الكهرباء الغائبة بين المياومين والشركات
إلى متى ستستمر قضية انقطاع الكهرباء بهذا الشكل الذي لم تشهده حتى أكثر الدول المتخلفة في مجاهل العالم الثالث؟ هل سيظل الناس تحت رحمة أصحاب المولدات الكهربائية الخاصة المدعومين من سياسيين كبار، ريثما تنتهي أزمة وزارة الطاقة مع الموظفين المياومين أم أن منطق الخصخصة والشركات سينتصر في النهاية ويصبح المياومون في خبر كان؟
طبعاً لأزمة الكهرباء في لبنان أسباب عديدة أبرزها أزمة عدم توافر الطاقة الذي كان ممكن حلها لو أن الوزراء منسجمون مع مناصبهم كمراكز خدمة للجمهور، بدلاً من أن تكون المناصب حلبات مصارعة مع الخصوم لممارسة الكيدية على حساب كرامة المواطن وحقوقه المشروعة. والسبب الثاني المتعلق برفض تثبيت الموظفين المتعاقدين أو المياومين، لأسباب طائفية بحتة على علاقة بالتمسك بسياسة التوازن بين عدد موظفي الدولة من مختلف الطوائف. سبب عزّزه الخلاف المُستفحل بين الرئاسة الثانية التي تدعم المياومين وحقهم في التوظيف وبين الوزارة التي تستعرض عضلاتها بشخص الوزير جبران باسيل بين وقت وآخر من دون أن تشهد أي تطوير على مستوى الخدمات وحقوق المواطن في التمتع بالطاقة الكهربائية. والسبب الثالث الذي قد ينسحب على معظم دوائر الدولة ووزاراتها هو مشروع خصخصة شركات الكهرباء. بعد أن يقتنع الناس بأن الشركات الخاصة هي الحل بدل الدولة التي ينخرها الفساد ونكون قد دخلنا في مشكلة الاستنسابية والصفقات لاختيار الشركات التي ستعمل.
أيمن عطوي

■ ■ ■

الفتنة تطرق أبوابنا

من المؤسف حقاً ما نسمعه على ألسنة الشباب من سنّة وشيعة من ثقافة السباب والشتائم السائدة بينهم على خلفيات مذهبية بحتة. وبدلاً من أن يكون السياسيون لهؤلاء الأشبال قدوة حسنة يدعون الى الوحدة والتعاون واحترام الآخر، نراهم يخرجون الى الشاشات والمنابر بخطابات مشحونة بالحقد والتعصب، ما يعزز لدى هذا الجيل الجديد ذهنية متخلخلة كل همها كيفية النيل من الآخر المختلف حتى ولو بنواح هي أقل بكثير من مواطن اللقاء. النيل من الآخر قد يبدأ بسباب شخصيات سياسية ودينية من هذا الطرف الى ذاك أو بالعكس، وقد يتطور الى تعارك بالأيدي في الشارع، وقد يتحول الى حالة عامة تزعم الشعور بالاحباط فتتحول الشوارع الى إطارات مشتعلة وحواجز لسؤال السائقين عن المذهب وبالتالي القتل على الهوية كما كان أثناء الحرب، ولكن هذه المرة داخل الطائفة الواحدة وربما داخل المذهب الواحد بين مؤيد للنظام في سوريا ومعارض له. هي الفتنة إذن تطرق أبوابنا الهشّة بقوة فمن يحمينا من الغرق؟
سامي الزين