يعيش حزب الله أيّاماً صعبة تقلّ صعوبة عن أيّام حرب تمّوز الطويلة. الحزب لم يفق بعد من أكبر حرب تدميريّة شنّتها إسرائيل على تنظيم عربي بهدف إنهائه من الوجود، وبهدف تهجير سكّان جنوب لبنان لخلق عمق استراتيجي جديد وحماية العدوّ في شمال فلسطين. والحزب يعاني حصاراً مُحكماً فرضه عليه التحالف السعودي ــ الإسرائيلي الوثيق (لكن آل سعود لا يتمتعون بالشجاعة السياسيّة: أدانوا الحزب في تصريح معروف لمصدر «مسؤول» في بداية عدوان تمّوز على فرضيّة أنّ الحزب سيتعرّض للسحق، لكن هذا المصدر لزم الصمت عندما لم تجر أمور الميدان كما شاء الأمراء). رئيس الأركان الأسبق في جيش العدوّ انتقد خلفه في المنصب بعد عدوان تمّوز، وقال إنّ بحوزة إسرائيل خيار الحرب السياسيّة الداخليّة في لبنان ضد حزب الله، من دون الحاجة إلى شنّ الحرب الفاشلة. وبالفعل، فقد قام أعوان إسرائيل في لبنان (المتمثّلون بصفاقة في فريق 14 آذار) بحمل كلّ شعارات العدوّ في لبنان، كما كانت القوّات اللبنانية في سني الحرب ترفع شعارات تحصل عليها من راعيها الإسرائيلي مباشرة.والخطة ضد الحزب كانت ناجحة للغاية، وإن كابر الحزب في إنكار ذلك. قام إعلام آل سعود بالتوافق مع أميركا بشن حرب «سنيّة» الإعلان ضد الشيعة، وتصويرهم خارجين على الأمة العربيّة: حدث ذلك عندما اعتنق شمعون بيريز الإسلام السنّي، وقد قام مفتي مصر بإلباسه العمامة كي يؤم المصلّين في حيّ السيدة زينب. وبات صهاينة واشنطن أطرافاً في موقعة الجمل ويعتبرون أنّ كلّ أترابهم باتوا من حواضر الخلافة الإسلاميّة. لكن الحزب أصرّ على طريقته أنّه أفشل مخطّط الفتنة، فيما هو زاده استعاراً من دون قصد: قال حسن نصر الله في يوم 7 أيّار الشهير (إعلام آل سعود وآل الحريري يتعامل مع هذا اليوم _ ناقص مجزرة حلبا _ على أنه أفظع وأقسى وأسوأ من عدوان تمّوز نفسه) إنّ الفتنة السنيّة _ الشيعيّة قد وُئِدت، ورأى أنّ وليد جنبلاط هو عنوان الشرّ، في محاولة لتحييد الطائفة السنيّة عن مضاعفات ذلك اليوم. لكن الأمور جرت بصورة مختلفة تماماً: فقد استعان فريق السعوديّة بيوم 7 أيّار ليعيد إشعال الفتنة بصورة لم تعهدها المنطقة منذ قرون. وبدأت السعوديّة بالحملة متوافقة مع أميركا وإسرائيل من أجل تقويض دعائم مقاومة إسرائيل في المنطقة العربيّة (نذكر أنّ أنصار محمد دحلان، الذي كان لا يخاطب الجهمور في غزة إلا من وراء ستار من الأطفال والنساء بغية التمترس، على طريقة العدوّ في استعمال الدروع البشريّة، كانوا يصرخون بوجه حماس أنّهم شيعة). لجأ حزب الله إلى سياسة يتّبعها دائماً في الملمّات اللبنانيّة والعربيّة: الصمت المطبق. ظنّ الحزب أنّ سياسة عدم الانسياق إلى مهاترات مذهبيّة وطائفيّة من قبل دعاة الفتنة هي كافية لإبعاد الفتنة، وكأنّ الطرف الآخر يكتفي بالسجال لخوض النزاع. لكن الصمت نجح في تفعيل خطاب الفتنة ودعايتها إلى أن أصبحت المذهبيّة عقيدة سائدة في أكثر من دولة عربيّة. ماذا غير خطاب المذهبيّة _ أكثر من أموال مقرن _ نجح في إقصاء أكثر من 70% من السنّة في لبنان عن خط مقاومة إسرائيل؟
لكن الأزمة السوريّة عزّزت أزمة حزب الله مع جمهوره العربي. كان الحزب منساقاً في التهليل للانتفاضات العربيّة في بداياتها، ويبدو أنّه صدّق تأكيد بشّار الأسد في مقابلة باتت رمزيّة مع «وول ستريت جورنال» استفاض فيها في تحليل أسباب عدم وصول الانتفاضات إلى سوريا. وكان الحزب في هذا قريباً من خط الجمهور العربي الذي كان يناصر الانتفاضات إلى أن هبّت الثورة المضادة وتولّى الناتو عمليّة «تحرير» ليبيا. لكن الانتفاضات وصلت إلى سوريا وانتفض الشعب السوري بعفويّة في البداية، وهنا بدأ الحزب بالتعثّر والتخبّط.
قبل إجراء تقييم لأداء الحزب في الموضوع السوري، لا بدّ من تأكيد بعض الحقائق:
أولاً، إن علاقة الحزب بالنظام السوري مرّت في مدّ وجزر، والنظام منذ أيّام موسى الصدر فضّل حركة أمل على منافسها الشيعي. وحتى في انتخابات 2005، كان النظام يتدخّل لتعزيز تمثيل الحركة على حساب الحزب. وقد تعرّض عناصر الحزب للتنكيل والاعتقال والاضطهاد والقتل على يد النظام عبر السنوات (يردّد خبراء 14 آذار مقولة إنّ النظام السوري هو الذي أسّس حزب الله _ لكن خبراء 14 آذار غير معروفين بسعة إدراكهم).
ثانياً، لا يجب بالضرورة نسبة تحالف الحزب مع النظام السوري إلى دوافع مذهبيّة. لو كان نظام شافيز أو نظام شيوعي أوروبي أو آسيوي يمدّ الحزب بالمعونة والدعم، لكان الحزب حليفاً له أيضاً. هذا من دون نفي تأثير هذا البعد في عصر ضخ الفتنة المذهبيّة من لدن آل سعود وأعوانهم الكثر، على الأقل على نطاق الجمهور العريض للحزب.
ثالثاً، إنّ التحالف المُضاد للنظام السوري يجعل من إمكان انضمام الحزب إليه أمراً مستحيلاً، وخصوصاً في ظل الرعاية القطريّة _ السعوديّة _ الأميركيّة. لو أنّ الحزب قرّر، مثلاً، أن ينضم إلى فريق «أصدقاء سوريا»، هل كانت أميركا والسعوديّة ستسمحان له؟ أي إن الحكم على الحزب من قبل خصومه وأعدائه يخضع لمعايير الاستحالة: هو مُدان في عدم الانضمام إلى صفّها، وهو أيضاً ممنوع من الانضمام لو شاء.
