نتوجه إليكم باسم عائلة سليمان وعموم أهالي بلدة بدنايل البقاعية التي فجعت، ومعها أبناء منطقة البقاع الأوسط يوم الثلاثاء الماضي، بـ«حادث» أدى إلى فقدان أحد أبنائنا بطريقة مأساوية أليمة، إذ فوجئنا في منتصف نهار ذلك اليوم المشؤوم بحريق هائل في خراج البلدة، ليتبيّن أن سيارة ولدنا محمد عبد الله مسعود سليمان، الموظف في قسم الجباية في شركة كهرباء لبنان في المنطقة، تشتعل بطريقة مريعة، فسارع الأهالي إلى استدعاء الدفاع المدني والشرطة، ليتبيّن لاحقاً أن محمد كان ضحية الحريق داخل سيارته. وقد اتخذت الأجهزة الأمنية إجراءاتها، وتم التحقيق الأولي والتحفظ على بقايا السيارة في أحد مخافر الدرك في المنطقة، وأخذت بقايا جثة محمد إلى التشريح، وما زالت الأمور قيد التحقيق.
بعد ساعات من الحادثة، ذهب أحد أبناء البلدة إلى مكان الحادث، وبينما كان يبحث داخلها، عثر على محفظة الضحية. وبعد ساعات أخرى توجّه أقارب آخرون إلى حيث جرى التحفّظ على السيارة، على طريق عام قرب مخفر بلدة بيت شاما المجاورة، فوجدوها غير مغطاة، ووجدوا بين ركامها مفاتيح خزنة منزله لا تزال في المكان الذي أخبرتهم زوجته عنه. إن هذه الوقائع تشير بوضوح إلى أن التحقيق الأوّلي لم يجر بالحرفية والمهنية المعهودة في أجهزتنا الأمنية التي أثبتت قدرتها على كشف شبكات تجسّس وجرائم معقدة في سرعة قياسية في أغلب الأحيان.
نحن كعائلة سليمان وعموم أهالي بدنايل، كنا وما زلنا نتمسك بالدولة ملاذاً في معالجة كل شؤوننا، غير أننا شعرنا بحسرة كبيرة لما لمسناه من ثغر في أداء أجهزتنا الأمنية، وقد اتصلنا بسعادة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي الذي أكد لنا اهتمامه بالموضوع، كما أكد أن أجهزتنا الأمنية تمتلك الأجهزة الفنية الحديثة والقدرة البشرية الخبيرة التي يمكنها أن تجلي ملابسات هذا «الحادث».
إن عمل المرحوم محمد في قسم الجباية في شركة كهرباء لبنان وعلاقة هذا الامر بالمال العام، وظروف «الحادث» وملابساته، إضافة الى عملية السطو المسلح التي جرت في قرية قصرنبا المجاورة لبلدتنا قبل عشرة أيام، وعمليات السرقة التي جرت في قرى المنطقة أيضاً، كل ذلك يجعلنا كعائلة نشعر أن في الأمر جريمة. ولكننا نتمسك بعقلانية التفكير وترك الامور للأجهزة الامنية لتقوم بواجبها في كشف الحقيقة كاملة، ونناشدكم أن تولوا القضية ما تستحقه من اهتمام كي يكون جلاء الحقيقة فيها نموذجاً لأبناء منطقتنا في تمسكهم بالدولة وليس البحث عن تحصيل حقوقهم بأيديهم.
سلطان سليمان
بالنيابة عن آل سليمان وعموم أهالي بلدة بدنايل