حماك الرب
زرتها ذاك اليوم ولكن لم تكن كعادتها،
كأنها لم ترد لي أن أزورها،
هل هو خوف مني أم عليَ لم أفهمها،
اقتربت منها أكثر كي أجبر بخاطرها، فلم ترد إقترابي منها،
أحسست عندها أني غريبٌ عنها،
نظرت إلى أعلى هامتها وسألتها:
ما بك يا حبيبتنا؟
ها نحن أتيناك اليوم ككل صباح من صباحاتنا
نحن على عهدنا بك يا عروس امتنا،
ما هكذا عهدناك.... زائرين لك ولا تعانقينا
نحن أبناؤك ... نحن أحباؤك يا بيروتنا
أتبكين منا ام حزنا علينا ؟
أتبكين ما أصابك ام على مصابنا تبكينا؟
فوالله حق لك... حق لك يا حبيبتنا
حق لك ان تلفظينا...
كيف لا ... كيف لا وانت ترين أبناءك يفرون من كل معالم الحضارة فراراً جماعياً
كيف لا ... كيف لا وانت ترين أبناءك تسوقهم أعراف الجاهلية سوقا
كيف لا وانت تسمعين أحباءك ينظمون قصائد الحقد ويركلون قواميس العز ويرفضون قواعد المحبة ومضامين الاخوة كفرا
حق لك يا بيروت... حق لك ان تبكينا عندما ترين أبناءك وراء الفتنة الدنيئة يهرولون صاغرينا
حماك الرب يا بيروتنا
د. علي شمص