في المنهج، هذه ليست معالجة نظرية بحثية لسيرورة أزمة التحرر الوطني العربية، وإنما قراءة تستند إلى المنهج المادي الديالكتيكي لسيرورة النظام الرأسمالي العالمي، في مرحلته الراهنة، التي يتضح بصورة قطعية أنّ آفاق الخروج من الأزمة مغلقة أمامه بسبب دومينو تداعيات الجوانب المختلفة للأزمة، وبسبب شمولية هذه الأزمة في حقبة عولمتها.
كذلك، هي ليست معالجة نظرية بحثية للواقع الراهن لأزمة حركة التحرر الوطني العربية، وإنما محاولة لتنظيم مجموعة من الإيماءات والإشارات التي تدلّ على جوهر هذه الأزمة، المتمثل في غياب الحامل الاجتماعي المنظم للمضي بمرحلة التحرر الوطني والاجتماعي حتى نهاياتها الطبيعية، وطليعته الثورية، بغض النظر عن أيديولوجيتها، وأعتقد أنّ الماركسية ــ اللينينية هي مرشدها ومنهجها الثوري الذي يصل بجدل التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي إلى نتيجته القادرة على إنجاز مهمات الثورة الوطنية الديموقراطية، في عصر همجية الإمبريالية وقاعدتها الظلامية، وتخلي النظام الرأسمالي بصورة شبه كاملة عن سماته التقدمية التاريخية، وخاصة في الأطراف، وتحوّله إلى نظام للرجعية العالمية المتوحشة. وما يرد في هذه القراءة من أمثلة ليس مقصوداً لذاته، وإنما هو محاولة لقراءة جوهر الأزمة في تجلياته على الأرض من دون شخصنة.

اصطفاف صريح للقوى

الحديث عن أزمة حركة التحرر الوطني العربية، في هذه المرحلة، شائك، وما لم نتناوله بحذر، فقد يؤدي إلى نقيض ما يراد منه، ويخدم المعسكر المضاد؛ إذل إنّ التناقض ما بين قوى التحرر الوطني والاجتماعي العربية، من جهة، والتحالف الإمبريالي ــ الصهيوني ــ الرجعي العربي، من جهة ثانية، قد غدا اليوم بادياً للعيان، بلا أقنعة، ودونما لبس. ويسهل اليوم الحديث عن هذا التحالف، دونما حاجة إلى استحضار الكثير من الشواهد النظرية، والأهم من ذلك، العملية. فهي على شاشات التلفزيون يومياً، والذي لا يراها، هو أحد اثنين، إما أنّه لا يريد أن يرى، أو أنّه لا يريد أن يرى.
فمع تفاقم أزمة النظام الرأسمالي العالمي، وعلى وجه الخصوص ما لحق بالإمبريالية عامة، والأميركية خاصة، من ضربات موجعة، ومع تداخل مظاهر أزمة هذا النظام، من مديونية وكساد وبطالة، والأهم من هذا وذاك عجزه عن ترحيل اختناقاته، أو حتى تدويرها، وصل هذا النظام إلى مرحلة لم يعد معها قادراً على إيجاد الحلول، لا في المراكز الرأسمالية نفسها، ولا في المحيط التابع لها، نظراً إلى ما وصلت إليه درجة التداخل في الاقتصاد والسياسة والاجتماع على الصعيد الدولي من عولمة قد جعلت ما يحدث في العالم أشبه بتدافع السوائل في الأواني المستطرقة وتوازي مستوياتها، وخصوصاً في الدول التابعة، وبحسب درجة انكشافها أو عدم انكشافها لسياسات المراكز الإمبريالية، ولا سيما الاقتصادية.
