ماذا تريد إسرائيل؟
أسمعتِ إسرائيل وعدَ الدهر أم لم تسمعي
كبر الصبيّ وصار يسخر من حديث البعبعِ
المعروف أن لكل دولة جيشاً، والواضح أن لجيش الدفاع دولة سمّوها إسرائيل. ولحسن حظها ربما، أو لسوء حظ العرب، دخلت فلسطين وتمددت إلى الدول المجاورة، وكانت حروبها المتواصلة خاطفة وبشكل نزهة، ولم يعد في صفوف جيشها من جنود، بل كلهم جنرالات تقديراً لجهودهم وفوزهم في الحروب التي لم تكن حقيقة كذلك، بل كانت نتيجة تخاذل الآخرين وتآمرهم وتناحرهم...
ولو أحصينا نتائج أعمالها العدوانية على مدى العقود الستة من عمرها لرأيناها تفوق ما دمره الزلزال من الحجر وما قضت عليه الأمراض الفتاكة والسرطان من البشر.
وكان، لسوء حظها أو لحسن حظ العرب، ولو بعد حين وللتاريخ والحقيقة، دخولها لبنان أخيراً حيث اندحرت سنة الألفين وانهزمت ثانية بعد حين من السنين. وها هو أولمرت وبيريز وحالوتس في القمامة والسيد حسن نصر الله وحزبه في القمة.
وعلى مر العهود من قادتها وهي تزرع العملاء وتدبّر المكائد لقتل القادة واغتيال السادة، وكلما نفّذت عملية ضد أحدهم قام من بعده أسد أشد، حتى بلغت المأزق الجاثم على صدرها.
لحق كلب بغزال يركض خلفه لالتقاطه من دون أن يفلح. وبعد جهد وعناء التفت الغزال خلفه مخاطباً الكلب: لن تستطيع ذلك لأني أنا أركض لنفسي وأنت تركض لصاحبك. فحزب الله يدافع عن أرضه وعرضه، والإسرائيلي يركض لمَن؟
العنصر الحزبي يرابط في أرضه بانتظار الجندي الإسرائيلي المدجج بالسلاح والمحمّل بالعتاد ولا يدري أين يتجه ورجلاه تصطكان قبل توجهه إلى لبنان وقلبه يهوي هلعاً.
سيد المقاومة قدم فلذة كبده هادي، وهو في ريعان الصبا، وقد استشهد في الميدان، وتقدمت الحاجة أم عماد مغنية معتذرة من السيد حيث لم يبق عندها من شباب بعد أن قدمت فلذات كبدها الثلاث.
أليس في إسرائيل مسؤول رشيد يعتبر من الماضي والحاضر؟ والعيش كبقية دول الجوار بدل التمسك بشعار شعب الله المختار وتارة إقامة الجدار وطوراً القبة الحديدية، و عند الامتحان وإن تعدّوا صواريخ حزب الله لا تحصوها، ولو جرؤت مجدداً على عدوانها، فسينطبق عليها المثل القديم _ الحديث: «على نفسها جنت إسرائيل، كما على نفسها جنت براقش».
محمود عاصي