تابع البعض على «فايسبوك» حملة شتائم بذيئة وسوقيّة من حازم صاغيّة ضدّي بسبب نقدي العابر على موقعي لمقالة كتبها في 29 أيلول 2012 بعنوان «سوريا: العفن والمسؤوليّة» في جريدة «الحياة» ــ جريدة راعي الليبراليّة العربيّة خالد بن سلطان ــ أو وارث جان جاك روسو في الفكر الليبرالي في عالمنا العربي. وثورة صاغيّة (ثورة بالمعنى العصبي للكلمة لا السياسي) لا تختلف عن ثورات غيره (العصبيّة أيضاً لأنّ الثورات بعيدة عنهم بقدر ما هي بعيدة عن أمراء آل سعود) لأن لا عهد له ولا لهم بالنقد والرأي المُضاد والاختلاف. أبواق أمراء آل سعود متناغمون يتبادلون الثناء والمديح المفرط والاستشهاد المُتبادل. هؤلاء يتنعمّون بثقافة النفط والغاز التي لا تسمح إلا برأي الأمير وطاعة الأمير وطأطأة الرأس أمام الأمير والمشي على خطى الأمير. هذا هو إعلام النفط والغاز: إنه إعلام من ينتقد قطر في يوم بشدّة ثم يمدحها بشدّة في اليوم التالي بعد وصول أمر الأمير على أثر مصالحة بين آل ثاني وآل سعود. هي ثقافة إعلام يثني فيه الكتّاب على رؤساء التحرير الأرفع منصباً في الولاء الأميري، كأن يثني سمير عطالله على كتاب صحيفة الأمير سلمان وأولاده. سيرة هؤلاء الكتّاب المتشدّقين بشعارات فارغة عن الحريّة، وبلغة تلاميذ مدرسة ابتدائيّة، كتبها لهم قدري قلعجي. أوّل يساري عربي سابق في العالم العربي: هذا الذي ترك الحزب الشيوعي لينضوي في إعلام الرجعيّة الخليجيّة والذي ــ وفق رواية إبراهيم سلامة ــ انتقل من وظيفة الصحافي والكاتب إلى وظيفة حامل حقيبة مال أمراء الكويت ليشتري صحافيّين عرباً بالنيابة عن أولياء نعمته.لكن موضوع مقالة حازم صاغيّة المذكورة هو عن سوريا، والجميل في أجهزة الدعاية السعوديّة (هي أجهزة دعاية، فلنقلع عن خدعة اعتبارها أجهزة إعلام احتراماً لعقل القراء واحتراماً للصحافة الحقّة خصوصاً في زمن تزوير من قبل محطة صهر الملك فهد، «العربيّة»، لما تزعم أنه وثائق دامغة عن تورّط كل أعداء إسرائيل وآل سعود في مؤامرات في سوريا ولبنان) أن الكل مُستنفر في موضوع سوريا ومن غير المسموح التطرّق إلى أمر آخر، إلا إذا جاء أمر بنقد الإخوان أو بإمرار أفكار التطبيع مع إسرائيل لأن هناك مصالح «مشتركة» بين إسرائيل وآل سعود كما قال نتنياهو أخيراً. طبعاً، مسموح لأبواق الأمراء الحديث عن الخطر الإيراني. لكن الأمراء لا يعلمون أو لا يكترثون لحقيقة مكلفة: أن كل هؤلاء لا يصنعون الرأي العام خارج نطاق حاشية الأمير والشيخ والسلطان.
سبب غضبة صاغيّة الموتورة قد تكون مفهومة لأنني أشرت في صفحتي على «فايسبوك» إلى مقصد الدعوات للشعب السوري ــ لا للنظام ــ كي يقدّم تنازلات إلى أعداء الشعب السوري طمعاً بتدخّل خارجي. سأتعرّض للموضوع بتفصيل من دون مجاراة صاغيّة في لغة المراحيض التي تركها على حائطي على «فايسبوك» (صفحة الـ«لايك») وعلى حائطه هو كما نقل لي الأصدقاء «المشتركون».
