دماء علي السيد
رحمك الله أيها البطل المغوار ابن الشمال وفنيدق، يا مظلوم من دولة لا تراعي حرمة جنودها ولا حرمة أرضها، وأباحت للمجرمين حق التفاوض باسمها تحت بند الأمن بالتراضي. لن نشفي غليلنا ولا حرقة قلوبنا على جيشنا إلا بالاقتصاص من المجرمين المسؤولين عن قتل جنودنا، وبمحاكمة كل متورط ومقصّر في حق الجيش والوطن. لعبة التهديد بقتل أفراد من الجيش تحت مسميات طائفية فشلت، لأن الجيش ابن هذا الوطن كله، وليس ملكاً لطائفة أو ملة.

والأصوات الناشزة التي تتعالى بين الفينة والأخرى ما هي إلا نعيق غربان. رحمك الله يا علي، فقد وحدت دماؤك الطاهرة أبناء الوطن في المصيبة والألم. فمن جنوبنا الطاهر إلى شمالنا الشامخ بشجر الأرز، إلى بقاعنا الأبيّ، نحن مع الجيش المظلوم والمغلوب على أمره بفعل التجاذبات السياسية والممارسات التي يندى لها الجبين. عيب على سياسيينا والتاريخ لن يرحمهم. إن كان لا بد من المفاوضة كما يطلب السيد فؤاد السنيورة، فنحن شعب لا نفاوض على دماء شهدائنا، وإنما فاوضنا على أسرانا في إسرائيل. دماء شهدائنا ليست صفقة، وسيأتي يوم يكشف فيه التاريخ أدوار المتآمرين، ولن يرحمهم شعبنا المناضل البطل.
عمر فخر الدين

■ ■ ■


السلطة الساقطة

إذا أردنا طرد «داعش» من عرسال ولبنان وحماية حدودنا وأبنائنا وبناء وطن ينعم فيه أبناؤه بالخير والطمأنينة والازدهار، وقبل طرد قاطعي الرقاب من الجرود، علينا طرد قاطعي الأرزاق وسارقي المال العام والإرهابيين الحقيقيين من هذه السلطة. «داعش» قطعت رأس شهيد واحد، أما هؤلاء، فقد ذبحوا المستقبل وشجرة الأرز والنور والماء والعلم والإنسان والحجر، وحوّلونا إلى وحوش ينحر بعضنا البعض، ليبقوا متربعين على عروش يملأون بطونهم من لحمنا ويسوقوننا، ونحن نكبر لهم ونرفع راياتهم ولا ننتخب غيرهم حتى أصبحوا يمددون لأنفسهم من دون جميلتنا.
هذه السلطة سقطت في عرسال. تعاملت مع الجنود كما تعامل شعبها وسلمتهم للذئاب. والخطأ عظيم ولا من يتحمل المسؤولية، فيما كلنا يعرف من المخطئ ومن المسؤول.
حسين قانصوه