تبقى إشارة مهمة في هذا السياق، هي أنّ الحربين الكونيتين، اللتين أعقبتا الأزمتين الرئيسيتين للنظام الرأسمالي الحديث، أي ما بعد انتقال الرأسمالية إلى مرحلتها الإمبريالية، واللتين كانتا آلية الخروج من الأزمة وتدوير عجلة الرأسمالية، لم تعودا قابلتين للتنفيذ في عصر التوازن النووي، لا بل، ومن المؤكد، أنّ الحروب الإقليمية والمحلية التي أشعلها الليبراليون الجدد، في وهم منهم بأنّ انهيار منظومة الدول الاشتراكية يعني التفرد بالعالم، وإمكانية إعادة الحقبة الرأسمالية الكولونيالية القديمة بصورتها الفجة، قد عمقت الأزمة العامة للرأسمالية، عوضاً عن إعادة إنتاج الاستعمار القديم. وبالتالي خلقت الشرط التاريخي لعودة شكل ما من أشكال الفاشية لا يزال قيد التشكل، حتى في البلدان الرأسمالية المتقدمة. كذلك إنّ السياسات التي اتبعتها على هذا الطريق، ومنها توظيف «الإسلام السياسي» بكافة تلاوينه، سواء الوهابي ــ القاعدي منه أو «المعتدل»، أي مدرسة الإخوان المسلمين بتعابيرها السياسية، لم تؤد إلى زرع أنظمة كولونيالية تابعة تسهِّل تطبيق استراتيجياتها النفطية والمالية للسيطرة على العالم، وإنما إلى حروب متجددة، أصبحت القوى المهمشة فيها وقوداً لمعارك مستمرة طاحنة ودمار شامل. ذلك فيما زادت التجليات المالتوسية لمنطق الحروب الاستعمارية على حدها، وأساساً بفعل العولمة، فتبددت المجتمعات التي تعرضت للغزو، لكن من دون أن توفر الشروط المناسبة للنهب الاستعماري. وهذا لا يعني أنّ الحلف الإمبريالي _ الصهيوني _ الرجعي العربي قد هزم في منطقتنا نهائياً. فهذه هي مهمة حركة التحرر الوطني العربية، في سياق عالمي متغيّر، لا بد من أن تؤدي جرائم الرأسمالية فيه، بما في ذلك تجاه الطبقات العاملة والقوى الاجتماعية المهمشة التي تتزايد باطراد داخل المراكز الرأسمالية، إلى تبلور جبهة عالمية مناهضة للإمبريالية، تتضح معالمها شيئاً فشيئاً في حركات من قبيل «احتلوا وول ستريت» في الولايات المتحدة، و«الحركة المناهضة للرأسمالية» في أوروبا، وكذلك في الحراك العربي الاجتماعي _ السياسي. حراك ما انفك يتلمس طريقه، في مواجهة جهود محمومة تقوم بها الثورة المضادة لمنع انتفاضات الشعوب العربية من الوصول إلى غاياتها في التحرر الوطني والاجتماعي، وفي إنهاء التبعية ومحاصرة الدور المدمر للرجعية النفطية في وطننا العربي، سواء على المستوى السياسي، أو على المستوى الاجتماعي والإيديولوجي والثقافي. في هذا السياق، لا بد من الإشارة قبل كل شيء إلى حقائق على الأرض لا بد من إدراكها. فأولاً، ما حدث في تونس ومصر واليمن والبحرين انتفاضات شعبية حقيقية، لا تعبّر عن أزمة هذه البلدان العربية الاجتماعية _ الاقتصادية _ السياسية فحسب، بل عن شعور جماهيري عام بانسداد الأفق، وإحساس ثقيل بفقدان الكرامة الوطنية. علماً بأنّ هذه الانتفاضات قد اندلعت على خلفية عقود من تبديد وعي المجتمع، ومن القمع السياسي والتضليل الإيديولوجي.
وثانياً، رغم كل المآخذ على النظام الليبي للعقيد القذافي، وسعيه الحثيث لأكثر من عقد من الزمن إلى استرضاء الإمبريالية والتفاهم معها، فإنّ ما حدث في ليبيا هو تمكن الثورة المضادة من حسم الوضع، مستعينة بحلف الأطلسي، لمصلحة القوى الأكثر رجعية، ولمصلحة دول هذا الحلف، التي تسابقت لاقتسام الكعكة النفطية الليبية، وغنائم إعادة الإعمار؛ ومعها الرجعية العربية، ولا سيما النفطية.