يبدأ صاغيّة مقاله بالقول إن دور التكفيريّين في سوريا مُضخّم مع أن الصحف الأميركيّة والأوروبيّة اعترفت متأخرة بتنامي دورهم، واعترفت صحيفة «نيويورك تايمز» ذاتها (وهي على دين الصهاينة في الغرب متيّمة بـ«ثورة الجيش السوري الحرّ») في مقالة طويلة لروبرت ورث بأن الإدارة الأميركيّة ضغطت على قطر والسعوديّة كي تحدّ من تسليحها للفرق والعصابات المسلّحة وذلك بسبب تخوّف أميركا من تسرّب السلاح إلى المجموعات التكفيريّة. طبعاً، يرى صاغيّة أن النظام السوري هو المسؤول عن أفعال النظام وعن أفعال المعارضات التكفيريّة المعارضة لها على حدّ سواء، كما يرى كتّاب مضارب آل سعود أن إيران وحزب الله هما مسؤولان عن جرائم إسرائيل. وهذا الموقف لصاغيّة هو موقف آل سعود الرسمي (طبعاً) المُعبّر عنه في كل وسائل إعلام أمراء آل سعود، بما فيها جريدة الأمير خالد بن سلطان. ويزيد صاغيّة في مقاله ان النظام «عفّنَ» سوريا برمّتها، وفي هذا افتئات على الشعب السوري لأنه بريء من ممارسات النظام ومن ممارسات العصابات المسلّحة. أجزم أنّ ثائرة الليبراليّين العرب في إعلام النفط والغاز كانت ستثور لو أن كاتباً عربيّاً وصف إسرائيل أو أميركا بـ«العفن». كانت الحساسيّة الليبراليّة ستُستفزّ وكانت المنظمات الأهليّة (واستقلاليّة الكثير من المنظمات الأهليّة في العالم العربي لا تزيد عن استقلاليّة الإعلام العربي) ستقوم بتوقيع العرائض ضد عسف أصحاب اللغة الخشبيّة الذين وصموا شعباً صديقاً بحاله. لكن صاغيّة تحدّث عن العفن مقدّمة للانتقال إلى مطالبة الشعب السوري و«ثورته» (لا تكون الثورة ثورة في العالم العربي ما لم تحظَ بختم هيئة الاستخبارات العامّة السعوديّة) ببعض التنازلات الهيّنة.
يتحدّث صاغيّة عن مسؤوليّة «الثورة السوريّة». وتظن لوهلة أن هناك نقداً موجّهاً لـ«الثورة السوريّة» مع أن نقدها ممنوع ومديحها مأمور في إعلام النفط والغاز، لكنك تلاحظ بسرعة أن النقد هنا لا يعني إلا مناشدة من أهل البيت (أو المضرب الواحد) لمتلقّي السلاح والمال السعودي (استنكر فؤاد السنيورة وسائر الحريريّين اتهام السعوديّة بتقديم السلاح إلى «الثوّار» في سوريا فيما شهدت الـ«بي.بي.سي» هذا الأسبوع على وصول صناديق من السلاح السعودي). يدعو صاغيّة الشعب السوري برمّته إلى «إغراء العالم بالتدخّل» لوقف العفن. والطريف في الأمر أن صاغيّة بدأ حديثه عن العفن باستنكار تحويل سوريا إلى ساحة ليعود بعد فقرة أو اثنتيْن للدعوة إلى تحويل سوريا إلى ساحة، لكن الالتباس يزول عندما تدرك أن التدخّل الخارجي ــ بمعايير آل سعود وأبواقهم الكثر في العالم العربي ــ لا يكون تدخّلاً أبداً إذا كان متوائماً مع سياسات دول الخليج وإذا كان يصبّ في مصلحة الحلف السعودي\ الإسرائيلي\ القطري\ الأميركي\ الإماراتي. وعليه، فإن فريق «السيادة» في لبنان (المستظلّ بخيمة 14 آذار) يدوّل كل شؤون الدولة في لبنان ويستجدي تدخّلاً خارجيّاً في كل شؤون لبنان ويعتبر أن إنشاء محكمة دوليّة عابرة لكل القوانين والدستور في لبنان هو أهم إنجاز لعائلة الحريري. وهذا الفريق يعتبر ان التدويل إذا ما كان على يد الغرب أو حلف شمالي الأطلسي أو على يد دول مجلس التعاون الخليجي أو حتى على يد العدوّ الإسرائيلي لا يكون تدخلاً ولا خرقاً للسيادة، فيما يثير تصريح واحد لأي مسؤول إيراني عن لبنان ثائرة كل أعضاء الفريق وذلك من منظار حرصهم الظاهر على السيادة. وهنا يزول التناقض في كلام صاغيّة عن الساحة لأن الساحة لا تحلو إلا بوجود الأطلسي عليها.
