القاهرة | في إحدى مدارس محافظة الأقصر في صعيد مصر، أثار وجود طفلتين غير محجبتين حنق المعلّمة التي لجأت إلى قصّ شعرهما في محاولةٍ لجعل الحادثة عبرة للتلميذات اللواتي يفكرن في خلع الطرحة التي أجبرن على لبسها في هذه السن المبكرة. كان ممكناً أن تمر القضيّة مرور الكرام رغم فجورها، لولا الشكوى التي تقدم بها والد إحدى التلميذتين، مطالباً بفتح تحقيق إداري في الواقعة. وكشفت نتائج التحقيقات أنّ المدرّسة طلبت من التلميذتين ارتداء الحجاب، وحين عاودتا الحضور إلى المدرسة من دونه، راحت المدرّسة تعنّفهما. وأثناء ذلك، قال لها أحد التلاميذ إنّه يملك مقصاً في حقيبته، فأعطاه للمدرّسة التي قصت شعرهما. ما حدث الأربعاء الماضي تجاهلته إدارة المدرسة «لإتاحة الفرصة لإجراء مصالحة بين المعلّمة المنقّبة وعائلة التلميذتين». لكن والد التلميذة تقدم بشكواه إلى جهات عليا في وزارة التربية والتعليم، ووصل الأمر إلى وسائل الإعلام التي اهتمت بالحادثة، فيما حاول مسؤولو الوزارة في الأقصر التستر على تفاصيلها. وتعقيباً على ذلك، أصدر وكيل وزارة التعليم في المحافظة تعليمات بمنع دخول الصحافيين إلى المدرسة التي شهدت الواقعة، وحذّر من تسريب صور التلميذتين إلى الصحافة. اهتمام الإعلام بما جرى دفع وزارة التربية والتعليم إلى التأكيد أنّها تحترم الحقوق الشخصية وأنّه لا قرارات بإلزام الفتيات بالحجاب، مضيفة أنّه ستجري معاقبة المعلّمة التي ارتكبت هذا الفعل. وفي مداخلة هاتفية مع إحدى الفضائيات، قالت المدرّسة «الحلّاقة» إنّه «لا علاقة لها بأي حزب»، مضيفة أنّ «كل ما في الأمر أننا في قرية صعيدية ذات عادات وتقاليد. يجب على البنت أن ترتدي الحجاب».
من جهته، انتقد «المجلس القومي للمرأة» ما قامت به المدرّسة، واعتبر أنّ «التصرف مناقض للقانون المصري، وحقوق الإنسان وحقوق الأطفال». وطالب بسرعة انتهاء التحقيق وتوقيع العقوبة المناسبة بحقّ المعلّمة التي ابتعدت «عن مبادئ التربية والتعليم وسلوكياتهما».
الحادثة أثارت رأي المنظمات الحقوقية؛ إذ أجمع «المركز المصري للحق في التعليم»، و«الائتلاف المصري لحقوق الطفل» و«نقابة المعلمين المستقلة» على تقديم الدعم الكامل لمختلف الطلبة الذين تعرضوا لانتهاكات وعنف داخل المدارس. وطالبت المنظمات الثلاث بمحاسبة وزير التربية والتعليم إبراهيم غنيم الذي حمّلته المسؤوليّة الكاملة لما حصل، مذكرةً بقوله إنّه «مع الترهيب والترغيب فى المدارس، وأنّه لا يمانع ضرب التلاميذ، شرط ألا يكون الضرب مبرحاً»!