توضيح
تعليقاً على ما نشرته «الأخبار» (1 آب 2013)، وبصفتي وكيلاً قانونياً عن والد الفتاة، أوضح ما يأتي:
1- القضية هي قصة أب لم يتمكن من مشاهدة ابنته منذ أكثر عامين سوى 4 مرات في الشهر الأول بعد الطلاق. استخدمت بوجهه كل الأسلحة القانونية وغير القانونية وأحياناً غير الإنسانية، كالتقرير الذي أشرتم إليه في المقالة والمنظم من أحد الأطباء الذي خلص بنتيجته الى أن الأب يعاني إضطراباً نفسياً «من دون أن يراه أو يخضعه لأي فحص من أي نوع كان».
2- أما سبب القصة فهي إدعاء والدة الفتاة أن الأخيرة ترفض تنفيذ حكم المشاهدة، وهذا موضوع صحيح ولا نقاش حوله. ولكن مربط النقاش هو لماذا ترفض الابنة القاصر «دلّوعة البابا» مشاهدته؟! الجواب موّثق بتقارير لأطباء ومعالجين نفسيين عاينوا الفتاة وأثبتوا أنها تعاني من مرض «التغريب الأبوي» « Alienation Parentale» ، وأن هذا المرض تتمركز أسبابه في «البيئة الحاضنة» للطفل، أي حيث تعيش. أي أن المسؤولية في ذلك تقع على عاتق والدة الفتاة وأسرة الوالدة.
3- إن ما أثير حول تزمت الأب وتعصبه مردود على من أثاره، وإلّا فكيف توفّق وكيلة والدة الفتاة بين هذا الزعم وبين الزعم الثاني واتهامها له أمام المحكمة الشرعية السنية العليا بأنه يحتسي الخمر ويجالس شاربيه؟!
4- إن القرار الذي أصدرته رئيسة الدائرة التنفيذية القاضي ماتيلدا توما لا يشكل سابقة قضائية حتى يلمّح إلى أمر مسايرتها لوالد الفتاة، فلقد أصدرت قرارات مشابهة طالت آباءً يحرّضون أولادهم القصر على عدم الاستجابة لرغبة أمهاتهم في مشاهدتهم أو إستلامهم. يضاف إلى ذلك أن ما ينبغي أن يُسجل للقاضي توما حياديتها وعدم التأثر بضغوطات السياسيين وأصحاب النفوذ عبر «الاتصالات الهاتفية» التي جعلتها موضع شك واتهام والدة الفتاة في كثير من الأحيان. كما يُسجل لها إنسانيتها التي صرفت لأجلها وقتاً طويلاً في محاولة إقناع الابنة ووالدتها بضرورة تنفيذ الحكم بسبب الطابع الإنساني لهكذا قرارات، وبخاصة بعد أن أبرز الوالد تسجيلات مرئية تبيّن حقيقة حسن علاقته بابنته الوحيدة.
5- إن الهدف من إثارة هذه القضية إعلامياً ممارسة ضغط على القضاء ليفسخ القرار إستئنافياً. وإلا لماذا لم يثر إعلامياً عند صدوره، وتمّ تأجيل ذلك إلى ما بعد رد الإعتراض؟!
وأخيراً نسأل: هل رغبة الوالد بمشاهدة إبنته الوحيدة، لحقه في ذلك ولمعالجتها من مرض نفسي أصابها سببته الوالدة، «جريمة» يعاقب عليها القانون ؟! وهل من الجائز إنسانياً أن تُسحق روح أب أرهقته مراهقة أمّ ومن وراءها؟!
المحامي رائد السلطي