وجع في أعماقي
منذ القرار المشؤوم عام 2008، الذي تسلّل في ليلة مظلمة آنذاك، وأنا لا أزال أشعر بالسكين في أعماقي، وكأن الأمر قد حصل معي البارحة. فشعور الأسى والإحباط لا يزال يتلبّسني. كيف لا، وقد جرى تفريغ بعض من طلابي، وعدد من زملائي لم يكونوا قد تسجّلوا في الدكتوراه بعد، عندما كانت لي سنوات طويلة من العطاء في الجامعة. أنا الذي أمضيت خمسة عشر عاماً في التدريس في الجامعة لأهم المواد، وتابعت الدورات التدريبية في لبنان وفرنسا، وقضيت سنوات في تدريب الأساتذة في دور المعلمين والثانويات الرسمية والخاصة يجري استبعادي عن لائحة المتفرغين ويتم تفريغ أساتذة لا تزال عقودهم عقود مصالحة!
أسألك أيها المسؤول في حينها، كيف لك أن تنام وأنت قد ساهمت بشكل ما، ولسبب لا أزال أجهله حتى الآن، باستبعادي عن لائحة المتفرغين؟
يقول لي بعض الزملاء إنّ السبب هو أن المسؤولين يريدون إدخال من يهتمون لأمرهم! فأجيب ألم يكونوا يستطيعون إدخالهم إلى جانب أصحاب الحقوق أمثالي وأمثال عدد من زملائي، وبذلك لا يرتكبون إثماً سيظل يلاحقهم حتى الآخرة؟ وإذا كان السبب هو التوزيع الطائفي، فإني أسألهم ألم يأخذوا زملاء لي، وفي الكلية نفسها التي أدرّس فيها، بالرغم من كون عقودهم لا تزال عقود مصالحة؟ بينما عقدي في مادة اللغة الفرنسية، وموقّع من مجلس الوزراء، وشهادتي هي دكتوراه دولة من الجامعة اللبنانية الوطنية!
لقد حاولت يومها مقابلة هذا المسؤول لأستفسر منه عن هذا الظلم الذي لحق بي، لكنه اعتذر عن عدم مقابلتي بحجة أن ليس لديه شيء يقوله لي! إلا أني التقيته بعدها بأيام، فبادرني بالقول: أنت أكثر واحد مظلوم في الجامعة اللبنانية كلها. فشكرته على شهامته، وسألته لماذا لا يبادر إلى رفع الظلم عني؟ فلم يبخل عليّ بالوعد بأنه سيعمد الى تصحيح هذا الخلل، وحتى الآن لا أزال أنتظر استعادة حقي المسلوب! فهل هكذا تكون مكافأة من خدم الجامعة 15 عاماً؟
أناشدك يا معالي وزير التربية والتعليم العالي، وأنت المعروف بضميرك الحي وعدم قبولك بالإجحاف، وأناشدك يا حضرة رئيس الجامعة اللبنانية، وأنت المعروف بالعصامية وإعطاء كل ذي حق حقه، بأن تبادرا إلى الإفراج عن ملف التفرغ وإعطائنا حقوقنا وبلسمة جراحنا بإرسال لائحة بأسماء من يستحقون من الزملاء إلى مجلس الوزراء، وبذلك ترفعون عنا هذه المعاناة وهذا الظلم الذي لحق بنا منذ 4 سنوات.
د. محمد زيدان
أستاذ في كلية
الآداب ـــ الفرع الرابع