أهل الجامعة إن غضبوا...
منذ أن انتُخبت أميناً للإعلام في رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية، عملت مع زملائي في الهيئة بهدوء وروية؛ إذ إن قضايا الجامعة لا تدار بالضجيج. مددنا الجسور بين الرابطة ورئاسة الجامعة من جهة، وبين الرابطة والدولة من جهة ثانية، فكان التنسيق تاماً بين الرابطة والرئاسة، ووصف العديد من الزملاء الزيارة التي قام بها رئيس الجامعة د. عدنان السيد حسين إلى الرابطة بالتاريخيّة والمفصليّة، فطرحت خلالها جميع الملفات الساخنة بكل صراحة وموضوعيّة. أما سياسة اليد الممدودة، فلم تلق تجاوباً من السلطة التي لم تعطنا حتى اليوم موعداً لطرح قضايا الجامعة الملحّة.
إن تراكم المشكلات في جامعتنا الوطنيّة قد يوصلنا إلى طريق مسدود يضطرنا إلى اعتماد أساليب سلبيّة لا تليق بأستاذ الجامعة ولا بطلابه. إن استخفاف الدولة وعدم اكتراثها بالملفّات التي نتخبط فيها منذ زمن، والتي ما إن نقترب من حلّ إحداها حتى يعرقلها أهل السلطة بتدخلات لا مبرر لها، منها الشخصي، ومنها الطائفيّ، ومنها السياسي.
إنني، بعد معايشتي لمرسومَي ملاك ومرسومَي تفرغ، وانخراطي في العمل النقابي لأكثر من 40 سنة، وبعد بلوغي السن الأخيرة من خدمتي في جامعة الوطن، أشعر بمرارة وخيبة أمل من العلاقة بين الدولة وأكبر مؤسسة فيها.
يُعيّنون رئيساً من أكفأ الرؤساء، ويتركونه دون مجلس جامعة يتخبّط فريداً بالملفات، وما أكثرها.
يحال أكثر من 100 أستاذ على التقاعد كل سنة، ولا يفرّغون أحداً مكانهم ولا يُدخلون أحداً إلى جنّة الملاك. هل يستقيم وضع جامعة يعمل فيها أكثر من 65% من الأساتذة المتعاقدين بالساعة، ويتقاضون بدل أتعابهم كل سنتين؟
هل التفتوا يوماً إلى تحسين وضع الموظف أو المدرّب الذي يُسيّر أهم مفاصل الجامعة الإدارية؟ هل فكروا يوماً في إلغاء بدعة عقود المصالحة؟ هل تساءلوا يوماً كيف يعيش إنسان سنتين من دون راتب؟
إننا نخجل من ذكر آخر بدعة لهم في وزارة المال، بتقليص ميزانية صندوق التعاضد كما قلّصوا منذ مدة ميزانية الجامعة بحذف 50 مليار ليرة بشحطة قلم. يتباكون على كلفة الإيجارات، ونحن منذ زمن نطالب بالأبنية والمجمّعات الجامعيّة، وهي البديل الوحيد من الإيجارات المرتفعة.
أيها المسؤولون، نحذّركم من غضب أهل الجامعة؛ لأن كيلهم قد طفح. أعيدوا إلى جامعتكم هيبتها وقيمها بتعيين عمداء أصيلين لها، بتفريغ أساتذتها المضربين، وإدخال الآخرين إلى الملاك، بإنصاف إدارييها وموظفيها ومدربيها، بدعم صندوق تعاضدها، بالشروع بتشييد الأبنية الجامعية، بالنظر إلى شؤون طلابها.
أمين الإعلام في رابطة الأساتذة المتفرغين
د. جوزيف شريم