لأنني ماركسي
أنا ماركسي، والماركسية هي مذهب كارل ماركس الاجتماعي، المؤمن بالفلسفة المادية التي تعتمد المنهجية الجدلية. وبما أن الماركسي من الناحية العملية ليس مسيحياً ولا مسلماً ولا يهودياً ولا هندوسياً ولا من عبدة الشياطين، بل من عبدة العلم والمنطق والكفاءة والنزاهة والعدالة الاجتماعية، وبما أن اللبناني يتباهى بأن حرية الرأي في لبنان مقدسة، وانطلاقاً من موقف النائب سليمان فرنجية مرشحي المفضل لرئاسة الجمهورية، الذي سبق أن دعا للرد سياسياً على رجال الدين إذا تعاطوا الشأن السياسي، أجيز لنفسي كماركسي بأن لا أوافق البطريرك الراعي على مواقفه الأخيرة التي أطلقها من فلسطين المحتلة إزاء عملاء إسرائيل اللحديين، عندما وصفهم بـ«الضحايا»، مجرداً إياهم من خياناتهم العظمى بحق الوطن.

إن من أجبر هؤلاء العملاء على الالتحاق بميليشيا جيش لبنان الجنوبي بقيادة العميل سعد حداد ومن بعده العميل أنطوان لحد، لم يكن سوى الطمع بأوراق الدولارات الإمبريالية التي كانت ملتصقة بأوراق الشيكل الصهيونية، مراهنين على أن ذلك الكيان الغاصب سيفلح بقضم لبنان عسكرياً، أو ينصّب حكومات فيه موالية له بنحو نهائي، فضلاً عن اعتبارهم أن نيلهم الجنسية الصهيونية سيسهل لهم العمل في دولتي الفرنك والإسترليني الاستعماريتين.
ضحايا وليسوا خونة! كيف؟! وهم باعوا شرفهم وعرضهم وضميرهم لأخطر كيان استيطاني دموي توسُّعي على وجه المستديرة، قتل عشرات آلاف الفلسطينيين واللبنانيين، منذ ما قبل النكبة في فلسطين، وفي لبنان منذ عام 1978، أقله، وقد انتقموا من قانا لأننا أسقطنا اتفاقية العار، السابع عشر من أيار 1983. لقد كان بإمكان اللحديين لو كانوا وطنيين وشرفاء، اللجوء إلى المناطق المحررة، أو خوض حرب عصابات ضد جيش العدو، لكن إلههم كان الدولار.
اللحديون ليسوا مجرمين وخونة؟! كيف؟! يجب علينا أن لا نتناسى ماذا فعلوا بكوزيت إبراهيم ابنة بلدة رميش عندما رفضت التعاون معهم. اعتقلوها ونالت نصيبها الوافر من أشنع أنواع أساليب التعذيبين الجسدي والنفسي. وكيف ننسى ماذا فعلوا بابني بلدة إبل السقي جورج نصر الله ونعمان نصر الله؟ وعندما تعملقت الوحشية الصهيونية اللحدية انبرت سهى بشارة وأطلقت رصاصات الحرية على العميل لحد، لكن الشياطين كيف يموتون؟! أنا أدعو من تفاخر أمام البطريرك بجنسيته الصهيونية، وبأن أبناءه باتوا جنوداً في الجيش الصهيوني، للعودة فوراً إلى لبنان، وتسليم نفسه لاستخبارات الجيش الوطني اللبناني، ومن ثم المثول أمام القضاء اللبناني بغية إصدار أحكامه.
ريمون ميشال هنود