ردّت المديرة العامة لـ «المتحف الفلسطيني» الدكتورة عادلة العايدي – هنية («الأخبار»، 01/12/2020)، على تعقيبي المنشور في الصحيفة المذكورة (26/11/2020)، ضمن سياق النقاش الذي أشعلتهُ مقالتي عن كتاب بشار شموط «الإرث الفلسطيني المرئي والمسموع – نشأته وتشتّته والحفاظ الرقمي عليه» (17/11/2020). ولا بدّ من بعض التوضيحات:
بالنسبة إلى وجود صورة الرئيس عرفات في المتحف، سبب سوء التفاهم هو ورود الصورة في كتاب بشار شموط الذي يتناول المتحف. أمّا بالنسبة إلى اتّهامي المتحف «بالتنسيق مع المحتل الإسرائيلي» فقد أوضحتُ موقفي وليس لديّ ما أضيفه.
من جهة أخرى أسأل: كيف تتهمني مديرة المتحف بـ «اجتزاء معلومات من كتاب بشار شموط ووضعها في غير سياقها في المقال»، علماً أنّها لم تقرأ الكتاب بعد، كما سبق لها أن ذكرت في تعقيبها الأوّل المنشور في «الأخبار»، بتاريخ 25/11/2020؟ لو أنّ الكلام موجّه إلى شموط مؤلّف الكتاب، لكان من شأنه أن يُثري النقاش، ويساهم في كشف المزيد عن الإرث الفلسطيني الضائع.
حين تمنيتُ أن يضمّ المتحف كلّ ما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين في سجون العدو والشهداء على مرّ النكبة، كان هدفي أن يتفوّق على متاحف الهولوكوست، وبالتالي لم أقلّل من جهود المديرة العايدي التي استعانت بخبرتها في «مركز خليل السكاكيني الثقافي» قبل عشرين عاماً، وطبعاً بموجودات المتحف.
صحيح أنّ المتحف ورعاته يقبعون تحت الاحتلال، فهذا واقع، وهم مشكورون على مواجهة التحدّي. أذكّر هنا أنّ أجزاء من لبنان، بجنوبه وبقاعه الغربي، كانت يوماً تحت الاحتلال الإسرائيلي، لكن المقاومتين الوطنية والإسلامية استطاعتا مواجهة الجيش الذي كان لا يقهر، وطرده دونما تنسيق أمني وسياسي لا يخدم سوى إطالة أمد الاحتلال.
أمّا عن كون المتحف لا يعيبه تعزيز التعاون مع منظّمات دولية للحماية، فأنا لم أعب هذا الأمر على المتحف. لكن ما أشار إليه شموط في كتابه (ص 101) عن تأثير ما بعد أوسلو على النتاج الثقافي الفلسطيني، هو ما يثير الريبة!
أخيراً، تبقى دعوتي مفتوحة لعادلة العايدي بإقامة معرض مشترك يضمّ مقتنيات المتحف الفلسطيني، وجمعية التراث الوطني الفلسطيني في لبنان التي يعمل كل أعضائها تطوّعاً. عسى الظروف تسمح لي بأن أقدّم لإدارة المتحف مؤلفاتي وكتاباتي، لا سيما المتعلّق منها بالقضية الفلسطينية. هذه القضية التي تسكن ضمير كلّ إنسان حرّ.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا