إلى البابا اليسوعي الزاهد
تحية واحتراماً
واجه المسيحيون العرب، شأن إخوتهم المسلمين، كل الغزاة من فرس وفرنجة ومغول... ودحروهم. فلمَ يتجاهل الغرب والعالم ما يتعرّضون له اليوم من اضطهاد وقتل وتهجير؟
المسيحيون العرب أصيلون، ولا ريب في انتمائهم العربي. أعطوا بلادهم كل التضحيات وكل إبداع بمحبة وإخلاص.
المسيحي متشبّث بأرضه هنا لأنّ مَن اغتصبها لم يغتصب أرض أجداده وحسب، بل أرضاً وطأها إلهه السماوي تحقيقاً لحلم يهودية الأرض «السليب».
أيها البابا المناضل،
شأن تعدّد الأديان في بلادنا أن يقف سدّاً منيعاً دون التشدّد والعنصرية. ومسيحيّو الشرق أهل تاريخه وجغرافيته الأوائل. إنهم خميرة العرب، وهم أساس العروبة التي نشأت قبل الإسلام بقرون. إنهم في طليعة المناضلين والمجدّدين العرب. حفظوا اللغة العربية من التتريك واحتضنهم الإسلام روحياً لأنهم «أهل الكتاب». وكان للرسول العربي علاقة قربى مع مطران مكة ورقة بن نوفل وعلاقة زواج مع ماريا القبطية وروابط روحية مع «راهب البحيرة» (يعني بحيرو، المتبحّر في طبيعة المسيح).
يا بابا الفقراء،
قيل: «ما دخلت السياسة شيئاً إلا أفسدته»، ومن هذا المنطلق نخاف على الدين من التسييس الضيّق. فهل نصل، بفضل جهود قداستكم، إلى يوم تلتقي فيه سياسة المسيحيين سياسة إخوتهم المسلمين، في مختبرنا البشري الذي انطلق منه النور الإلهي للقيام بنهضة جديدة تكون فصحاً مباركاً لجميع الطوائف في لبنان فالمنطقة فالعالم؟
نلتمس من روحانية قداستكم التجديدية دعماً لمجتمعاتنا في هذا الاتجاه.
ولسنين وافرة يا سيّد!
د. جهاد نعمان
سفير السلام في العالم U.P.F