توضيح
ورد في «الأخبار» أمس أن رئيس مركز بيروت للأبحاث والمعلومات عبدو سعد رأى أن لاقتراحه الانتخابي مفاعيل القانون الأكثري، والصحيح أنه رأى أن له مفاعيل القانون النسبي. فاقتضى التوضيح.

■ ■ ■

«المسرح النيابي»

يقف لبنان بين حالتين، الأولى سلبية يتمثّل فيها الذي يسأل ماذا قدم له وطنه، والثانية إيجابية يتمثل فيها الذي يسأل نفسه ماذا قدّم لوطنه. والمعروف أن بعض السياسيين الذين لم يخدموا وطنهم سوى بالتصريحات التحريضية يضحّون بالوطن من أجل مصالحهم، بينما الذين ينتمون إلى المؤسسات العسكرية والأمنية يضحّون بأرواحهم في سبيل لبنان السيد الحر المستقل...
إن الذين استشهدوا من ضباط وأفراد الجيش وجميع المؤسسات الأمنية ماتوا ليبقى لبنان سيداً حراً يتمجّد بأقلام المفكرين وأغاني الفنانين وقصائد الشعراء، في حين صراعات السياسيين تعرضه للدمار والتقسيم، فويل لأمة مقسّمة إلى أجزاء، كل جزء يحسب نفسه فيها أمة. فيا أيها الزعماء والأقطاب والأحزاب والنواب والوزراء، وبالتحديد كل مَن يحرّض على التعصّب الطائفي والمذهبي ويدفع بأنصاره إلى ممارسة الفوضى والعنف أو التظاهر وقطع الطرق واستعمال السلاح، نناشدكم باسم كل مقهور ويتيم ومعوّق، كما نناشد جميع الكتّاب والأدباء والمفكرين وكل الرسامين والشعراء، وكل الذين حملوا لبنان بحناجرهم، نناشدكم أن تطلقوا صرخة تحفظ لأغانيكم معانيها. لمَ لا تستعملون الساحات والشوارع ولو لمرة واحدة ولكن بدون إطارات ولا تحطيم إشارات سير؟ وبالتأكيد لن ترفعوا بأياديكم سوى علم لبنان، وليكن مطلبكم الإقلاع عن التحريض على التقاتل بواسطة الأنصار والأتباع، لأن المعارك الجماعية لم تحقق سوى الفرز المناطقي والمذهبي، وليكن القتال بين زعيمين أو نائبين أو خصمين إلخ، فللمبارزة الثانية حسنات في طليعتها عدم سقوط ضحايا بريئة، لأن المبارز لا يحق له استعمال سوى قطعة سلاح واحدة، كما لا يحق له حمل «موبايل» حتى لا يستعمله في طلب مساعدة من جهة إقليمية أو دولية... وإذا لم تتحقق مطالبكم اعتصموا فقط أمام «المسرح النيابي» واضربوا عن الطعام! وبدل الغناء الزموا الصمت إلى أن تتحقق مضامين أغانيكم وارفعوا «يافطة» واحدة اكتبوا عليها: «ويلٌ لأمّةٍ سائسها ثعلب وفيلسوفها مشعوذ وفنّها من الترقيع والتقليد»... وإذا سألوكم لماذا تستعملون بدل مسارحكم ساحة «المسرح النيابي»...؟ اخرجوا من صمتكم واصرخوا... طفح الكيل.
جورج أنيس خاطر