جبروت الطبقة السياسية اللامبالية
لنسلّم جدلاً أنّ سبعة عشر عاماً مرّت على أزمة النفايات برعاية شركة "سوكلين"، وما نتجَ عنها من صفقاتٍ ضخمة لجيوب الطبقة السّياسية التي لم تكتف بعد، بل لا تزال تريد المزيد من المليارات على حساب إفقار الشعب وتسميمه وتجويعه ومحو لبنان عن الخريطة البيئية التي أطاح بها جشع هذه الطبقة السّياسية الفاسدة التي فاحت رائحتها... وناهيك عن مشاركة الجميع في مؤامرة المطامر، لقد أثبتت أذرع "سوكلين" أن جبروتها أطاح بكل حلول الصفقات الفاشلة التي أدارها السياسيون على مدى ما يزيد على ثمانية أشهر، ونتج عنها 400 ألف طن من النفايات في الشوارع والأزقّة والوديان والأنهار، حتى أضحت هذه الشركة سيدّة على مملكة النفايات...
أمّا الحدث الأبرز فهو المطامر التي ستكون بمثابة قنابل نووية أشدّ فتكاً من السلاح، والتي ستستقرُّ على السواحل وتعبث بالمياه الجوفيّة، فضلاً عن البحر الذي ستكون له حصةٌ وافرةٌ من ردمياتها...
أما الخبرُ الجديد فيتمثّلُ بأعداد الأفاعي الكبيرة المتغلغلة في النفايات على غرار أفاعي السياسة حتى أضحى لبنان سُخريّة العالم ومحطات التلفزة العالمية...
ومع هذا، لم يكلّف أي من الوزراء، لا سيّما الأصيل والوكيل، نفسه بالإستقالة... وحده أشرف ريفي إستقال، ولكن لسبب غير النفايات!...
وبالعودة إلى الحراك المدني، فإنّ المجموعات كافة لن تؤتي ثمارها إن لم يكن هناك تنسيقٌ في ما بينها بالتضافر مع النقابات والهيئات والمؤسسات والجمعيات وكافة شرائح المجتمع المدني الذي كان الشعلة المضيئة في وجه ظلام الطبقة السياسيّة...
إن الحسنة الوحيدة التي أتت بها هذه الطبقة السياسية أن المجتمع المدني كشف عوْرات فسادها اللامتناهي، وأصبح الصغير والكبير والاميّ والمتعلّم يُدرك أن الحلّ يكمنُ في معامل في كلّ الأقضية وفي إعطاء البلديات حقوقها وتكليفها بهذه المهمّة التي لا تتجاوز 60 مليون دولار لكل نفايات لبنان بحلّ طويل الأمد ومستدام...
لقد صمدّ جبروت الطبقة السياسية اللامبالية أمام عجزها الذي لا بُدَّ أن يُطيح بها...
عبّاس حيّوك ــــ عيتا الشعب