرة.
6 - من حقّنا نحن العرب أن نفرح بما نراه في بوليفيا، فالمنتصرون هناك هم المنتصرون لفلسطين ولكلّ قضايانا، ما يؤكد تنامي قوتنا وحتمية انتصارنا.

* كاتب وسياسي لبناني.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا