ميقاتي لم يتدخّل
نشرت صحيفة «الأخبار» أمس مقالاً عن التشكيلات القضائية تضمّن العديد من المغالطات في ما يتعلق بموقف دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الذي يهمنا التأكيد أنه لم يتدخل في التشكيلات القضائية ولا يضع أي فيتو على تعيين أي قاضٍ يختاره مجلس القضاء الأعلى.
المكتب الإعلامي
لرئيس مجلس الوزراء

■ ■ ■

لبنان فرادة الأرض والإنسان

لبنان، هذه الارض وهذا الشعب، مهما قيل عنهما إيجاباً أو غيره، تفردا بأمور ربما أضحت سمة خاصة بهما. هذه الفرادة لم تأت من فراغ. إذا نظرنا الى النصف الممتلئ من الكأس، فإننا نرى أفراداً وجماعات من شعب لبنان الصغير انتشروا في أربع رياح الارض. فقلما تجد بلداً من بلدان العالم إلا وفيه للبنانيين حضور. هذا الحضور عادةً ما يكون فيه نماذج تحتذى على الصعد كافة: علمية، ثقافية، فنية، وسياسية، وصولاً الى نموذج مقاومة أصبحت معلماً مهماً تجلّت فيه الفرادة الصائبة.
ففي شباط ذكرى رجال كبار من لبنان، تخرجوا في مدرسة الإباء والنصر على النفس أولاً، ومن ثم على أعداء الوطن والأمة. وإذا حضرت الشهادة الحقة فهي درة تاج النصر. في تراتبية فيها سرٌ ما، ارتفع قادةٌ عظام من المقاومة الاسلامية في لبنان، أوّلهم من جنوب العزة وثانيهم من بقاع الإباء وثالثهم من كل لبنان، في شهر شباط عينه، مطعّمين بروافد من دماء زكية لشهداء كثر على امتداد الوطن، قبلهم وبعدهم الى يومنا هذا. راغب حرب وعباس الموسوي وعماد مغنية، تفردوا بأنه حتى لمقاومة العدو وحربه المحقة أسس وأخلاقيات، فلا مبرر مهما كان لاستباحة الكرامات وقتل الأبرياء، ولا عودة لعصور الظلام والقتل على الشبهة، فكثيراً ما أصدر عباس الموسوي أو عماد مغنية أوامرهما للمجاهدين بإلغاء العديد من المهمات القتالية الحساسة خشية سقوط بريء واحد، وحرصاً على عدم أذية أي إنسان غير محارب مهما كان انتماؤه، أو مذهبه، أو توجهه السياسي، حتى لو كان شديد المخالفة لسياسة المقاومة، والأدلة والشواهد حول ذلك كثيرة.
من أرض لبنان، ومن رحم المعاناة، من جار السوء الذي احتل فلسطين العزيزة، انطلقت مدرسة المقاومة والجهاد النظيف، من الذي يسعى الى قلب المعايير ويتصرف كالصياد الفاشل حيث يطلق ناره على كل ما يطير، دون مراعاة لقانون أو أخلاق أو دين، فكيف إذا كان المستهدف إنساناً كرّمه الله؟ فالناس كل الناس صنفان: إما أخٌ في الدين أو نظيرٌ في الخلق، ولا وكالة لأحد على الإطلاق في أن يصنّفهم غير ذلك.
محمد سعد