كيف نبني حزباً شيوعياً قوياً في لبنان؟
منذ التفكك السوفياتي عام 1991، والحزب الشيوعي اللبناني يعاني أزمات داخليّة قويّة، حتى وصل الأمر إلى حدوث أزمة ثقة حادّة منذ عام 2009 حتى الآن بين المكتب السياسي وعصب القاعدة المتمثل بالعنصر الشاب في الحزب.
أولاً: ما من حزب شيوعي في العالم يمكنه بلوغ شاطئ النجاح إلا إذا امتلكت قيادته روح الثقافة الثورية السلميّة.
اليساري على المستوى السياسي والوطني لا طائفة دينيّة له، إنما طائفته هي تحقيق مبادئ الكفاءة والنزاهة والعدالة الاجتماعيّة، ومحاربة التعصّب الديني، واحترام تعاليم الأديان الداعية إلى المحبة والتعاضد، والدعوة إلى قيام النظام العلماني الديموقراطي في لبنان الذي يحتضن المؤمن والملحد.
ثانيًا: لقد آن الأوان لأن يكون للحزب قيادة تعمد إلى القيام بتغيير جذري يضع حداً للنمط السياسي السائد الذي أبقى الحزب في عزلة سياسية واجتماعية مرعبة منذ أواسط التسعينيات إلى يومنا هذا. من هنا، يتعيّن علينا جميعاً كشيوعيين إدخال الحزب في ملاك المؤسسات الدستوريّة بتمثّله في البرلمان بنائب أو نائبين وبوزير في أية حكومة مقبلة وذلك لا يمكن أن يتمّ إلا بالتحالف مع قوى الثامن من آذار.
ثالثاً: إنّ التحالفات مع كل قوى الممانعة في لبنان أمرٌ لم يعد يجدي الهروب منه، وخاصةً أنّ النظام في سوريا الداعم لقوى الثامن من آذار في لبنان والمدعوم بدوره من موسكو وبكين وطهران وبيونغ يانغ، وعواصم القارة الأميركية الجنوبية، باتت على قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الانتصار الكامل على المشروع الأميركي الصهيوني الخليجي والتكفيري، الذي استهدفه بهدف جعل أوراقه الخضراء السياسية القوية تصاب بيباس الخريف وتتساقط، ليلي ذلك انبلاج فجر التقسيم والتفتيت والخضوع، والإذعان للسلام _ الاستسلام.
ريمون ميشال هنود