رابعاً، هل تركت المعارضة السوريّة مجالاً للحزب كي ينضم إلى صفّها فيما هي تجاهر بمماشاتها لخط التحالف السعودي _ القطري _ الأميركي _ الإسرائيلي، وباستفزاز الحزب ونشر الأكاذيب عنه والتحريض عليه؟
خامساً، إنّ الخطاب المذهبي لقيادة الإخوان في سوريا وأفعال عصابات الجيش السوري الحرّ على الأرض في سوريا لا تتيح للحزب إمكان التحالف إطلاقاً.
سادساً، يجوز التساؤل عن موقف الحزب وعن نيّاته لو أنّ المعارضة السوريّة برمّتها اعتنقت عقيدة مقاومة إسرائيل، لكن ذلك لم يحصل. على العكس، فإنّ المعارضة بدأت بالتطبيع مع العدوّ قبل أن تصل إلى السلطة.
سابعاً، هناك نفاق أكيد في الحكم على موقف الحزب. كانت معارضة الإخوان السوريّة وباقي أدوات قطر والسعوديّة في المعارضة تنتهز الفرصة كي تصوّب نحو الحزب بمجرّد أن خرج الناس في تظاهرات في سوريا، كذلك فعل الإعلام السعودي والقطري. أي إنّ النيّة كانت مبيّتة، وكان هناك إصرار على إقحام الحزب في القتال الدائر في سوريا (وليس خطف الحجّاج إلاّ وسيلة في هذا الإطار). لا يتطرّق خطاب المعارضة السوريّة الخارجيّة (الإخوانجيّة) مثلاً إلى الدعم القوي والمبتذل الذي يعبّر عنه إعلام حركة «أمل» تجاه النظام السوري، بمناسبة وبغير مناسبة. ولماذا يتم تجاهل مواقف الدعم الصريح من حركات ومنظمات غير شيعيّة في لبنان للنظام السوري؟ الغرض الطائفي _ المذهبي لدى فريق أدوات الأمير مقرن لا لبس فيه. وكان ملحوظاً أنّ الدعم الذي قدّمته حركة حماس للنظام السوري (بطرق مختلفة، وعبر تصريحات موثّقة) لم يؤدِّ إلى انتقادات من قبل المعارضة السوريّة الخاضعة لأجندة الإخوان المذهبيّة. وحتى الساعة، تقوم حركة حماس باتخاذ موقف زئبقي حيال الأزمة السوريّة، تبدو فيه كأنّها تنتظر خروج المنتصر لإعلان تأييدها له (موضوع حماس يحتاج إلى مقالة منفصلة). لا تتعرّض حماس للنقد لأنّ غرض الفتنة المذهبيّة لا يسري هنا: وتصريح عام واحد لإسماعيل هنيّة في القاهرة عُمّم في كلّ أرجاء الإعلام السعودي والقطري وكأنّه يمثّل موقفاً قويّاً ضد النظام السوري.
لكن كل هذه الظروف لا تفسّر موقف الحزب من الأزمة السوريّة. ويتّسم هذا الموقف بعدة إشكاليّات:
أولاً، كيف يمكن الحزب أن يبني موقفه من النظام بناءً على الموقف من دعم المقاومة، فيما يحق للشعب السوري الاعتماد على أكثر من شرط أو عامل في الحكم على النظام؟ إنّ منظمة التحرير الفلسطينيّة بنت تحالفاتها في الحرب الباردة مع الأنظمة الشيوعيّة مُتجاهلة إرادة الشعوب هناك، مما أدّى إلى تحوّل تلك الشعوب إلى معاداة القضيّة الفلسطينيّة بعد إسقاط تلك الأنظمة، ومن دون كسب مادّي عسكري حقيقي _ أصرّ الاتحاد السوفياتي على عدم تحقيق العرب للنصر، هذا لو أرادت الأنظمة العربيّة آنذاك النصر. هل سيؤدّي موقف الحزب إلى نفور الشعب السوري من قضيّة المقاومة؟ إذا حصل ذلك، فإنّ الحزب يُلام جزئيّاً فقط. لا يمكن الحزب أن يلمّح من خلال موقفه إلى أنّ الشعب السوري على عكس النظام لا يؤيّد المقاومة، لأنّ في هذا إهانة للشعب السوري ومشاعر داعمي المقاومة فيه.
ثانياً، صحيح أنّ الحزب هو جزء من تحالف إقليمي يضمّه إلى جانب النظام السوري، لكن أجندة الحزب هي أكبر من قضيّة نظام، حتى وإن كان النظام مجاوراً. إنّ مشروع المقاومة أكبر من أي نظام عربي ومن أي حزب عربي.
ثالثاً، ليس الحزب عرضة للنقد من الإدارة الأميركيّة أو الحريريّة السياسيّة في الموقف من الانتفاضات العربيّة. يجول جيفري فيلتمان منذ اندلاع الانتفاضات العربيّة على وسائل الإعلام العربيّة ويندّد بعدم الانسجام الأخلاقي والسياسي في الموقف الإيراني من الانتفاضات لأنّ النظام الإيراني يؤيّد انتفاضة مصر وتونس والبحرين فيما يستنكف عن تأييد انتفاضة سوريا. لكنّ فيلتمان لا يتعرّض للمساءلة في وسائل إعلام أمراء النفظ والغاز: ليس هناك من يواجهه بالقول إنّ النقد ينطبق على إدارته التي تؤيّد الانتفاضة في سوريا، وتقف ضدّها في مصر وتونس والبحرين وعمان والقطيف. لكن الحزب يقع في العثرة نفسها: فهو يؤيّد من دون تحفّظ الانتفاضة في البحرين ومصر، لكنّه يجد شتّى المقولات والحجج والذرائع كي يقف ضد أي معارضة أو احتجاج ضد النظام في سوريا. ليس هذا فقط، فمن الملاحظ أنّ لهجة الحزب حول الانتفاضة البحرينيّة قد خفتت، لأنّ الحزب يعلم أنّ كلامه عن البحرين سيوضع في خانة المؤازرة الطائفيّة. وإعلام «المنار» لا يساعد في نفي التهمة. ما معنى أن يظهر المدعو سالم زهران على شاشة «المنار» ويتحدّث عن محور المقاومة الممتدّ _ برأيه _ من الجنوب اللبناني مروراً بسوريا والعراق وإيران؟ (وأصرّ زهران في حديثه على أنّ جون ماكين هو يهودي بينما هو مسيحي، في المناسبة)؟ كيف دخلت حكومة العراق التي أتت بمباركة المُحتلّ في منظومة المقاومة، إلاّ إذا كان تعريف المقاومة وفق زهران هو تعريفاً مذهبياً محضاً؟ نوري المالكي لم يعبّر عن أي دعم للمقاومة في عدوان تموّز، لا بل إنّه كان خليل إدارة بوش آنذاك.
