الجامعة اللبنانيّة ومهزلة القانون 66
بعد انتهاء ولاية العمداء والمديرين الحاليين منذ سنوات، وبعد انتظار طويل ومملّ، عقد المسؤولون العزم على تعيين بدلاء لهم، أصيلين؛ إذ طلبت رئاسة الجامعة، أخيراً، من الكليّات والفروع كافة أن تعمد إلى القيام بترشيحات يُمكن من خلالها اختيار مديرين جدد (أو ممدّد لهم) لولاية جديدة بناءً على القانون الرقم 66. لكن نسمح لأنفسنا بالقول إنّ هذا القانون تعتريه سلبيات كثيرة تطغى على إيجابياته؛ فالترشيحات تجري في الفروع، وتختار لجان هذه الفروع باختيار خمسة أسماء من بين المرشحين للعمادة والإدارة لرفعها إلى مجالس الوحدات التي تقوم بدورها بعملية تشطيب وحذف ليرسو الأمر على 3 أسماء فقط ترفع إلى رئاسة الجامعة. أما الثُّغَر في هذا القانون فتتلخّص في أنّ الاختيار في الفروع يجري وفق أمزجة رؤساء الأقسام وممثلي الأساتذة والمديرين، وفي معظم الأحيان تأتي معظم الترشيحات المرفوعة إلى الوحدات ورئاسة الجامعة محصورة بهؤلاء الأشخاص (مجلس وزراء مُصغّر) الذين عليهم الاختيار والتصويت على الأسماء الخمسة أو الثلاثة! فمن يضمن ويكفل أنّ الأسماء التي اختيرت هي الأفضل والمناسبة أكاديميّاً؟! والأخطر من ذلك حسابات الانتماء السياسي؛ فمن يتمتّع بدعم فئة حزبية نافذة (ويسمع الكلمة) يمكنه أن يكون من بين المحظوظين، أما الآخرون فبئس المصير! فضلاً عن عملية التذاكي بترشيح أسماء من طوائف مختلفة على أن يقتصر الأمر على شخص واحد من طائفة معيّنة محسوبة لإدارة إحدى الكليات، فتكون النتيجة نوعاً من التزكية غير المباشرة، فيبقى القديم على قدمه كنوع من التجديد المستمرّ للمديرين الحاليين! لذا، استباقاً لما سيحصل، نقترح على رئاسة الجامعة الموقرة التي لا نشكّ أبداً في صدق هدفها ونيّتها، أن تعمد إلى تسلم الترشيحات بنفسها على أن تكون الطلبات مُرفقة بالسيرة الذاتية للأستاذ المرشح، ليُختار من خلالها الذي تراه مناسباً للمهمّة من دون المرور بدهاليز استنسابيّة الفروع والوحدات، أو أن يُنتخَب المدير من خلال أساتذة المعهد أنفسهم، وإلا يُفضّل البقاء على القانون القديم الذي يبقى أفضل بألف مرّة من الحالي، أي الـ66 الذي بدأ العمل به.
نحن على ثقة تامّة بأن يلقى اقتراحنا الآذان الصاغية لدى رئيس الجامعة اللبنانية الموصوف بانفتاحه وتفهّمه، وإلا فستبقى الأمور حيث هي، وكما هي، وسنبقى نغرق في تشاؤمنا وفي دائرة الشكوى التي تنعكس سلباً على الجامعة الوطنيّة وعلى أبنائها: أساتذة وطلاباً.
د. وليد السبع
أستاذ في الجامعة اللبنانية