الأكثرية الصامتة

من الظلم اختصار السنّة في لبنان في حالات ثلاث: الحريرية والجماعة الإسلامية والتيار السلفي؛ لأن غالبية السنّة هي خارج هذه الحالات، ولكنها أيضاً ليست في أي طرف آخر؛ لأنه ببساطة غير موجود. هم أكثرية صامتة لا يمكن تأطيرها إلا ضمن مشروعين: إما مشروع قومي عربي من قياس جمال عبد الناصر، وهذا بات من الماضي، أو بمشروع «الدولة» الضامنة للأمن والاستقرار والازدهار المدني «من المدينة» التي تنتمي إليها الطائفة. فشلت الحريرية السياسية بحمل مشروع الدولة؛ لأن مشروعها الدائم هو المزرعة، رغم كل الدعم اللامحدود الذي حصلت عليه، إن كان من نظام الوصاية السوري عبر تعويم الحريري الأب وتهميش كل القيادات السنية الأخرى، وقد وصلت عام 2000 لإنجاح غنوة جلول على مقعد سليم الحص وإنجاح عمر كرامي بحسنة من سليمان فرنجية، أو بدعم حزب الله لهذا التيار عبر الاتفاق الرباعي الذي باع فيه كل من استطاع البقاء حياً من قيادات السنّة لسعد الحريري عام 2005. أما التيارات الإسلامية، فهي كانت وستبقى غريبة عن ثقافة الطائفة «المدنية»، وهي موجودة فقط لغياب البديل.
الأكثرية الساحقة من أبناء السنّة هم أوادم قاعدون في بيوتهم دون مشروع ودون قائد، يدفعون الاتاوات - كاش - في طرابلس لزعران السلفيين ويدفعونها - أصواتاً - لتيار الحريري.
عمر سكّرية