وقد أصدر حزب الله قبل أيّام بياناً رسميّاً عشيّة اعتقال الشيخ نمر النمر في السعوديّة، لكن بيان الحزب كان لطيفاً وناشد بتهذيب السلطات السعوديّة الإفراج عنه، ودان الإساءة إلى المقامات الدينيّة. حسناً، لكن هل أصدر الحزب بياناً واحداً ضد الاعتقال التعسّفي الذي طاول الآلاف من أبناء سوريا وبناتها عبر الشهور؟ هل عبّر الحزب مرّة واحدة عن تعاطفه مع الشعب السوري، حتى لو أراد الحزب _ وعن حقّ _ أن يدين المحور السعودي _ الإسرائيلي _ الأميركي _ القطري الذي انضوت تحته معارضة الخارج السوريّة؟ والشيخ النمر نفسه كان قدوة في التعبير عن الموقف من الظلم: وله خطبة على «يوتيوب» يدين فيها الظلم بصرف النظر عن الهويّة الدينيّة والطائفيّة للظالم أو للمظلوم، وقد دان في تلك الخطبة النظاميْن البحريني والسوري بالاسم. هذا هو الموقف المُنسجم الذي كان البعض يتوّقعه _ أو يتوجّسه _ من حزب الله.
رابعاً، ماذا سيكون مصير مشروع المقاومة لو اكتفى حزب الله بوضعه الحالي حيث نجحت الدعاية السعوديّة _ الحريريّة في دفعه إلى زاوية التمثيل الطائفي (وتحالفه مع التيّار الوطني الحرّ لا ينفي الصفة الطائفيّة لأنّ التحالف ليس بين قوى علمانيّة، ولأنّ جمهور التيّار سيميل أينما مال الجنرال عون، مع المقاومة أو ضدّها، مثلما مال الجمهور الحريري، مع المقاومة ثم ضدّها بعد 2005 _ «ليلى على دين قيس فحيث مال تميلُ، وكلّ ما سرّ قيساً فعند ليلى جميلُ»)؟ هل سيقبل الحزب بوضعه في خانة التمثيل الطائفي الضيّق؟ وهل سيضعف هذا من شعبيّة مشروع المقاومة في العالم العربي؟ لا يبدو أنّ الحزب يحسن مقاومة الصيغة التي أرادت السعوديّة وإسرائيل إلصاقها به وبشخص زعيمه: أنّه حزب ينحصر في طائفة واحدة في لبنان تتمتّع بتحالفات إقليميّة ذات صبغة مذهبيّة. الحزب كان يمكنه أن يستغلّ انطلاق الانتفاضات العربيّة من أجل أن يصبح حزب مقاومة وتمرّد في كل العالم العربي، كي يخرج من الأسر الطائفي.
خامساً، طبعاً، ليس من السهل على الحزب فك تحالفه مع النظام السوري. الحزب مُحاصر من إسرائيل وحلفائها العرب، ونصف الشعب اللبناني حليف قوي ووقح للعدوّ الإسرائيلي (كل من يبدأ جملته في لبنان بعبارة «إنّ إسرائيل عدوّ» هو حليف وثيق لإسرائيل ويريد من خلال العبارة الاستهلاليّة التغطية على اعتناقه لعقيدة إسرائيل في المنطقة العربيّة). البحر يخضع لمراقبة من قوّات متحالفة مع إسرائيل، والعدوّ متربّص ببرّ لبنان وبجوّه، والحزب لا منفذ له إلا في تلك المناطق من سوريا التي لا تخضع لقوات الجيش السوري الحرّ ولا للقوات اللبنانيّة الحريريّة والسلفيّة والمتحالفة معه. إنّ المقاومة تحتاج إلى إمداد مُستمرّ من السلاح والعتاد في مواجهة عدوّ يملك أكبر ترسانة من السلاح التقليدي وأسلحة الدمار الشامل في كل المنطقة. وهذه الحاجة إلى المعبر السوري تحكم مسار موقف الحزب من النظام. لكن الحزب لم يجاهر بذلك، ولو فعل لكان الجمهور العربي العام قد تفهّم (أو لم يتفهّم) عاملاً مهماً (وغير طائفي) في العلاقة.
سادساً، لنفترض أنّ الحزب قرّر باكراً اتخاذ موقف الداعم للمعارضة السوريّة، هل كانت قوى تلك المعارضة (خصوصاً الخارجيّة الخاضعة لنفوذ الإخوان والسعوديّة وقطر وأميركا) ستبادل الحزب بالدعم وباعتناق خط المقاومة وبالمجاهرة بتأييد الحزب في سياساته؟ لا، بالتأكيد. إنّ موقف الإخوان ومَن لفّ لفّهم، وموقف العصابات المنضوية تحت عنوان الجيش السوري الحرّ، كان محسوماً سلفاً ومُتناسقاً مع مصلحة الدعاية الإسرائيليّة التي تتقاطع مع موقف قطر والسعوديّة. والدليل أنّ نقد حزب الله واتهامه بمناصرة النظام السوري لأسباب محض مذهبيّة (وكأنّ تلقّي العون العسكري غير ذي بال للحزب) صدر في الأيّام الأولى من الانتفاضة، عندما كان موقف الحزب لا يختلف عن موقف حماس، مثلاً. لو أنّ الحزب قرّر دعم الانتفاضة السوريّة، لكانت المعارضة السوريّة الخارجيّة قد طالبته بإرسال مقاتلين لدعم الجيش السوري الحرّ، ولكانت قد انتقدته لو تمنّع عن ذلك. إنّ أجندة المعارضة الخارجيّة والجيش السوري الحرّ مُقرّرة سلفاً: وهما أصرّتا منذ بداية الأزمة على أنّ هناك متطوّعين من حزب الله ومن «جيش المهدي» (وجيش المهدي يتمتّع بكفاءة قوّات تيّار الحريري في موقعة 7 أيّار) ومن الحرس الثوري الإيراني. لم تتم، مثلاً، الإشارة إلى عناصر درزيّة أو سنيّة مؤيّدة للنظام في لبنان، وذلك لأنّ الغرض المذهبي _ الصهيوني يريد عزل الحزب عن صورة المقاومة. لهذا، فإنّ نقد موقف الحزب من قبل 14 آذار السوريّة أو اللبنانيّة يفتقر إلى الصدقيّة، وخصوصاً أنّ 14 آذار السوريّة لم تنتقد التقارب قبل سنتيْن بين سعد الحريري والنظام السوري (وهذا ليس بالمستغرب خصوصاً إذا ما استعدنا مرثيّة ياسين الحاج صالح عن رفيق الحريري).
سابعاً، إنّ إشكاليّة العلاقة بين المقاومة والطائفيّة التي تسم عقيدة الحزب وتركيبته الاجتماعيّة تتفاقم. طبعاً، استطاع الحزب أن يمثّل تجربة فذّة في مقاومة العدوّ (وفي رصده ومكافحة تجسّسه وإرهابه) _ وهذه التجربة تفوّقت على كلّ تجارب مقاومة إسرائيل العربيّة، كما أنّها تُعدّ من أفضل تجارب مقاومات الاحتلال العالميّة _، لكنّه خلافاً لتجارب تاريخيّة في المقاومة، لم يستطع أن يحوز السلطة السياسيّة التي سقطت في يد كل المقاومات العالميّة. إن ّعدم تنوّع التمثيل الطائفي للحزب يمنعه من التقدّم نحو الاستيلاء على السلطة ويضعه في موقع الضعف والتردّد في الشأن الداخلي اللبناني.
