بعد مرور عام ونصف العام على ما اتفقت وسائل الإعلام الاميركية والمسؤولون الاميركيون على تسميته «الربيع العربي»، لم تتحقق الديموقراطية في مختلف البلدان العربية، ولا حتى في تلك البلدان التي شهدت سقوط أنظمتها المستبدة المدعومة أميركياً. فقد كان التغيير الرئيسي في المنطقة هو خسارة استقرار الأنظمة والانعكاس السلبي لعدم الاستقرار الجديد هذا على الاستثمارات الرأسمالية الإمبريالية وعلى الاستراتيجية الإمبريالية العامة في المنطقة. وهذا لا يعني أنّ الإمبريالية الأميركية، على الرغم من تعثرها وتخبطها في البداية، لم تعد قادرة على الإمساك بالعديد من خيوط اللعبة السياسية الجديدة في المنطقة والسيطرة عليها، بل ما يعنيه هو أنّها لم تعد تسيطر على كل تلك الخيوط. وهذا الافتقار إلى السيطرة الكاملة يعني أنّ الولايات المتحدة غير قادرة على استعادة الاستقرار، الذي يُعرّفه القاموس الأميركي على أنّه وجود أنظمة ديكتاتورية مطيعة للاملاءات الاميركية ولشريكها الأصغر في المنطقة، المستعمرة الاستيطانية اليهودية.في اليمن، بات الأميركيون اليوم الحكام الجدد المباشرين للبلد بدون منازع، ولم يعودوا يحكمونه عن طريق ديكتاتور عميل. فهاهم يقتلون اليمنيين وينكلون بهم دون رادع تحت ذريعة محاربة إرهاب تنظيم القاعدة، والتي لم يكن لها وجود أصل في اليمن قبل أن تقرر الولايات المتحدة التدخل في هذا البلد الفقير. أما الإرهاب الذي تمارسه القوات الاميركية وسفيرها إلى اليمن جيرالد فايرستين في البلاد فهو الإنجاز الأكبر لإدارة باراك أوباما منذ اندلاع الثورات العربية في كانون ثاني/يناير ٢٠١١. أما الدولة العربية الأخرى التي تمتلك فيها الولايات المتحدة سيطرة هائلة فهي البحرين. وعلى الرغم من كل المحاولات التي يقوم بها النظام البحريني الديكتاتوري، والمرتزقة السعوديون، مدعمين بالمساعدة العسكرية والأمنية الاميركية والبريطانية لهم لسحق الانتفاضة، فما يزال شعب البحرين المظلوم يقاومهم ببسالة لا تعرف الخوف ولا الكلل. وبينما يهجر رأس المال الإقليمي والامبريالي البحرين تدريجياً متوجهاً إلى الدول المجاورة ــ قطر والمملكة العربية السعودية ودبي ــ مصطحباً معه هجرة جماعية للمغتربين، تعزز الولايات المتحدة وجودها العسكري، فضلاً عن الازدياد في هيمنة السعودية في البلاد. وقد قدمت السعودية في أيار/مايو الماضي اقتراح ضم البحرين إلى المملكة بالكامل وتحويلها ديموغرافياً، سعياً منها للتخلص من هذه القضية برمتها ودفن فكرة أنّ هناك أغلبية شيعية مضطهدة من قبل نظام ملكي سني طائفي. وفي ثورتهم المستمرة، رد السعوديون في منطقة القطيف والأحساء على هذا الاقتراح في الايام القليلة الماضية مطالبين، في تحد لاستبداد النظام السعودي ومخططاته الامبريالية في البحرين، بالانفصال عن المملكة السعودية والاتحاد مع البحرين التي كانت مناطقهم تشكل جزءاً منها قبل ضمها من قبل الدولة السعودية في القرن المنصرم!