وثالثاً، فإنّ ما بدا للوهلة الأولى احتجاجاً شعبياً من جانب الجماهير السورية التي همشتها السياسات الاقتصادية الليبرالية في السنوات الأخيرة، والقبضة الأمنية الخانقة، تكشّف عن مؤامرة معدة سلفاً، ربما كانت بداياتها قد تبلورت منذ زيارة أوباما لتركيا في مطلع ولايته، التي منح فيها حكومة أردوغان والعثمانيين الجدد تفويضاً بالحلول محل العصا الأميركية المنسحبة تحت وطأة الضربات المتتالية، بالائتلاف مع الرجعيات العربية النفطية، التي أصبحت تدافع عن بقائها، ولو بكل ما بقي من بترودولاراتها.
ومع ما تكشف من هجمة وهابية _ إرهابية على سوريا، اتضح على نحو لا لبس فيه أنّ ما هو مطلوب في سوريا هو رأس السياسات غير المنسجمة مع المخططات الإمبريالية، وفي مقدمتها دعم المقاومات العربية في لبنان والعراق وفلسطين، والتحالف المناهض للإمبريالية مع إيران. أما وقد اتضحت الصورة من دون «رتوش» اليوم، يبدو واضحاً أن ثمة اصطفافاً سياسياً يقسم الوطن العربي إلى قسمين: من وضعوا أنفسهم في خدمة الإمبريالية والصهيونية ويدافعون عن مصالحهم الطبقية الحقيقية أو الوهمية المرتبطة بهما؛ وحركات الشعوب العربية المناهضة للإمبريالية والباحثة عن الحقوق والكرامة والتحرر الوطني والاجتماعي. وما يحدث من فرز ليس بالهيِّن. فأن تستطيع اليوم، بعد سنوات طويلة من الحديث المسهب عن «التضامن العربي»، ودور الـ«سين _ سين» في حل الأزمة اللبنانية، وأهمية مثلث القاهرة _ الرياض _ دمشق في قيادة الأمة العربية، في التلفزيون السوري، وحتى في فضائية «المنار»، التحدث عن حمَديْ قطر وغرامهما بتسيبي ليفني وغيرها من الصهاينة، وعن عته سعود الفيصل وتآمر السعودية، أمر جلل، نرجو أن يدوم وأن لا تذهب به التسويات.
هذا في السياسة! لكن اسمحوا لي، بعد هذا، وحتى تصبح المسائل أقل تنظيراً وأكثر رشاقة، لا بل التماساً لما يعكس بالضبط أزمة حركة التحرر الوطني العربية في الحياة، ويشير ولو تلميحاً إلى السؤال الكبير: لماذا توحدت الصين ولم يتوحد الوطن العربي، اسمحوا لي بإشارتين دالتين: أولاهما لا حاجة إلى الدخول في تفاصيلها، والثانية تحتاج إلى تفصيل لأهمية دلالاتها وتجسيدها لما عناه المناضل الشيوعي الفذ مهدي عامل (حسن حمدان) عندما تحدث في كتابه «أزمة الحضارة العربية أم أزمة البورجوازيات العربية» على الأرض.
الإشارة الأولى: في 1982، عقد «الحزب الشيوعي الأردني»، الذي كنت عضواً فيه، مؤتمراً بعد سنوات عديدة، وفي حقبة ما عرف بالنصف _ علنية من عمر الحزب. وبما أنّني كادر حزبي، دعيت إلى عضوية المؤتمر. وفي القاعة الصغيرة التي أحيطت بالسرية في منزل أحد الرفاق في جبل اللويبدة، بعمان، كانت على الجدران صور وشعارات عديدة. ولفت نظري شعار تكرر كثيراً يقول: «فلنناضل ضد التحالف الأميركي _ الإسرائيلي». طلبت حق الكلام في سياق أعمال المؤتمر، وقلت إنّه لا يجوز لحزب شيوعي أردني يعمل في وطن عربي فيه كل هذه الرجعيات، أن لا يرفع شعار «فلنناضل ضد التحالف الإمبريالي _ الصهيوني _ الرجعي العربي». ونتيجة إصراري على تغيير الشعار، طُرح للتصويت من قبل إدارة المؤتمر، ولم يحظ بالأغلبية. لكن، من يستطيع اليوم أن يتحدث عن تحالف أميركي _ إسرائيلي من دون الحديث عن تحالف إمبريالي _ صهيوني _ رجعي؟ هذا إنجاز حققته لنا الرجعية العربية بفرط وقاحتها، فشكراً لها!
