فلتخرس قناة الفتنة
تبث إحدى القنوات التلفزيونية من إحدى الدول الأوروبية، وربما من الجزيرة القبرصية، وتتلقّى دعما ماديا ومعنويا من الحركة الصهيونية ومن بعض المتمولين المسيحيين المرتشين بأموالها بالتأكيد، بدليل أن شغلها الشاغل تشويه سمعة الدين الإسلامي وسمعة نبي المسلمين محمد، عبر اتهامه بالزنا والفساد. والخطير في الأمر أن تلك القناة التلفزيونية تشاهدها شريحة كبرى من اللبنانيين، خصوصاً من الطوائف غير الإسلامية نظراً لعدم حذفها عن الشاشة في مناطق لبنانية معينة من قبل أصحاب الصحون التلفزيونية الفضائية. أقول لكل مَن صدّق هذه الافتراءات ــ التجنّيات على الإسلام، وأنا الماركسي المؤمن بالفلسفة المادية، لا تصدّق ما تقوله تلك القناة الامبريالية الإرهابية، لأن الامبريالية تستغل ضعف ثقافتك الدينية وضعف مناعتك الوطنية والقومية جراء انعدام تثقيفك وطنياً منذ نعومة أظافرك، لتؤجج نيران الشحن الطائفي والمذهبي في لبنان المشتعلة أساساً في النفوس والنصوص، ولا شك بأن إعطاء الضوء الأخضر لإشعال الحرب الأهلية في لبنان هو ما يهدف إليه مخطط هذه القناة ونهجها. أقول لمَن وقع في الفخ المنصوب وصدّق تجنياتها على الإسلام والنبي العربي الكريم: انظر إلى جماهير الإسلام وهي تتقاطر في كل سنة من شهر أيار إلى معبد سيدة لبنان في حاريصا ــ كسروان لتتضرّع إلى مريم أمّ المسيح التي وصفها القرآن الكريم بالأم الطاهرة، كما وصف ابنها المسيح بروح الله، هذا هو الإسلام وليس كما تصفه تلك القناة الصهيونية الإرهابية. أقول لمَن صدّق وما زال يصدّق تلك التجنيات والافتراءات على الإسلام، اقتلع هذه السموم من نفسك وكن جندياً مدافعاً عن الإسلام، في زمنٍ تطلق فيه الامبريالية سهامها عليه من خلال المؤامرة التي حاكتها ضد سوريا وضد المقاومة في لبنان، وفي زمنٍ يطلق فيه مَن يدّعون بأنهم متحدّرون من السلف الصالح سهامهم التكفيرية عليه وعلى كل حرّ شريف، ويعشقون عالم جهاد النكاح! يا مَن وقعتَ في الفخ وصدّقت، تذكّر أن مارون عبود سمّى ابنه البكر محمد ونظم له قصيدة فور إبصاره النور مطلعها يقول: عشتَ يا ابنيَ/ عشتَ يا خيرَ صبيّ ولدته أمّه في رجبِ/ فهتفنا واسمه محمدٌ/ أيّها التاريخ لا تستغرِبِ/ أمّه ما ولدته مسيحياً أو مسلماً/ إنّما ولدته عربي/.
من هنا كم أتمنى على دولتنا العليّة في هذه الظروف العجاف التي تمر بها المنطقة العربية منع بثّ برامج هذه القناة على كل الأراضي اللبنانية.
ريمون ميشال هنود