وفي ليبيا، ينعدم الاستقرار في طول البلاد وعرضها، ما عدا في القطاع النفطي، وهو الوضع الذي يوازي الحالة في العراق بعد تسع سنوات من الغزو الأميركي واحتلال البلاد. وقد ضمنت الانتخابات التي جرت أخيراً رجل حلف شمالي الاطلسي في السلطة، محمود جبريل، على الرغم من أنّ قدرته على السيطرة على البلاد (فيما عدا حقول النفط، والتي هي في يد منظمة حلف شمالي الأطلسي) شبه منعدمة. أما بالنسبة إلى المنافسة الانتخابية بين قطر والسعودية في تونس ومصر (يقوم السعوديون بدعم قوات الأنظمة المخلوعة والسلفيين في حين تقوم قطر بدعم الأخوان المسلمين)، فقد فاز القطريون فوزاً ساحقاً، على الرغم من أنّ السعوديين مصرون على فرض شروطهم. الأميركيون، كما هو متوقع، يتحالفون مع جميع الاطراف على حد سواء؛ فهم متحالفون مع المجلس العسكري في مصر ومع الأخوان المسلمين، فضلاً عن الأحزاب الليبرالية العلمانية. وفي تونس، تجلت حالة عدم استقرار الحكومة الجديدة في الصراع على السلطة بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وبين الجماعات العلمانية والجماعات السلفية، وبين الأجهزة الأمنية القمعية والجماهير المنتفضة. أما تعثر حزب النهضة والكشف عن طرقه الملتوية في الحكم، فقد كان آخرها منح زعيمه رشيد الغنوشي جواز سفر دبلوماسياً غير شرعي، في مخالفة صريحة للأعراف، والأخير ليس مسؤولاً منتخباً ولا معيّناً في الدولة. ليزيد في الطين بلة، فقد قام مسؤولون في الدولة التونسية بشتم والدة محمد البوعزيزي، أول شهيد للانتفاضات العربية، واعتقلوها بتهمة إهانة مسؤول المحكمة.
أما في المغرب والأردن وسلطنة عمان، فإنّ القمع والاحتواء، وهي الأساليب التقليدية للسيطرة التي ترعاها الامبريالية، لا تزال تمارس على قدم وساق بينما تسيطر الحكومات على الوضع في مواجهة مستويات مختلفة من التهديدات من جماعات شتى من المواطنين. وباستثناء الحالات الثلاث من مصر، وتونس، وليبيا، فإنّ قطر، والسعودية، والأميركيين متفقون على الاستراتيجية العامة بشأن كيفية التعامل مع الانتفاضات في كل مكان آخر (في البحرين، عُمان، الأردن، المغرب، وبالطبع في اليمن حيث تم تجاوز الخلافات مع خلع عبد الله صالح وتنصيب خليفته جيرالد فايرستين)، بما في ذلك في سوريا، حيث استراتيجيتهم قصيرة المدى تسعى للإطاحة بنظام الأسد.
ولا يزال الخلاف حول كيفية التعامل مع السلطة الفلسطينية قائماً، فالتحقيق الذي قامت به قناة الجزيرة الفضائية في الآونة الأخيرة عن ظروف وفاة عرفات جمع المزيد من الأدلة عن المؤامرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية على تسميمه، مما زاد من زعزعة استقرار السلطة التي أفلست مالياً على الرغم من جهود إسرائيل القصوى للحصول على قروض لها من صندوق النقد الدولي، وهي جهود لم تؤت ثمارها. وبينما ستمسي قطر مسرورة برؤية السلطة الفلسطينية تنهار، فهذا لن يسر الأميركيين ولا الإسرائيليين (ولا السعوديين بالطبع)، لهذا أُرسل عباس الى السعودية للتسول، كي يتم الحفاظ على السلطة الفلسطينية جاثمة على صدور الفلسطينيين.