الإشارة الثانية: قراءة في مقابلة أجرتها صحيفة «البيان» الإماراتية في 1 كانون الثاني 1998 مع العماد أول مصطفى طلاس، وزير الدفاع السوري ما بين 1984 و2004.
قبل الحديث عن المقابلة، ثمة حكاية لا بد من الإشارة إليها باختصار. حدث أن توجهت الجاهة الكريمة من السعودية إلى دمشق لطلب يد كريمة العماد أول مصطفى طلاس، ناهد، التي كانت دون العشرين من العمر، لأحد أبناء الملياردير، وكيل صفقات الأسلحة للعائلة السعودية، السعودي من أصول سورية، أكرم العجة. وكان في أوائل العقد الثامن من العمر. لسبب ما، ربما لأنّ الشاب كان يحب شابة فرنسية، لم يتزوج ابنة وزير الدفاع السوري، فتزوجها الأب، توطيداً لأواصر المحبة والأخوة بين الشعبين السوري والسعودي، وربما العائلتين. وقبل الدخول في المقابلة أيضاً: العماد أول مصطفى طلاس ولد في «الرستن»، بمحافظة حمص، في 1932 لأسرة فلاحية عادية، وبدأ حياته معلماً ثم ضابطاً صغيراً طموحاً في الجيش السوري، إلى أن تقاذفته الانقلابات فأصبح وزيراً للدفاع، وهو أول من حمل رتبة عماد أول، في الجيش السوري. مثقف ورقيق ويحب الجمال، إلى حد أنّه ألف ديوان شعر في ملكة جمال لبنان السابقة جورجينا رزق. ومن بين كتب كثيرة ألفها، بعضها كبير الأهمية كوثائق تاريخية سياسية، كتاب عن الثورة العربية الكبرى، والرصاصة الأولى، علمت أثناء عملي في التلفزيون الأردني في سبعينيات القرن الماضي أنّ التلفزيون اشترى منه20,000 نسخة. وهو معجب بغيفارا، ويوافقه الرأي بأنّ من «يحب جيداً يحارب جيداً».
يقول العماد أول مصطفى طلاس في المقابلة: «أنا أعشق الورد لأنّ الورد جميل، وعندما تكون المرأة جميلة فأنا أحبها أيضاً، واشعر بعاطفة نحوها. جينا لولوبريجيدا كنت شغوفاً بها منذ مطلع شبابي، وكنت احتفظ بألبوم خاص أجمع فيه أية صورة تنشر لها في أية مجلة من مجلات العالم. وكنت أراسلها وأنا في الجبهة: في الجولان أو في سيناء أو في أية منطقة في العالم. كنت فعلاً شغوفاً بها... ولكنها لم تكن ترد على أية رسالة من رسائلي، ومع ذلك استمررت في كتابة الرسائل ولم أنقطع، وعندما أصبحت رئيساً للأركان العامة صارت ترد على رسائلي». بعد أن توطدت المعرفة بينهما، يقول: «دعوت إلى سهرة في بيتي بعض الأقارب، وبشكل عادي، وكذلك صباح فخري مع عودِه، ومن دون أن يعرف أحد، وفي تمام الساعة العاشرة ليلاً دخلت علينا جينا لولوبريجيدا وجلست بجانبي. 17 واحدة رفضن الزواج مني...، المهم أنّها دخلت المنزل وفوجئ الجميع بها حتى زوجتي (أم فراس)، وكنت قد تعودت أن أقول لها: خطبت 17 واحدة، ولكن ولا واحدة أحبتني وأرادت أن تتزوجني، كانوا يعطونني المواصفات العالية جداً، ولكن في النهاية تفشل، كانوا يقولون هذا إنسان ضابط ومثقف ولكنّه فقير، ومع كل واحدة كان الأهل يعتذرون، وعندما صرت رئيس أركان الجيش دعوتهن كلهن _ كلهن الـ (17) واحدة كلهن مع أزواجهن، دعوتهن للغداء في نادي الشرق، طبعاً السيدات كن يعرفن أسباب الدعوة، إلا أنّ الأزواج كانوا في جهل مطبق».
