المسرحية اللبنانية
رداً على مقال «الجيش: المخطوف التركي لا يزال مـع خاطفيه» المنشور في عدد الاثنين، إنشالله يكون الموضوع صرف قانوني كما يريدوننا أن نفهم. أي شيء يخرج عن سيطرة سياسة الدولة يصبح لزاماً أن يصدر به سند قانوني كي لا ينصرف الا في بنك الخدمات والتسويات السياسية والانتخابية والمشكلة دائما «الجيش يكون بطل المسرحية ...» والنهاية تكون تسوية على حساب القانون وينتصر المخرج اللبناني: «السياسيون».
عماد منيف

■ ■ ■


ابو ملحم

يحار المرء في وزير الداخلية مروان شربل. من المفترض، بحكم منصبه، أن يكون الشخصية الصلبة المهابة في الحكومة. كثر يرون النموذج الأمثل لمن يشغل منصباً كهذا، شخصيات من أمثال ميشال المر. وطأة قدمه كانت وحدها كافية لتفعل فعلها في داخل الوزارة وفي خارجها. نموذج زياد بارود لا شك في أنه كان شعبياً. شخصية من المجتمع المدني تلتزم القانون ويملؤها النشاط. كانت طموحاتها كبيرة. مشكلته أنه كان من النوع غير المعتاد على المواجهات، فضلاً عن أنه كان يفتقر لدعم قوة سياسية رئيسية. صحيح أنه كان محسوبا على رئيس الجمهورية، لكن هذا الأخير كان هو أيضاً، ولا يزال، من النوع الذي يهرب من الصدامات. بالنهاية هو رئيس وسطي، والوسطية لا تبني رجال دولة. حتى جاء مروان شربل، ليخلف بارود في هذا المنصب، ويحصل على الرعاية نفسها. سعى إلى أن يتجنب خطايا سلفه. حاول أن يفرض هيبته كوزير للداخلية. أن يبدو شخصية واثقة من نفسها وصاحبة قرار. انتهت الخبرية إلى «أبو ملحم» جديد، عاجز عن اتخاذ قرار مواجهة. المشكلة على ما تبدو عليه ليست في شاغل المنصب، وإنما في راعيه.
جورج حداد