إلى عبد الكريم حدرج
هو الذي فاجأَنا برحيله بعدما صار الموتُ العبثُ والقتلُ الخطأُ لغةَ البلاد وحوارَ العباد.
هو الذي كان سائراً برفقة حُلمه بعدما حلّ الظلام. وعلى حين غرة، انفجر شبابه وصار جسدُه قصيدةَ نثر!!
لم يكن شاعرياً موتُه، بل كان مرعباً يلعثمُ النّبضَ ويضرمُ حريقَ النفس. كان صراخُ جسده أكبر بكثير من مساحة حَنجرته!!

واليوم، ماذا نقول لجسده المسجّى ملءَ الفراغ، والذي لن يعودَ، ولن يبقى، ولن يذهبَ، ولن يصعدَ ويهبط! ولكنه سيتوارى بكل ما للعبثية من معنى، بكل لامنطقية اللامعقول!!
لن أقول اليوم: رجع الغزال إلى غابته، أو غصّ الفجر بحبّة الندى!!
سأقولُ تماهى الصوت مع الصمت وانكسرت المصادفة!!
فهل من أحد يستطيع تهجئة هذا الخراب؟ بعدما استفاضت لغة الدم والنار والدخان ودخلنا في نزَق دوّامةٍ تتأرجح بين آلة الموت ومنجل الريح، نرتدي أعمارنا لنرتكبَ حياتّنا!!
عبد الكريم: أوفدَك الموت لإكمال رسالتك في السماء، فلتنعمْ فراشةُ روحِك بنسائم عباءة الله...
عماد شرارة