ويقول أيضاً: «عندما رأت جينا ابنتي في 1989 في حفل في موناكو، ابنتي ناهد زوجها أكرم عجة كما تعرف، وهو يتبرع كثيراً للصليب الأحمر، وكان في ذلك الحفل يجلس مع ناهد على مائدة الشرف، وبالصدفة كانت جينا تجلس إلى جوار ناهد، فسألتها: من أنت؟ فأجابت: أنا ناهد من سوريا، قالت جينا: إذا كنت من سوريا، فلا بد أنك تعرفين العماد مصطفى طلاس. وردت ناهد: إنه بابا. ورحبت بها جينا كثيراً وقالت لها: أنت بنت حبيبي، وأخذت لها لقطة مصورة، وأعطتها إياها، وهي صورة تعادل ملايين الدولارات. قلت للمقاومة: إلا الطليان... وبالمقابل، فقد قمت برد الجميل لجينا لولوبريجيدا، فأثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وثم دخول القوات المتعددة الجنسيات، جمعت زعماء المقاومة اللبنانية، وقلت لهم: افعلوا ما شئتم بالقوات الأميركية، أو البريطانية أو أية قوات أخرى، ولكنني لا أريد أن يُجرح جندي إيطالي واحد، وقد تجاوبوا، ولكن وليد جنبلاط سألني: لماذا الطليان بالذات؟ فقلت له: حتى لاتُذرف دمعة واحدة من عيني جينا لولوبريجيدا.» (يمكن الاطلاع على المقابلة الكاملة للعماد طلاس على العنوان: www.albayan.ae/one-world/1998-01-01-1.1007282).
أنا شخصياً كنت معجباً بجينا لولوبريجيدا أيضاً. ولكنّني لم أفكر بكتابة رسائل لها. ربما لأنّني لم أكن أطمح، في يوم من الأيام، إلى أن أصبح وزيراً لا للدفاع، ولا حتى للسياحة. ولا أدري إذا كان العماد أول مصطفى طلاس قد التقى بفنان إيطالي آخر فذ ومهم أيضاً، مبدع الواقعية الجديدة، فيديريكو فيللني، الذي تعرفت إليه بعد أن قطعت مرحلة جينا لولوبريجيدا، ومعه على المخرج الفرنسي، الإسباني الأصل، السُريالي الفذ لويس بونويل. ولا أدري إذا كان العماد أول قد شاهد فيلم بونويل الذكي «سحر البورجوازية الخفي». فهو يروي حكاية تشبه كثيراً حكاية البورجوازية الصغيرة العربية الصاعدة، وأوهامها وتبدلاتها! ويقول الكثير عن أزمة حركة التحرر الوطني العربية، وحتى غير العربية.
التحرر الوطني مسألة طبقية بامتياز. ولا تحرر وطنياً من دون تحرر اجتماعي، فهما متلازمان. وهو مشروع ثوري، لا بد له من حامل اجتماعي له مصلحة حقيقية فيه، وقادر على أن يمضي في مشروعه هذا حتى نهاياته الطبيعية. ومن أجل ذلك، لا بد له من نظرية ثورية، ومن طليعة ثورية تقود نضاله حتى نهايته المظفرة.
* كاتب أردني