ثامناً، كان يمكن الحزب أن يناصر، من موقعه، النظام السوري مع احترام رغبات الشعب السوري _ أو بعضه على الأقل _ ومع احترام ضحايا نيران النظام السوري. لم تبدر عن الحزب إشارة احترام لإرادة قطاعات كبيرة من الشعب السوري، وهي تعارض مشيئة الحزب والنظام السوري. أكثر من ذلك، يتجنّب الحزب في خطب حسن نصر الله أي نقد لأنظمة الخليج الرجعيّة، لكن نصر الله ساجل قيادة المجلس الوطني السوري _ على علاّت ذلك المجلس. كان من الأفضل لو أن نصر الله توجّه بالكلام إلى قيادة السلالة السعوديّة والقطريّة التي تسيطر بالكامل على مقدّرات المجلس هذا. وعندما ذكر نصر الله في خطاب له ما يجري في حمص، ذكر أنّ مصادره أخبرته أنّ «لا شيء» في حمص، مع أنّ ضحايا من المدنيّين ومن غير المدنيّين كانوا يسقطون في حمص _ ولا يزالون.
إنّ الحرب على الحزب كحركة مقاومة (لأن الجوانب الأخرى للحزب لا تعني أعداءه، لا بل إنهم يستحسنوها) تستمرّ بطرق مختلفة منذ وضعت حرب تموز أوزارها. كلّفت أميركا وإسرائيل النظام العربي الرسمي الاستمرار بالحرب بطرق مختلفة مذّاك. والحزب لا يحسن الحرب الدعائيّة إلا ضد العدوّ الإسرائيلي، فيما يعتري أداءه على الساحة العربيّة الكثير من الارتباك ومن الترددّ ومن الصمت المطبق _ وهذا من أسوأ وسائل الدعاية السياسيّة. لكن الحزب يتعامل مع النظام السوري الظالم والقمعي وكأنّ آل الأسد باقون في السلطة إلى الأبد. لا يمكن الحزب أن يستمرّ بمشروعه الكبير (المُتعلّق بالمقاومة، لأنّ مشروعه السياسي الداخلي في لبنان يبدو أنّه لا يختلف عن المشروع السيّئ لحركة أمل) من دون حالة من الودّ والتقارب مع الشعب السوري _ أو معظمه. إنّ موقف الحزب من الأزمة السوريّة ضعيف أخلاقيّاً، ومفيد لأعداء المقاومة. للحزب أسبابه في الدفاع عن النظام في أزمته الوجوديّة، لكن أولاد درعا يستحقوّن من الحزب دمعة على أقل تقدير.
* أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة كاليفورنيا (موقعه على الإنترنت: angryarab.blogspot.com)
43 تعليق
التعليقات
-
المُغالاة في الموالاةالكاتب أبدى رأيه في هذا المقال بأن الحزب ارتكب بعض الأخطاء التي ستؤدي إن لم تكن أدّت إلى الإضرار بموقعه ودوره وأهدافه علماً بأن غايته كانت واضحة وهي محاولة لفت الأنظار إلى ذلك خوفاً على مصالح الحزب. إلا أن جهابذة المغالاة في الموالاة ارتأوا، بماأن قيادة الحزب والقيادة في سوريا هم مجموعة من الآلهة لم ولا ولن تخطئ أبداً، أن فعله هذا جريمة يستحق عليها التشكيك بعلمه ونزاهته وصولاً إلى تخوينه واتهامه بالعمالة. علماً بأن الواقع الذي لا يختلف عليه إثنان هو أن الأمور على الأرض ازدادت ولاتزال تزداد سوءاً، وإن كان سبب ذلك بنظر الموالين هو المؤامرة الكونية فإن نجاح أو على الأقل تطوّر هذه المؤامرة اعتمد بشكل أساسي على نجاعة حلول القيادة السورية ومواقف الحزب المتعلقة بالأزمة والتي ربما كانت متوَقعة من قبل أصحاب المؤامرة من قبل البدء بها. طالما أن القيادات المذكورة هي بشر في النهاية تخطيء وتصيب، فإن احتمال ارتكابهم لأخطاء في المواقف والتصرفات في هذه الأزمة يجعل من المصفقين لهذه التصرفات والمواقف أكثر الناس إلحاقاً للضرر بهذه القيادات.
-
أسعد أبو خليل بدأ يفقد البوصلة!إلى المعلق "سني مع المقاومة حتى القدس"! شكرآ جزيلآ لك، كلامك يعبر بالضبط عما أفكر به!
-
كالعادة مؤخراً تفوح من مقالاتكالعادة مؤخراً تفوح من مقالات الكاتب المرموق رائحة انعدام الترابط و دس السم في العسل، هذا ان لم تفح روائح اخرى اشد عفنا احب ان أطمئنك ان حزب الله لم يخسر شيئا على الاطلاق... فمن كان معه بقي معه... ومن كان ضده بقي كذلك... و العقليات التي تدير حزب الله هي بالتأكيد اكثر رجاحة من اوهامك و تخيلاتك
-
شكرا لك د.أسعد دائما تغنيناشكرا لك د.أسعد دائما تغنينا بأفكارك وبصراحتك وجرأتك. نحن دائما بحاجة إلى رؤية الإيجابيات والسلبيات عند كل طرف وفي أنفسنا أولا, وبغير ذلك لا نستطيع أن نتحسن.
-
اقتراح جنونييبدو أن الحلّ الأفضل لكي تكون غير طائفي , هو أن تكون سنيّاً ومع المقاومة , الطائفية حالياً في العالم العربي في أعلى منسوب لها ربما منذ موقعة الجمل,وستقضي على أي فرصة لصيغ العيش المستقبلية , وكل الكلام الأدبي والحالم عن أهمية التنوع وإغنائه للمجتمعات يبدو أنه هراء بهراء , سأدعو لحل جنوني فجماعة حقوق الإنسان و الأقليّات والحيوان ليسوا بأفضل مني , ما رأيكم أن نعتنق السنيّة كمذهب ديني جمعاً , وأن نعتنق المقاومة كحزب سياسي جمعاً , أليس هذا الحلّ أفضل من كل الكلام واللغو عن التنوع والتعايش والإندماج والديموقراطية .