لكن صاغيّة يسوّغ ــ أو يشرح لأنه لا يجد داعياً للتسويغ على الأرجح وخصوصاً أنه هو نفسه كان قد دعا من منبر اللوبي الصهيوني في واشنطن العرب في سنوات بوش إلى استبطان عقيدة بوش ــ الدعوة إلى التدخّل الخارجي (غير الآسيوي أو الأفريقي أو اللاتيني على الأرجح لكنه قد يكون أوستراليّاً) بالتشديد على ضرورة «وقف العفن وتماديه». وهذا الخطاب هو خطاب المُستعمِر بحذافيره. فالعفن سمة لا تصيب الدولة إنما تصيب المجتمع برمّته. وقد يكون صاغيّة يتحدّث بالتورية عن عمليّات قطع الرؤوس والتمثيل بالجثث والإعدامات التي اشتهرت بها عصابات «الثورة» في سوريا والتي يراها سمة من سمات العفن التي لا يمكن أن تتوقّف من دون تدخّل الرجل الأبيض الذي يتكفّل بتحضير المتخلّفين الملوّنين (يظن أهل لبنان أنهم بيض بسبب الثلج الذي يزورهم كل سنة مرّة أو مرتيْن) وإزالة عفنهم. وفكرة المقالة تكمن في استبطان عقيدة الاستعمار نفسها بصراحة ومن دون مواربة. أي ان العفن السائد والمستشري لا يزول على أيدي أبناء البلد وبناته لأنهم هم وهن مصابون بالعفن وغير قادرين على التخلّص منه.
لكن لنصل إلى لب الموضوع. يقول صاغيّة ما يلي: «وإذا كان العنصر المُتعلّق بالجولان وكيفيّة استعادته واحداً من الأسباب التي تُضعف إغراء العالم، وجب على الثورة أن يكون لها قولها الصريح والواضح والمُطمئِن في أمر استعادة الجولان وطيّ صفحة الحروب». ويمضي صاغيّة ليقول: «فالأنظمة الامبراطوريّة، والنظام الأسديّ مصغّر عنها، لا تنكسر من دون مبادرات شجاعة كبرى، ومن غير تحوّلات في الوقائع كما في الأفكار، وأحياناً في صورة الخرائط ذاتها» (وذكّر في هذا السياق بتجارب الإمبراطوريّات العثمانيّة والهبسبورغيّة والقيصريّة والسوفياتيّة). أطلق صاغيّة شتائمه ضدّي لأنني كتبت على «تويتر» و«فايسبوك» تعليقاً موجزاً على مقاله مفاده أن كلامه يشكّل دعوة للتخلّي عن الجولان. وقد نفى ذلك (وبسوقيّة كما أسلفنا) بالقوّة ذاتها لصدقيّة نفي إلياس المرّ لما ورد في وثائق «ويكيليكس» عنه، وبصدقيّة عقاب صقر عن أخبار تورّطه في تهريب السلاح إلى سوريا. لكن كلام صاغيّة أتى في معرض الدعوة إلى تقديم تنازلات من أجل «إغراء» التدخّل ــ وفن الإغراء لم تتقنه أو يتقنه أحد منذ تجربة هند رستم. كيف تغري بالتدخّل (من دون الاستعانة بالممثّلة السوريّة المُتقاعدة «إغراء») إذا لم تكن الدعوة من أجل التخلّي عن الأرض؟ وماذا يعني صاغيّة بكلامه عن تغيير في صورة الخرائط، إلا إذا كان يعني بكلامه هذا دعوة إلى تلوين الخرائط بصورة مغايرة للخرائط الحاليّة؟ ولماذا هناك حاجة إلى تغيير الخرائط إلا إذا كان هناك حاجة (يراها هو) إلى تغيير في حدود السيادة على الأرض؟ قد يكون صاغيّة قال كلاماً وندم عليه بعدما قاله، لكن هذا لا ينفي أنه قال كلامه هذا وهو منشور على موقع صحيفة خالد بن سلطان (المرجعيّة المعروفة في الفكر والفلسفة). وما حاجة صاغيّة للاستعانة بتجارب إمبراطوريّات اضطرّت بفعل الهزيمة العسكريّة أو الأخطار المحدقة للتنازل عن أراضٍ ذات خلفيّة تاريخيّة مُتنازع عليها خلافاً لتاريخ الجولان؟
إن دعوة صاغيّة «الثورة السوريّة» لـ«إغراء» الغرب بالتدخّل العسكري ليست جديدة. إن الكثير مما يرد في المطبوعات والمواقع السعوديّة والحريريّة منقول بالكامل أو بالفكرة أو بالجزء عن مواقع صهيونيّة غربيّة. هناك مصالح مُشتركة بين إسرائيل وبين السعوديّة كما عبّر نتنياهو أخيراً في مقابلة بُثّت بالعبريّة. إن دعوة المعارضة السوريّة إلى تقديم تنازلات مُسبقة إلى العدوّ الإسرائيلي نُشرت من قبل في مقالات للصهاينة في أميركا على مواقع لصيقة باللوبي الصهيوني. ليست الدعوة جديدة: دعوات كهذه تُطلق مرّة في الأسبوع منذ مقتل أنور السادات. وهذه الدعوات هنا لم تكن مستورة وقال كاتبوها إن التنازل ضرورة من أجل إقناع الكونغرس الأميركي بجدوى التدخّل. وقد بدأت بوادر التجاوب مع هذه الدعوات من قبل الصهاينة في خطاب الكثير من المعارضة السوريّة التي إما غازلت إسرائيل (على طريقة بسمة قضماني أو علي البيانوني) أو هي تناست العداء لإسرائيل أو تبنّت بالكامل أسلوب النظام السوري في «استرجاع» الجولان المحتلّ بواسطة الدبلوماسيّة. وقد تبنّى المجلس الوطني السوري هذا النهج مع بث خطاب مُندّد بالإرهاب ــ وهذا النوع من الغزل لا يختلف عن نصيحة الإغراء التي تضمّنها مقال حازم صاغيّة. وحديث صاغيّة عن «مبادرات شجاعة كُبرى» مُستقى أو مُستخلص أو منقول عن خطب أنور السادات خصوصاً بعد زيارته الذليلة لفلسطين المحتلّة. وهذه ظاهرة لافتة في الإعلام السعودي المُنتشر عالميّاً: يقوم أبواق أمراء آل سعود بتبنّي مقولات كلاسكيّة تقليديّة للصهاينة في الغرب وبثّها باللغة العربيّة على أنها أفكار ليبراليّة جديّة وجديدة نابعة عن المصلحة العربيّة (التي يُقرّرها ولاة الأمر في مملكة القهر السعوديّة). (وقام كاتب سعودي، عبداللطيف الملحم، هذا الأسبوع بنشر مقالة في «أراب نيوز» ــ وهي جريدة مملوكة من الأمير سلمان وأولاده الذين يمثّلون الجناح الليكودي في آل سعود ــ يقوم فيها بتقريع العرب لرفضهم الاعتراف بإسرائيل لا في سنة 1947، على طريقة الذين يندبون رفض قرار التقسيم، بل في سنة 1948، ويقول إن الشعب الفلسطيني سعيد تحت الاحتلال وأن إسرائيل يجب أن تكون في آخر قائمة أعداء العرب).