لا شيء من هذا يبشر بالخير لرأس المال أو للاستراتيجية الأميركية. صحيح أنّ الجانب الأكثر أهمية من الاستراتيجيات الأميركية في المنطقة هو السيطرة على النفط والحصول عليه بأسعار رخيصة، فضلاً عن دعم الحساسيات بين بلدان المنطقة التي تبرر النفقات من عائدات النفط على شراء الأسلحة الأميركية، اسلحة لن تكون أي من هذه الدول قادرة على استخدامها، في حين أن شراءها هو بمثابة دعم اقتصادي للصناعة الحربية الاميركية. والواقع أنّ الأميركيين لا ينظرون بارتياب للحساسيات والتنافس بين سلطنة عمان ودولة الامارات العربية المتحدة، أو سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، فضلاً عن بين اليمن والسعودية، أو حتى بين قطر والسعودية، ما دام أي منها لن تتطور الى مواجهات عسكرية فعلية، إذ إنّ خيار الحرب هو احتمال يقتصر على هذه الدول مجتمعة (بما في ذلك الكويت والبحرين) ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية. شيء لم يتغيّر في هذا الصدد، على الرغم من أنّ «عدم الاستقرار» الداخلي في المنطقة الشرقية السعودية الغنية بالنفط، وفي البحرين، وسلطنة عمان يثير القلق، وهو ما يواجه الأميركيون (والاسرائيليون يهللون لهم وغالباً ما يقودون هذا الجهد) بحملة مشددة على ايران، وهي البلد الوحيد من العمالقة الاقليمية الثلاث المنتجة للنفط (البلدان الآخران هما العراق والسعودية) التي لا تزال خارج سيطرة الولايات المتحدة الكاملة. وقد سهّل تعريف الأنظمة الطائفية الحاكمة في الخليج الجماهير المنتفضة في البحرين والسعودية على أنّها شيعية وأنّ منتفضي عُمان إباضيون (بما أنّ السلطان العماني هو أيضاً إباضي، سعى السعوديون لتسليط الضوء على الاضطهاد المزعوم للسنة في البلاد) عملية الربط التي يقوم بها الأميركيون وطغاة الخليج بين ما يسمى التهديد الايراني والانتفاضات المحلية، مما يبرر المستوى الهائل من مئات المليارات التي تصرف على شراء الأسلحة الأميركية ويؤمن انخفاض أسعار النفط ويضمن نجاح أهداف السياسة الأميركية. وبما أنّ النفط العراقي وبنية الحكم للدولة لا يزالان تحت وصاية الولايات المتحدة، وأنّ القوى الأوروبية أحكمت السيطرة بسرعة على حقول النفط الليبية، فقد حافظت هذه الانجازات على هذا الاستقرار في المستقبل المنظور. أما الشائعات التي روج لها أخيراً عن رغبة القطريين باستئجار قناة السويس، والتي نفتها قطر، فهدفها طمأنة الأميركيين أكثر إلى أنّ «الربيع العربي»، الذي قام وما يزال يقوم بمشاركة ورعاية قطرية، لن يكون على حساب المصالح الأميركية، دون أن يدرك المروجون أنّ الاستقرار هو ما يضمن المصالح الأميركية في المنطقة، وليس الثورات. ينصح القطريون الأميركيين بالصبر ويطمئنونهم إلى أنّ المنطقة سوف تستقر بمجرد تولي الأنظمة الإسلامية الجديدة التي تكن المحبة للغرب ولدول الخليج الحكم وتعيد تقسيم الكعكة الاقتصادية لتشمل رجال وسيدات الأعمال الإسلاميين، إذ سيعود الوضع إلى ما كان عليه بالنسبة إلى الولايات المتحدة بعد ذلك بوقت قصير.