-
هذا هو السؤالفكرت كثيرا فبل ان ابدي اي راي لمقالك هذا الاسبوع لانني من القراء المتابعين وخاصة لرايك. ولكن بعد القراءة عدة مرات واستنتاج انه اعني المقال فارغ من كل محتوى والمعرفة ايضا مثلا وليس حصرا الاعلامي سالم زهران الذي تعترض على كلامه على المنار و تصفه بالطائفي , هو لمعلوماتك سني .. .. و سوري قومي اجتماعي كمان (اعتقد ان هذه كافية لنفي تهمة الطائفية عن الرجل!) سؤالي هو هل انتظمت تحت مظلةهؤلاء الكتاب امثال عزمي بشارة لكن بتمويل امريكي وليس قطري ماذا جرى للاستاذ اسعد؟ هذا هو السؤال
-
بدون أملكما نرى يا دكتور اسعد من خلال هذه الردود أن لا أحد لدينا يسمع الآخر هنا في سوريا ( وهذه تربية ليست حديثة العهد كما تعرف ) الجميع يتبنى الكفاح المسلح و " انصر أخاك "و ابن طائفتك او عشيرتك أو حتى حارتك ولو كلف ذلك سوق آلاف الاكاذيب في الدقيقة .. على كل حال لا تنسى أن عشرة زعران " إذا لم نقل شيئاً آخر " كافيين للرد على ارسطو وافلاطون و جان بول سارتر بكل سهولة ويسر مع القليل من السخرية من مستواهم العلمي والثقافي جميعاً .. شيلة بيلة على حد قول بعض السوريين القدماء
-
استغرب من الرفيق أسعدعزيزي.. لماذا يتم عدم التصديق عمداً عن دعم الحزب للنظام بالمقاتلين (2000)بحسب ويكيليكس المنشورة في الأخبار .. يا رجل الحزب يقاتل في سورية ضد الشعب السوري .. لماذا تغطي الشمس بكفك؟ والحزب لا يحتكر فكرة المقاومة(كما فعل على عقود) وتحرير فلسطين يبدأ من تحرير دمشق. وثيقة العهد الوطني على ضعفها تقبل "بكل الاشكال الممكنة لتحرير الجولان" بما فيها الخيار العسكري.وفي النهاية الشعب السوري هو من سيحدد الخيارات المقاومة وليست المعارضة البعيدة عن الحراك وغير المؤثرة فيه. صديقي نحن نراهن على الشعوب (بعلاتها وأمراضها)
-
أسعد الشعب العربي لا يعوّلأسعد الشعب العربي لا يعوّل عليه, سنة و أكثر من نصف السنة مرّت و لم يعٍ بعد هذا الشعب (...) أن أميركا تحرّكهم كأحجار الشطرنج, هذه الشعوب لا تساوي فلساً لذا لا أعتقد بأن حزب الله يأبه برأيهم اليوم, فليفعلوا ما يريدون, حزب الله مجهّز للمواجهة على كل المحاور و قد أنهى التحضيرات لمعركة كهذه, النظام السوري يقضي على المسلحين الذين يتوعدّونه بالقتل و هذا كاف لدعم بشار الأسد دعماً كاملاً, بشار لن يسقط يا أسعد, و أعداء المقاومة إلى الجحيم
-
الحرب هي على حزب الله وليس على النظام في سورياهناك نقطة أساسية لم يذكرها كاتب المقال مع انه يمكن للقارئ ان يستنتجها في بعض المقاطع، وهي ان الحرب القائمة على النظام في سوريا تستهدف حزب الله بالدرجة الأولى وليس النظام في سوريا، بمعنى انه لو كان النظام غير داعما للمقاومة لما كانت المعارضة السورية حظيت بدعم المحور الأميركي-السعودي-التركي. اذا الحرب هي على حزب الله ومحور المقاومة وكل من يدعمه، فكيف يتوقع الكاتب ان يتخذ الحزب موقفا مغايرا؟
-
سؤال الى الاستاذ اسعد : هل انسؤال الى الاستاذ اسعد : هل ان الشعب السوري كله موافق على تصرفات ما يسمى معارضة خارجية أو ثورة ؟؟ وهل انهم كلهم موافقون على آراء هيئة التنسيق أو المنبرر الديموقراطي أو حزب البعث .. إلخ ؟؟ قد قمت بالربط بين ما يحصل في المنطقة عامة وحزب الله، وبذلك تقول ضمنا ان هناك علاقة وطيدة بين ما يحصل وبين تحالف سوريا - ايران - حزب الله .. وهنا سؤال آخر : من المستفيد من سقوط سوريا يا استاذ أسعد ؟؟؟ التحليل السياسي يا سيدي بحاجة الى الرؤية الشاملة وبخاصة فيما يتعلق بموضوع مثل موضوعك ، وقد خرجت عن هذا وكأن مقالك ينصب نحو سوريا / النظام السوري/ حزب الله .. هذا عدا عن تجاهل الكثير من الوقائع التي ذكرها بعض السادة المشاركين في التعليق .. اختم بالقول : أراك تكرر مقولات 14 آذار باسلوبك .. ومعذرة
-
نتمنى من الأستاذ أسعد أن لانتمنى من الأستاذ أسعد أن لا ينكر فضائل النظام السوري على المقاومة التي لم تكن لتحقق هذه الانتصارات الباهرة لولا حكمة حافظ الأسد وبعد نظره و متابعة بشار الأسد لنهجه من بعده في دعم المقاومة و التحالف مع إيران الثورة ...... ولكن للآسف فإن التطرف في الآراء يصيب بالعمى الفكري
-
كيف يطلب الكاتب من الحزب المبادرة إلى ارتكاب ما يوجب فشله؟كان يمكن التصديق، أن الكاتب حريص على مصلحة الشعب السوري، لو أنه لم يقم يتحريضهم وتشجيعهم على السير نحو الهلاك.كان أجدى به لوم المعارضين الذين وضعوا أولاد درعا وغيرها في آتون المأساة، ما استدعى ذرف الدموع.كان أجدى به لو أنه طلب من المعارضين أن ينظروا إلى الأولاد وغيرهم إليهم بعين الرحمة. لعل الكاتب يعتقد أن معارضي النظام لن يتكبدوا بخسائر ويدفعوا أثمان من بينها مقتل أطفال.هل يراد مكافئتهم؟إذا كيف السبيل إلى ردعهم، إن لم يتم إيلامهم؟من غير المعقول أن يوضع النظام في وضع حرج جراء معاناة وآلام معارضيه، وهو يريد بذلك ردعهم.هل غاب عن ذهن الكاتب، أن النساء والأطفال نقطة ضعف ضد من يخوض القتال والحروب؟أم أن الكاتب يريد أن يحول نقطة ضعف المعارضين لصالحهم؟ كيف ثبت، أن مجرد قيام الحزب بتقديم الدعم والتأييد للمعارضين، سيؤدي إلى بلوغهم كامل مرادهم وهدفهم، ومن ضمن ذلك سقوط النظام؟كيف يطلب الكاتب من الحزب القيام بفعل غبي، بحيث يقف مع أميركا التي فشلت مع حلفائها في حربهم ضده؟ألا يعلم أن مخالفتهم الحق سبب فشلهم في حرب تموز؟ كيف يطلب من الحزب المبادرة إلى ارتكاب ما يوجب فشله، إذا؟
-
دكتور اسعد قرأت مقالك اكثر مندكتور اسعد قرأت مقالك اكثر من مرة من شدة اعجابي بكل ما تكتب ان كنبت الحقائق ولكن بين السطور رايت دمع اعينك على الشعب البريئ المظلوم هل تعلم ان الطائرات المروحية كانت تضرب الصوايخ ونحن نشاهد هذا المنظر المقرف من على شرفات منازلنا وهي تقصف الاعداء في ريف دمشق ؟نحن او انا مع المقاومة ضد العدو ولكن الشعب ليس عدوا للنظام هو ابن الدولة هل يجوز ان تدفن عائلات بأجمعها تحت الانقاض فقط لانها تقطن منطقة ما؟ الفقر والجوع واللذين ليسوا لهم مكان يهربون اليه ماتوا في بيوتهم تحت القصف الهمجي من الدبابات والصواريخ من الطائرات .اما عن سالم زهران فاشكرك جدا جدا لانك كتبت عن كثير من الناس ومعك حق في كل كلمة قلتها اشكرك من كل قلبي .