إن أنصار المعارضة السوريّة في المنفى وأنصار المعارضة السوريّة المُسلّحة في الداخل يقعون في تناقض فاضح: يسخرون (وعن حقّ) من أسلوب النظام السوري المُتخاذل في التعاطي مع ملف احتلال الجولان ثم يعودون لتبنّي موقف النظام نفسه من الاحتلال وبذلّ وتخاذل أكبر. لكن هناك نمطاً يبرز في حركة 14 آذار اللبنانيّة والسوريّة (والحركتان متماثلتان، وخصوصاً أنهما تحظيان بالراعي المالي المُوجِّه نفسه) يكمن في الدعوة إلى تجاوز خط المهادنة مع العدوّ الإسرائيلي الذي اتبعه النظام السوري. هؤلاء يريدون أن يقدّم النظام السوري «الثوري» الجديد هديّة مجانيّة لإسرائيل كدفعة متأخرة عن حساب التدخّل الخارجي الذي يُحرّر لهم الأرض.
إن دعوة حازم صاغيّة لتغيير خريطة سوريا ليست فريدة. هناك دعوات متعدّدة في مواقع إعلام النفط والغاز التي تطالب بمزيد من التنازل لإسرائيل وذلك طمعاً بالتدخّل العسكري الأميركي المنشود. والدعوة إلى «طي صفحة الحروب» فيما يرزح الجولان تحت الاحتلال الإسرائيلي لا لبس في مراميها البتّة. وديموقراطيّو آل سعود يريدون الاقتراع وحق الشعوب في تقرير المصير إلا إذا تناقض ذلك الحق ونتيجة الاقتراع مع مصالح أميركا وإسرائيل. قل إنها عقيدة جورج بوش عينها بنسختها العربيّة غير المعدّلة. لا يهم إذا كان أهل الجولان مصرّين ومصرّات على الاحتفاظ بالهويّة السوريّة وعلى رفض الاحتلال الإسرائيلي، لكن صاغيّة يريدهم أن يطووا صفحة الحروب من أجل تحرير باقي سوريا على يد الـ«ناتو». إن طيّ صفحة الحروب هو الدخول في قلب المستعمر من باب العدوّ الإسرائيلي.
من حق حازم صاغية أن يتحدّث عن العفن في سوريا، لكن الشعب السوري بريء من عفن النظام ومن عفن العصابات المُسلّحة التي تنتظر السلاح على يد مُحرّرها عقاب صقر (كما سمّته بالاسم مجلّة «تايم» وجريدة «نيويورك تايمز» بعد أشهر على إنكاره لأي دور له وبعد أشهر على سخريته من تقارير تحدثت عن دوره مع المعارضة المُسلّحة في سوريا ــ لكن في زمن تزوير الوثائق، بصورة غبيّة جداً، كما هو حاصل في «العربيّة»، يبطل الصدق وتزول الحقائق). لا عفنَ في جسم الشعب السوري ولكنْ هناك عفن أكيد يعتري جسم «الثقافة» العربيّة المعاصرة. ومصدر هذا العفن هو الذي يرعى إعلام النفط والغاز العربي حول العالم.
* أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة كاليفورنيا (موقعه على الإنترنت: angryarab.blogspot.com)