دفاعاً عن جعجع
توضيحاً لبعض ما ورد في مقال الأستاذ فراس الشوفي، تحت عنوان «عون يخدم جعجع» يوم 3 أيلول 2012، نتمنى على صحيفتكم الغرّاء نشر الآتي:
نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، ولا سيّما في أقضية ذات أكثرية مسيحية ساحقة، وكذلك نتائج الانتخابات النقابية، وخاصةً الطالبية، لا تعني لكاتب المقال شيئاً.
في 13 تموز 2012، خاطب الدكتور سمير جعجع الكورانيين، داعياً إيّاهم إلى تلبية نداء الواجب الوطني من خلال الاقتراع لمرشح القوات اللبنانية في انتخابات فرعية الكورة. بعد أقلّ من 48 ساعة، كان 83% من الناخبين الموارنة، و52,33% من الناخبين الأرثوذكس قد لبّوا هذا النداء.
في الحالة تلك، المسيحيون لم يُحبّوا سماع الحكيم فحسب، وإنما أنصتوا له بشخصه، وهبّوا لتلبية ندائه أيضاً.
وإذا كانت «ممارسات الدكتور جعجع» هي التي منعت المسيحيين من الابتعاد عن العماد عون، فكيف تقلّصت شعبية العماد عون من 75% في انتخابات عام 2005 الى أقلّ من 50% في انتخابات الـ 2009.
والكاتب العزيز لم يُطلعنا على ماهية الموقع الذي ينفر ذاكرة المسيحيين وصور ماضيهم القريب؟ فهل باتت سيدة حريصا، حيث أطّل الحكيم على اللبنانيين في عامي 1991 و2006، تنفّر المسيحيين، وتُذكّرهم بسجن البوريفاج؟ وهل صار ملعب فؤاد شهاب، حيث خاطب «الحكيم» اللبنانيين في الأعوام الماضية كمركز المخابرات السورية في عنجر؟
ويختم كاتب المقال بالقول: «... قد يكون ثمة خطر أن يُقضى علينا مع الجنرال نتيجة خيار يأخذه، لكن خطر «الحكيم» أكبر: قد يقضي علينا بيده، أو بموجب قرار يصدره».
الرّد على هذا الادعاء، جاء من الدكتور سمير جعجع نفسه عندما قال في خطابه الأخير:
«أربعة عقود من الكذب، والباطنية، والافتراء، والتضليل حتى كدنا نصدّق أننا نحن الكفار والعملاء والجلادون، وأنّهم هم الوطنيون، والأتقياء، وطلاب الأمن والسلام، حتّى انكشفوا على حقيقتهم».
إن عملية القضاء على الحضور المسيحي القوي في لبنان على يد النظام السوري وأذياله في لبنان قد بدأت منذ زمنٍ طويل، وحتى قبل تولّي سمير جعجع زمام القيادة في الشارع المسيحي. فمنذ حصار الأشرفية، وقنات وزحلة، مروراً باغتيال بشير الجميل ورينيه معوض بعد وصولهما الى سدّة الرئاسة بفترة وجيزة، وصولاً الى اعتقال جعجع ونفي عون وتهميش الحضور السياسي للمسيحيين طوال خمسة عشر عاماً، كُلها دلائل تُشير بوضوح الى هوية الجهة التي أصدرت أوامرها بالقضاء على مجتمع مسيحي بأسره، ودولة لبنانية برمّتها.
د. مكرم عطا الله