-
دكتورألحزب محاصر يا دكتور ولا يحسد على وضعه فكيف تريده أن يتصرف؟
-
حيرتو الله تبعو للحزب !ان سكت بتقولو ليش ساكت ! و ان حكي ما بيعجبكم حكيو ! شو تعجيز و مزايدات الشغلة ...
-
كبيركبير
-
المصداقيهنعم كلامك صحيح
-
لكونك "تواكب " الأحداث ,لكونك "تواكب " الأحداث , ولأنك "إعلامي " , ولأنك "دكتور " ولأنك " في مصنع الحرية الإعلامية " , ولأنك لا تترك فتفوتة من تفاصيل تحالفات "النظام " السوري : أسألك : لماذا لم تضيء ولو شمعة على حادثة اغتيال محطة ا لإخبارية السورية ؟ ... إيدي فوق راسك "قسم العامة الذين تحبونهم أنتم الرفاق " , أو أستحفلك بالله "قسم المتدينين " ...لو أن الحادث وقع لسواها : هل كنت ستسكت ؟؟؟ ولو وقع هذا الإجرام القذر الموصوف بحق سواها هل كنت ستغير الموضوع ...يا دكتـــــــــــــــــــــــــــــور؟؟
-
اسعد خليل انت جاهل ومدعي علمستبدي لك الايام ما كنت تجهله وياتيك بالاخبار من لم تزود
-
استاذ اسعد ماعد فهمت عليك من تناقضكالمعارضة السورية شتمت حزب الله من اليوم الاول وقبل ان يخرج الحزب باي موقف مامون الحمصي مثالا الهتاف من الاسبوع الول كان لاايران ولاحزب الله بدناسني يخاف الله (الثورة الخضراء في ايران كان هتافها لاحزب الله ولاحماس فقط ايران فقط ايران)هل شاهدت مخرج واحد في البلدين ام لا عزيزي البرفوسور السيد حسن في اول الخطاب الاول وقبل سقوط الدماء وقبل ان تبرز انياب اصدقاء سورية الجدد على وزن المحافظين الجدد طلب من الشعب السوري ان يجلس مع رئيسه ودولته والوصول الى حل يرضي الجميع حفاظاط على الوطن السوري والدم السوري والشعب السوري والجيش السوري ربما فاتك الخطاب برفوسور وبالنهاية انت وغليون تتشابهون بالدرجة العلمية اسئل الله ان لاتتشابهو بدرجة التبعية
-
تعليق بسيط و خفيفلا نجد الا التطرف يا ريت تحدد انت مع مين مع المقاومة زلا مع اسرائيل لا مكان وسط في هذا الصراع الواضح لدينا انك لست مع المقاومة وفهمك كفاية
-
المعارضه الوطنيهولو حزب الله واعلامه مارسوا العمل الاعلامي بحياديه ودعموا موقف هيئة التنسيق لكان افضل بكثير ...هويعزي المفتي بشهادة ساريه ولا يعزي شهداء سوريا المدنين وبشار يقول 6 اشهر سلميه لم يتضامن حزب الله ول بموقف واحد معالشعب السوري ولو كان فعل لاسكت المجلس اسطنبول.وايضا هو لم يدن الليبين لاستخدامهم السلاح بل وقف معهم مع انا كان فيه تدخل خارجي .ومع ذلك لوكان ساكت في موضوع البحرين كان افضل .لانه صار الامر طائفي يعرض قمناة المنار اعتقال نبيل رجب ولاتعرض اعتقال ابناء فايز ساره مثلا؟؟؟؟
-
مقال جميل أستاذ أسعدمقال جميل أستاذ أسعد
-
عن حزب الله والمسألة السورية4الرابع عشر: بإعتقادي أنه يمكن التمييز بشكل كبير بين مختلف قطاعات النظام, وبإعتقادي أن حزب الله يفعل ذلك بمعنى أن الحزب لا يؤيد النظام بالكامل بل هو على الأرجح يملك ثقة كبيرة بشخص الرئيس بشار الأسد وليس بالضرورة كامل النظام_المليء بالفاسدين كما هو معلوم_, لقد أثبت الرئيس الأسد أنه مبدئي وثابت وهو جاد في الإصلاحات, والحزب يرتبط بعلاقة حلف مع النظام لا تبعية وهذا أمر أكيد. الخامس عشر: لا داعي ليذكرنا الأستاذ أسعد دائما "بالطبيعة الطائفية لحزب الله" لأنه موضوع يحتاج إلى تدقيق,ولأنعقيدة الحزب موضع فخر بالنسبة له ولجمهوره, ولأن الحزب منفتح وليس مذهبي بالمعنى البغيض لهذه الكلمة, وليس كل من تبنى فكرا يصبح طائفي لأنه ببساطة سيكون العلمانيون أكبر طائفيين في التاريخ خصوصا وان بعضهم يبرعون في السخرية من أصحاب الديانات. السادس عشر: كان لعقيدة حزب الله دور أساسي في نجاحاته وإنتصاراته العظيمة. السابع عشر: إن كان لي أن أنصحك نصيحة صغيرة يا أستاذ أسعد, أنصحك بالمزيد من الإطلاع على فكر حزب الله ومنهجيته وأنماطه في العمل, مثلا مبدأية حزب الله تمنعه من الرد بخطاب مذهبي مضاد أو خطاب دعائي كاذب في مواجهة الحملات الإعلامية المتوحشة لقوى الظلم في هذا العالم...وقد يكون للحديث تتمة لأنني نعست وأريد أن أنام...
-
كيف نرضيككيف نرضيك رغم أنك لا تستحق الإرضاء ولا يعنينا رضاك . حافظ الأسد المحاط برجال من كل الطوائف والذي عاش ومات دون أن يعترف بالطائفية , و بشار الأسد الذي لم يبدر منه أي شيئ يوحي بانه طائفي حتى في حياته الخاصة واحد لأدلة زوجته, وكذلك أخوه بتصرفاته وأصدقائه وزوجته الذين يشهدون جميعهم بعدم طائفيته , تأتي حضرتك وتريد غصباً من وراء مكتبك في أميركا أن تسم الحكم في سورية بما تريد من الطائفية و الأستبداد إلى سوء الإدارة وسوء السياسة . بالله عليك مالذي ومن الذي يرضيك ويعجبك , لو أنك تنظر لنفسك لوجدت أنك أسوأ من الذين تصفهم أنت بالسوء . هل عدم أنجرار سورية وحزب الله للمهاترات السعودية الطائفية هو سوء تصرف برأيك ؟ هل لك أن تتصرف كباحث امين وتترك مكتبك و تختلط بالواقع الذي تريد الكتابة عنه . كنت أحترم كتاباتك حتى قرأت لك عن وقائع أعرفها شخصياً فأكتشفت مدى بعدك عن الواقع ومدى قربك للقوالب الجاهزة السهلة والتي تصدقها الأغلبية . أنت شخص مفكر وقارئ وجريء و ذاكرتك ممتازة ينقصك الخروج من الطريقة الأمريكية بالحكم على الأمور من بعيد وبطريقة سفسطائية.