المواجهة الأخيرة بين الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي من جهة وبين السلطة القضائية وقيادة الجيش من جهة أخرى، والأميركيين من جهة ثالثة هي ربما المنافسة الأكثر سخونة في الوقت الراهن. وقد قيل إنّ الاميركيين قد شجعوا الرئيس المصري المنتخب حديثاً على تحدي السلطة القضائية وقادة الجيش الذين قاموا بحل البرلمان المنتخب. لكن خطوته المتسرعة في هذا الصدد جاءت بنتائج عكسية، إذ اضطر للتراجع بعد تعرضه للتهديد من قبل السلطة القضائية في البلاد، التي تم تعيين أعضائها من قبل الرئيس مبارك. قيام الولايات المتحدة أخيراً بدعم الإخوان المسلمين والتخلي عن المجلس العسكري كحليف رئيس، يرجع إلى الادراك الاميركي بأنّ جنرالات الجيش لن يكونوا قادرين على خدمة المصالح الأميركية بإعادة الاستقرار الى مصر، وذلك لأنّ المعارضة الشعبية لهم موحدة لدرجة أنّها لن تُقمع بقوة أقل من مستوى قمع النظام السوري، مما سيؤدي إلى هبة أكثر هولاً ستزيد من عدم الاستقرار في البلا. وبالتالي، لن يستطيع المجلس العسكري الصمود لفترة أطول. في المقابل، حصل الأميركيون على تطمينات ووعود من الزعيم النيوليبرالي للإخوان المسلمين، المليونير خيرت الشاطر، بأنّ الإخوان سيكونون حلفاء أفضل للنيوليبرالية ورأس المال الاميركي واستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الاوسط مما كان عليه مبارك. ويشهد القطريون باستمرار للأميركيين على استعداد الإخوان المسلمين لخدمة مصالح الولايات المتحدة. هذا هو الوضع الذي جعل إمكانية حدوث انقلاب من قبل الجيش ضد الرئيس المنتخب أقل احتمالاً، إذ إنّ الأميركيين يعارضون ذلك لا لنفورهم من الديكتاتورية (لا سمح الله)، بل نظراً للتحليل الاستراتيجي الجديد الذي يؤكد لهم أنّ انقلاباً كهذا لن يستعيد الاستقرار بل سيفاقم عدم الاستقرار. لكن المجلس العسكري عازم على الإثبات للأميركيين أنّهم قد راهنوا على الحصان الخطأ بتأييدهم للإخوان، وهو سبب اعتماد المجلس استراتيجية فعالة لإضعاف الرئيس الجديد عن طريق الحد من سلطاته وحرمانه من البرلمان في حين أنّ الليبراليين المصريين لا يدعمون حل السلطة القضائية (التي اتخذت قرارها لأسباب سياسية أكثر منها قانونية) للبرلمان المنتخب فحسب (وهو موقف يعتبر غريباً لأي قوى ديموقراطية ليبرالية في أي مكان في العالم، ولكنّه لا يثير دهشة ليبراليي مصر، الذين يعانون مثلهم مثل الكثير من الليبراليين العرب، من رهاب الإخوان المسلمين، إن لم يكن من رهاب الإسلام بحد ذاته)، ولكن أيضاً دعا عضو من صفوفهم، وهو المليونير ورجل الأعمال ممدوح حمزة، الجيش إلى القيام بانقلاب على الرئيس المنتخب.
ويستمر الأميركيون، كجزء من استراتيجيتهم الشاملة في المنطقة، بعلاقاتهم الوثيقة مع الجنرالات ومع الليبراليين على الرغم من اقترابهم الأكبر من الإخوان. وقد دعا السعوديون الرئيس مرسي إلى قطع جدول أعماله بزيارتهم لتقديم فروض الولاء والطاعة الكاملة (على الرغم من أنّهم عارضوا ترشيحه)، وقد استجاب مرسي للدعوة بالفعل وبخضوع تام للسعوديين وتعرض لمعاملة سيئة أثناء الزيارة، مما يتماشى مع تبعية الإخوان المسلمين وتواطئهم مع السعوديين منذ الخمسينيات. ولتذكير الإخوان بجبروت السعودية، نشرت الصحف السعودية صورة قبل أيام من الزيارة تظهر مؤسس الإخوان المسلمين حسن البنا يقبل يد الملك عبد العزيز عند لقائه في الأربعينيات. وقد كان استقبال مرسي في المملكة السعودية في الواقع، مهيناً. ففي حين استقبله في المطار فور وصوله الأمير سلمان ولي العهد المعين حديثاً (وليس الملك)، فلم يكن في وداعه لا الملك ولا ولي العهد. ربما سيثبت مرسي بأنّه رجل مستقل، لكن أعداءه في الوقت الراهن يصرون على أنّه واجهة لخيرت الشاطر. وإن كان مرسي فعلاً مستقلاً أو واجهة الشاطر فإنّ النصائح التي يسديها له مستشاروه تتسم بسوء التخطيط، إذ جاء القراران الرئيسان اللذان اتخذهما بتحدي المجلس العسكري وبزيارة المملكة العربية السعودية بنتائج عكسية أضعفت
سلطته.
