الشعب يريد الجيش
من مواطن متجذّر يراهن على قيادة جيشه ويؤمن بأن الجيش وحده خشبة الخلاص الأخيرة لهذا الوطن وأن ما نشهده على الساحة من مخازٍ ومجازر وإجرام تقشعرّ له الأبدان كان من البديهي أن تحسم المؤسسة العسكرية أمرها بشكل جذري وتفرض حكماً قاسياً لمصلحة الشعب. والغريب أن هذا لم يحصل فأصيب شعبنا اللبناني بالخيبات.
هل يعقل أن نحتفل ساعتين بعيد الجيش وننساه على مدار السنة؟ ما هذه المهزلة التهريجية المضحكة المبكية؟ والله عار على شعب مكوناته عشائر أن يبقى بعيداً عن سنن الارتقاء. إن مصير الجميع في السفينة الواحدة معرّض للغرق. من هنا نهيب بالعباد أن يعوا ويقفوا مع ذواتهم ومؤسستهم العسكرية لإنقاذ الوطن وإلا حسب الكتاب «علينا وعلى أعدائنا».
أخيراً تعرضت القيادة إلى غدر مشين في أماكن متعددة معروف انتماؤها فسقط ضباط وجنود كالطرائد، وللأسف لم نسمع من يحرك ساكناً باستثناء بعض الصحافيين والضباط البواسل الذين وصفوا العلاج فاستبعدوا وقفّل على الموضوع. لذلك جئنا نطلب بجدية وإخلاص من الجيش أن يطلق نداء تعبئة ألوية من محافظات لبنان كافة لمساندة المؤسسة العسكرية حتى إذا دق النفير يكون كل لبناني مخلص أصيل واقفاً جنب جيشه في ظرفه العصيب. كثر هم الذين يشيدون بالجيش وهم ينافقون وكالحية سيلتفّون يوماً عليه، هذا الصنف من الناس لا يصدقهم الجيش ولا هم صادقون معه.
هناك جدلية يتناوبها طرفان: الشعب والجيش. إذا كان الشعب يريد حقاً الجيش فهو على محك الاختبار وبذلك يُعرف المواطن من المتواطئ، وعلى الجيش أن يكون على مستوى الآمال التي يضعها شعبه عليه. من المعيب أن تتردد أصوات مسؤولين في الدولة بوقاحة مطالبة بتحقيق شفاف مع الجيش لمعرفة أسباب معركة عبرا، وهذا السلوك الشنيع لا يرضى به أغبى الجهلاء.
لذلك، أود أن أتوجه عبر صحيفتكم بالرسالة الآتية الى العماد جان قهوجي قائد الجيش اللبناني، وأناشده إنشاء ألوية مساندة للجيش في جميع المناطق اللبنانية بعد الحوادث المتعددة والكثيرة التي حصلت على أرض الوطن وبعد المهمات العديدة المكلّف بها الجيش من الشمال إلى الجنوب إلى البقاع والداخل. وأتشرّف بأن ألفت العماد قائد الجيش إلى ضرورة تأليف لجنة من كبار الضباط لدرس موضوع تأليف ألوية اختيارية لمساندة ومؤازرة ألوية الجيش في المناطق اللبنانية كافة أسوة بما نراه في بلدان أخرى، مع الإشارة إلى أن الشعب يبدي في كل مرة حبه ودعمه لجيشه الباسل.
ساسين شلفون ــــ جونيه