-
عن حزب الله والمسألة السورية3الحادي عشر: خلافا لما يمكن أن يعتقده البعض لا يعتني حزب الله بموقف الآخرين منه بشكل مبالغ فيه, وهذا يعود في جزء كبير منه إلى العقيدة الفكرية للحزب, لذلك لن "يبكي" السيد حسن نصر الله إن قال أحد ما في العالم العربي أنه لا يؤيد حزب الله أو لا يحب المقاومة, الأهمية الكبرى يعطيها الحزب لتنمية بيئته الحاضنة القريبة واللصيقة لكونها تفيد بشكل كبير في مواجهة أي عدوان, فلنلاحظ ماذا قال السيد حسن نصر الله في حرب تموز قال:إنه لا يطلب شيئا من أحد في العالم. الثاني عشر: يخطئ البعض في تصوير موقف حزب الله من النظام في سوريا بإعتباره موقفا مرتبطا فقط بموضوع السلاح وما شابه, وهذا أيضا من نتاج محاولة فهم موقف حزب الله إنطلاقا من الرأي الشخصي لهذا البعض مما يحدث في سوريا دون الأخذ بالإعتبار أن لحزب الله موقف وقراءة مغايرة. الثالث عشر: سيتفاجأ الأستاذ أسعد_ربما_ أن مواقف غالبية مؤيدي المقاومة ليست بشكل أعمى مع كل ما يفعله النظام, كذلك هنا في الضاحية حيث يسكن العدد الأكبر من السوريين_على الأرجح_ يجاهر الكثير منهم بمعاداته للنظام دون أدنى خوف وكثير من جمهور المقاومة عاش حالة تمزق عاطفي في بدايات الأحداث نظرا للتشويش الكبير في الصورة.
-
طلبعسى الأستاذ أسعد أن يفرد مقالا خاصا عن اولاد درعا, وان يفيدنا بهذا الموضوع. أستاذ اسعد التنظير سهل , العمل بأرض الواقع وعندما تكون حياة الكثير من الأبرياء رهن قرارك هو أمر غير الرياضة الفكرية التي نقوم بها على اهميتها. قم بزيارة ميدانية إلى اللاذقية واسمع ما حدث بالحفة علك تغير وجهة نظرك عن مطالب الشعب السوري الذي تجهلونه. أهل سورية أدرى بشعابها
-
عن حزب الله والمسألة السورية2خامسا: لدى حزب الله خشية حقيقية من موقف قوى المعارضة المسيطرة على الحراك, خصوصا وأن حزب الله يعلم أن بعض قطاعات "الثوار"_وهنا لاأتحدث عن القيادات_ لديها بعد مذهبي خطير في تحركها, ونحن نعلم أن قبل الأحداث السورية كان هناك من "المشايخ" من يحرض مذهبيا ضد حزب الله وإيران في سوريا. سادساً: لا دليل على كثير مما ينسب من جرائم للنظام, بل هناك ما يشي بحضور مخيف لحركات إستخبارية ترتكب مجازر لأهداف معلومة, طبعا هذا لا يعني تبرئة ساحة النظام من جرائم. سابعاً: يجب التفريق بوضوح بين نية القتل وإرتكاب الجرائم الوحشية, وبين إرتكاب أعمال قتل غير مقصودة لذاتها, وهذا ما قد يحصل مع النظام أحيانا, هذا لا يعني تبرير هذا الأمر ولكن التفريق واجب. ثامناً: لا يحتاج حزب الله ولا المقاومة الإسلامية دروسا في الإنسانية والأخلاق. تاسعاً: هناك من يدرس موقف حزب الله من زاوية نظرته الشخصية لما يحصل في سوريا, دون أن يلتفت إلى أن لحزب الله قراءة مختلفة وجدية لما يحصل. عاشرا: يدين بعض المسؤولين في حزب الله قتل المدنيين في سوريا من قبل النظام في لقاءات غير إعلامية_لا يعني أنها لقاءات سرية_.
-
عن حزب الله والمسألة السورية1أولاً: قلتَ يا أستاذ أسعد "والنظام منذ أيّام موسى الصدر فضّل حركة أمل على منافسها الشيعي", والسيد الصدر أختطف عام 1978, أما الحزب فمعلوم أنه أنطلق عام 1982. ثانياً: قلتَ أيضا "هذا من دون نفي تأثير هذا البعد...على الأقل على نطاق الجمهور العريض للحزب" أستطيع أن أؤكد لك أن هذا البعد لا حضور له عند الغالبية, وخصوصا بين الجمهور المتدين والمقرب من المنهج الفكري للحزب خصوصا أن المذهب الذي ينتمي إليه الرئيس الأسد ليس مذهبا شيعيا أصلا. ثالثاً: الحزب لا يملك أصلا سلاحا فعالا ضد الغباء المستشري, الذي يدفع كثيرين للتصديق بأن الخطر الإيراني أسوأ مليون مرة من خطر "الشيطانة الصغيرة والقوية والديمقراطية:إسرائيل". رابعاً: صمت حزب الله _الغير كامل_ في مواجهة التحريض المذهبي قد يكون أفضل الحلول ولا دليل على أن حلا آخر سيكون أكثر فائدة, من المهم الإشارة أن التقصير في هذا المجال يقع بشكل أكبر على الحلفاء السنة للمقاومة لأن صوتهم سيكون أكثر تأثيراً في مواجهة فتنة آل سعود.
-
كان أجدى، لو أن الكاتب سلط الضوء على أخطاء وعيوب الحزب وبحث فيهاقال تعالى"وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ"(آل عمران 126).ولكن هل الكاتب يريد إقناعنا أن النصر من عند معارضي النظام السوري، الذين يتصرفون على أساس، أن النصر من عند أمريكا؟ يقول الكاتب:{لنفترض أنّ الحزب قرّر باكراً اتخاذ موقف الداعم للمعارضة السوريّة، هل كانت قوى تلك المعارضة(...)ستبادل الحزب بالدعم وباعتناق خط المقاومة وبالمجاهرة بتأييد الحزب في سياساته؟فأجاب: لا، بالتأكيد. إنّ موقف الإخوان ومَن لفّ لفّهم،...كان محسوماً سلفاً ومُتناسقاً مع مصلحة الدعاية الإسرائيليّة التي تتقاطع مع موقف قطر والسعوديّة}. أن ألفت انتباهه إلى مثال أهم: هم يتهمون الشيعة بالنفاق ويكفرونهم، رغم أنهم إقرارهم بشهادة الإسلام وأنهم يصلون ويحجون...وإلخ، ولكن هذا كله لا يكفي ليصدقوا أنهم مسلمون، فكيف سيصدقوهم إذا وقفوا ضد النظام السوري؟ كان أجدى لو أن الكاتب لام الحزب على تغطية الظالمين ومشاركتهم ودعمهم ومناصرتهم على الفقراء والمساكين والمستضفين الذين تخلى عنهم ولم يعرهم أي اهتمام، بدل لومه على عدم تقديم الدعم للذين تقف الأمم وتتداعى لأجلهم، وهو في وضع يقدرون معه على تقديم الدعم لمن هم بحاجة حقيقية له.