لا يزال مستقبل مصر نتيجة كل هذا غير واضح وغير مؤكد. ففي حين يتلاعب الأميركيون بجميع الاطراف ويمسكون بالعديد من الخيوط، لا يزالون غير قادرين على بسط سيطرتهم الكاملة، على الرغم من أنّهم اليوم يشعرون بذعر أقل مما كانت عليه حالهم عشية سقوط مبارك أو في أعقابها. لا يزال اللاعبون الكبار في البلاد الى جانب الأميركيين هم المجلس العسكري، يتبعهم الأخوان المدعومون قطرياً، والسعوديون، الأنصار المعهودون لنظام مبارك.
لا يعرف الأميركيون إلى أين سيقود مسار الأحداث هذا المنطقة. فالوضع الأردني وثيق الارتباط بالأوضاع في مصر وسوريا والضفة الغربية والعراق وباقي دول الخليج، ويبقى الأردن الأكثر توتراً بين الأنظمة الملكية «المستقرة» إلى جانب عُمان. أما التظاهرات الضخمة الأخيرة في السودان فتهدف إلى إضعاف الحكم الاستبدادي لعمر البشير الذي وصل الى السلطة في انقلاب ضد الديموقراطية السودانية في ١٩٨٩ (والذي توترت علاقاته مع الاميركيين في التسعينيات)، ويتعامل مع المتظاهرين بذات مقدار العنف الذي يعامل السعوديون به منتفضيهم.
ويبقى الأميركيون ملتزمين بتحقيق الاستقرار لا «الديموقراطية»، وهي استراتيجية كان قد حددها الأكاديمي الأميركي والمستشار الحكومي صموئيل ب. هنتنغتون في كتابه الكلاسيكي الصادر في ١٩٦٨ بأهمية الاستقرار السياسي في دول العالم الثالث للمصالح الامبريالية. أما النظرة إلى الديموقراطية على أنّها غير مستقرة بطبيعتها وإلى الديكتاتورية كضامن للاستقرار، فهي فلسفة لم تعد قابلة للتطبيق كما كانت بالنسبة للأميركيين سابقاً، على الرغم من أنّهم لا يزالون غير متفقين بعد على ما إذا كان ينبغي التخلي عنها في بعض البلدان والحفاظ عليها في بلدان أخرى. وفي حين أنّ المنطقة لا تزال تفتقر إلى الديموقراطية التي ناضلت وتناضل الشعوب العربية من أجل تحقيقها منذ أكثر من قرن، على الرغم من نجاحات «الربيع العربي» بإسقاط أنظمة بعض الطغاة، فإنّ الإنجاز الرئيس للانتفاضات العربية حتى الآن هو عدم استقرار يمكن أن ينتهي بتغيير القواعد الاستراتيجية للعبة التي وضعتها الولايات المتحدة للمنطقة بعد الحرب العالمية الثانية. وهذا هو الخبر السار بالنسبة إلى الشعوب العربية.
* أستاذ السياسة وتاريخ الفكر العربي الحديث في جامعة كولومبيا في نيويورك.