للمقاومة حساباتها وللفقراء حساباتهم
تعليقاً على ما كتبه رئيس التحرير، إبراهيم الأمين، تحت عنوان «فلتخرج المقاومة من السلطة... الآن» (١٨ تموز ٢٠١٢)، هذا الكلام لا غبار عليه، وكفانا ضحكاً على أنفسنا، فالكل يعلم أن سلاح المقاومة في لبنان له حمايتان: الأولى هي السلاح نفسه، والثانية هي جمهور المقاومة. وإذا كانت المشاركة في السلطة جاءت متأخرة إلى ما بعد الخروج السوري من لبنان، فإن استمرارية حزب الله في السلطة يبدو أنها ستؤدي في مكان ما إلى فقدان جزء من الدعم الشعبي على أقل تقدير، والمقاومة أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن تضرب بيدها على الطاولة لتقف مع الإصلاح الحقيقي للدولة وقطع دابر الفساد والمفسدين ورعاية مصالح الناس، أو فلتخرج من سلطةٍ وجودها فيها ليس أكثر من محاولات متكررة لإصلاح ذات البين بين فرقائها المتنافرين.
حسان بزي ـــ أوستراليا

■ ■ ■

صباح الخير

صباح الخير يا صريفا.
صباح الخير يا كل جبل عامل.
صباح الخير لكل الصامدين في قراهم، «ميبر» التبغ بيد والبندقية باليد الأخرى. تلك الأيادي الناعمة تلامس السماء، صوتها لا يعلو إلا على المعتدي والمحتل، تهز السرير بيمينها لتهز العالم بيسارها.
صباح الأخضر المغسول بالأنوار، يفك ضفائر الأنغام، يمزجها بضوء البشر.
صباح الطير وهو يرف فوق الحقل والبيدر.
صباح الطفل ينسج مجد ماضيه وينقشه بالبندقية وقد كبر.
الله أكبر الله أكبر حيّ على خير العمل.
صباح الأجساد المزروعة في الأرض، والجسد قد حرر.
وتعود الذكرى، ولتموز غصة وحرقة لكل قلب في صريفا، بل عند كل الشرفاء في الوطن.
تدخل كل بيت، لتجد فيه آثار العدوان، وما زال، أما اسم علي، بلال، أحمد، وسيم... وكل الأسماء ارتفعوا للسماء، روت دماؤهم الأرض لتنبت زهرات لا تنسى، وكلنا علي، بيوت ما زالت مدمرة، أشجار محطمة وآثار قديمة محيت من الذاكرة.
ست سنين مضت والآلام تتكرّر يومياً، لم يساعد أحد على محوها. تجد صريفا اليوم كباقي البلدات اللبنانية، تعاني من فقدان أبسط مقومات العيش والصمود، النهر يسقي البحر والناس عطشى، لا كهرباء ولا تنمية زراعية وصناعية، حتى التعويضات ضاعت في الزوايا، ولم يصل منها إلا القليل، لكن بعد ذهاب ماء الوجه... ولا يسعنا سوى الشكر لله وأن لا تعود تلك الأيام الصعبة، ونسأله حسن العاقبة.
أحمد هاشم