جنبلاط والأطرش
الأستاذ ابراهيم الأمين المحترم
في مقالتك «وقائع جنبلاطية تقود إلى وهم النأي بالنفس»، المنشورة في جريدة الأخبار، في 16/10/2014، ورد أن السيد وليد جنبلاط «بحث عن شركاء له من بين دروز سوريا. اختار أحد أبناء عائلة الزعيم التاريخي سلطان باشا الأطرش». وهذا كلام غير دقيق مطلقاً. ففي عائلة جدّي سلطان باشا الأطرش، لم يكن ثمة من شخصية ذات بأس سياسي سوى ابنه المرحوم منصور الأطرش (والدي)، وهو في مواقفه السياسية لا يتقاطع مطلقاً مع تلك التي يعلنها جنبلاط. فوالدي، قبل رحيله، كان يحضّر لمؤتمر حوار وطني شامل برئاسته في سورية وبِعِلْم الدولة السورية.

وإن أردت فعلاً معرفة مواقف والدي في ما حصل ويحصل اليوم في الوطن العربي وفي سورية الحبيبة، ما عليك إلا قراءة الكتاب الجديد الذي حققته له وصدر عن دار الفرات في بيروت في تموز 2014 بعنوان «الإصلاح في سوريا ومقالات أخرى»؛ ولو تحقق ما فيه لكنّا اليوم بأفضل حال، ولما وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم. ثم إنّ عائلة الأطرش كبيرة جداً في سورية ولا يمكن أن يُنْسب الجميع في مواقفهم السياسية إلى سلطان باشا الأطرش، وخاصة في مواقف سياسية لا تتناسب ووطنية سلطان باشا الأطرش. فأرجو منك توخّي الدقة. ولك الشكر.
د. ريم منصور سلطان الأطرش

■ ■ ■


مدينون لـ «داعش»

مدينون لكم نحن، ودَيننا كبير لا يوفى الا بالدم. مدينون للدواعش بأشياء كثيرة.
علّمونا منذ الصغر كيف يذبح البشر ويسبى التاريخ لنضحي من عابدي الحجر. علّمونا كيفية استخدام السكاكين والخناجر والسيوف، وكيف تفصل الأوطان كفصل الاجساد عن الأعناق بهمجية التتر!
مدينون لكم من الوريد الى الوريد. لن تكلفنا مسألة التعلم والتأقلم وقتاً أو جهداً. فنشرات أخبارٍ على العشاء تفي بالغرض، أو فيديو على اليوتيوب أو الواتساب قبل النوم. ونحن شديدو الحرص على ألا نسقط في افخاخ الخوف؛ ننهر بعضنا: «لا تغمضوا أعينكم. إفتخروا بأن اجفانكم لم ترف، وأن مشاعركم لم تثر. إبتهجوا صرتم أقوى». نجحتم في إمتحان التجرّد من إنسانيتكم الهشة أصلاً، وها أنتم تكافاؤن ضيوفاً أعزاء على موائد السلاطين، وغير الذبائح لا تليق بالمعازيم الأحرار فنسد جوعنا الغرائزي المتعطش بنهم اللحم البشري ورفع الدماء في الكؤوس.
رُخّص السلاح فرَخصت النفوس، ذبيحة الغد نحن، فالتخمة جعلتنا الألذ بين قطيع من الرؤوس. هواء موبوء يدخل خلسة، والإختناق من غير هواء محتوم.
«داعش» ستزول... لكنها في يوميات غدنا أبقى ! فلنقاوم لنبقى...
وفاء العريضي