السيّد القامة السّامقة
قال المتنبي في مدح سيف الدولة الحمدانيّ :
وقفت وما في الموت شكّ لواقف *** كأنّك في جفن الرّدى وهو نائم
لا أعرف لماذا أتذكّر هذا البيت كلّما ظهر السيّد بإطلالته الآسرة. فهو قبل أن يشدّك بتحليلاته وتقديره للأمور، يفتنك بتواضعه وبساطته وتلقائيّته. قد يكون سبب تذكّري هذا البيت هو التشابه التام الذي يبلغ حدّ التطابق بين السيّد وبين سيف الدّولة، وبين الحزب ومهمّاته وبين تلك الإمارة الصغيرة. فكما كانت حلب إمارة صغيرة في محيط مضطرب، ضعف فيه المسلمون وتقاعسوا عن مواجهة الروم المتربّصين بهم خلف الحدود الشماليّة فتحمّلت هي عبء تلك المواجهة والصراع ورفعت راية الجهاد خفاقة. كذلك فعل حزب الله الذي رفع راية مقارعة أعتى عدوّ عرفته المنطقة في ظلّ تقاعس الأنظمة الرسميّة. وكما كانت إمارة حلب الصغيرة مشغولة في ظلّ مقارعة العدوّ الخارجي بأعداء الداخل المتآمرين عليها، كذلك هو حزب الله الذي تكاتف عليه أبناء العم والدين مع الصهاينة.
وكما كان سيف الدولة رجلاً شهماً حكيماً بعيد النظر، لم يلن ولم يرضخ لتآمر المتآمرين وأطماع الأعداء الخارجيّين. كذلك هو السيّد، رجل شهم صادق حكيم، قائد عسكريّ محنّك وقائد سياسيّ خبير. إنّه يخطّ بحكمته وشهامته ملحمة الانتصارات ... على روم الداخل وروم الخارج ... لذلك على المرء أن يهتف: حفظك الله يا سيّد ... وأبقاك قامة سامقة شامخة على مدى الأزمان. وإنّ التّاريخ حفظ سيف الدولة وإمارته الصغيرة وأهمل الصغار المتآمرين.
سامي حاجي