-
المقاومة لن تطعن بالظهر من حمى ظهر مجاهديها 24-الحزب ايد انتفاضات مصر و تونس و البحرين لسلميتها , اما من يريد التغيير عبر السلاح فليقلع شوكه بايديه .. 5-حزب الله حتما مع ارادة الشعوب , فاين هي ارادة الشعب السوري التي تتحدثون عنها ليلا نهارا ؟؟ .. فرجيني ياها لشوفها انا كمان ؟!؟! السيد شاهد بعينه الملايين تتظاهر و تهتف للاسد , و شاهد بالعين الاخرى عشرات الالاف تهتف ضده , فاين تكون الارادة الشعبية حينها يا استاذ العلوم السياسية ؟؟؟ 6-اخر ناس بيحقلهم ينتقدو حزب الله على موقفه من المسالة السورية هم المعارضين السوريين (كلهم - مجلس وطني و هيئة تنسيق .. و خلافه) .. بس يطّلعو بيان واحد مذكور فيه كلمة دعم المقاومة , و عندما يتعهدون علنا (وخطيا ايضا!) بامداد المقاومة بالسلاح و الصواريخ كما يفعل الاسد (على الاقل فليسكتو من يهاجمها من بين صفوفهم!) , ساعتها يتفلسفو و يفتحو فمهم .. و اخيرا (و اتمنى ان تكون لمرة اخيرة!) , حزب الله يا استاذ هو حزب ديني , و ليس طائفي (و شتان بين الاثنين لمن يفهم الفرق) , و من يتهمه بالطائفية فليقدم لي دليلا ؟ انا ساعطيك دليلين سريعين على انه خلاف ما تقولون : 1-هذا الحزب صار عمره فوق الثلاثين سنة (عقبال المية انشالله) , و فيه الالاف من القيادات و الكوادر و المشايخ من السيد و نزول , و هؤلاء على مدى ثلاثين عاما القو مئات الاف الخطب و الكلمات و المحاضرات و الندوات و اللقاءات الاعلامية و المجالس العاشورائية الخ .. يتبع
-
المقاومة لن تطعن بالظهر من حمى ظهر مجاهديها 3اتحدى اي كان ان ياتي لي بكلمة واحدة (فقط واحدة) فيها نفس طائفي او مذهبي ... او تحريض على طائفة او مذهب اخر ...او الادعاء بان للطائفة الشيعية الكريمة حقوق و مظالم (و هم لديهم الكثير) , و ان الحزب مكلف بالدفاع عن حقوق ’’الطائفة’’ كما تفعل كل القوى السياسية اللبنانية في طول لبنان و عرضه.. يا رجل , في حزب ’’طائفي’’ يضحي بالاف مؤلفة من شبابه و ابناء ’’طائفته’’ .. و يضع جمهور ’’الطائفة’’ كلها عرضة للمجازر و الابادة .. و بتدمير قراهم و مناطقهم و بيوتهم و ارزاقهم (عشوي رح يضحي بالطايفة كلها!) .... من اجل فلسطين و القدس ؟!؟!؟! لك يا ريت كل الطائفيين مثله ! و مع ذلك لازم نشكرك انك لم تتذكر شيئا لتكتبه في ذكرى انتصار تموز ... الا هذه المطالعة النقدية حول موقف المقاومة مما يجري في سورية !
-
المقاومة لن تطعن بالظهر من حمى ظهر مجاهديها 1احترنا يا قرعة منين بدنا نبوسك ! يا حبيبي يا استاذ , انت بروفيسور عريق , في جامعة امريكية مرموقة , و كان ممكن تنتقد اداء حزب الله في مواضع عديدة بموضوعية , و ما كان في لزوم للافتراء او دس معلومات مغلوطة او خلط شعبان برمضان لاداء هذه المهمة .... 1-قبل اجتياح العراق , طرح سيد المقاومة وقتها عرضا على اهل ذلك البلد (نظاما و معارضين) لانقاذ بلدهم و تجنيب شعبهم الويلات سماه ’’طائف عراقي’’ , فقامت القيامة حينها عليه و لم تقعد : النظام رفض لانه يعتبر المعارضين خونة و عملاء , و المعارضين (اشرسهم عليه كانت المعارضة الشيعية!) انهالو عليه اتهامات و شتائم و تخوين بحجة ان العرض ايراني سوري لانقاذ نظام صدام !!... و صار اللي صار بالعراق بعدها. 2-اليوم , موقف الحزب من سورية واضح وضوح الشمس لمن يمتلك بصيرة : الحوار - المصالحة الوطنية - وقف كل اشكال العنف من كل الاطراف (سماها السيد القاء السلاح من الطرفين)-اصلاحات سياسية يتوافق عليها الجميع .. و نقطة على السطر , فرجاء لا تقولو الحزب ما لم يقله ! 2-السيد حين تحدث عن ’’لا شيء’’ في حمص (يبدو انك شايف المقطع الممنتج على اليوتيوب!) كان يتحدث عن حادثة محددة توقيتا و مكانا , و لم يكن يتحدث عن كل احداث حمص .. 3-الاعلامي سالم زهران الذي تعترض على كلامه على المنار و تصفه بالطائفي , هو لمعلوماتك سني من بيروت .. و متزوج مواطنة سورية .. و قومي سوري كمان (اعتقد ان هذه كافية لنفي تهمة الطائفية عن الرجل!) ... بعدين المنار (مثلها مثل الاخبار) لا تتحمل مسؤولية كلام ضيوفها) .. منشوي كان عماد الحوت نائب الجماعة الاسلامية عم يهاجم النظام السوري على شاشتها!) .. يتبع
-
للأسف الشديد، يعاني في هذهللأسف الشديد، يعاني في هذه الأيام كل من قيادة السنية السياسية وقيادة الشيعة السياسية الازدواجية المفرطة في المواقف من الانتفاضات الجماهيرية. فبعدما هلل وطبل يوسف القرضاوي للانتفاضات في مصر وتونس وليبيا وسوريا، توقف عند انتفاضات البحرين والقطيف. ونعتهم "بالفتنة والمؤامرة". وكذلك فعل حسن نصرالله عندما هلل وطبل للانتفاضات في مصر وتونس وليبيا والبحرين والقطيف، وتوقف عند انتفاضة سوريا. ونعتها "بالفتنة والمؤامرة".