العرب في أميركا في موسم الانتخابات كالمصاب بالجذام. لا أحد يقترب منهم أو يذكرهم إلا بالشرّ. هم المقيمون بالسرّ في بلاد لا يريدهم أهلها. يفضّلون لو يعودون من حيث أتوا، وأن يأخذوا معهم رفات أنطانيوس البشعلاني (هل كان من أهل 14 آذار أم 8 آذار؟). والعربي الصهيوني _ وهي ظاهرة تستحق الدراسة، وقد بدأها لبنانيّون ولحقهم عرب آخرون من بلدان مختلفة _ يتعرّض للمهانة في المطارات، مثله مثل العربي المؤيّد للمقاومة، لكنه أخفّ ظلاً للبيض.
اكتشف الكلدانيّون في منطقة ديترويت في ولاية ميشيغان بعد 11 ايلول ان حجم الصليب حول رقبة كل منهم لا يقلّل من حجم العنصريّة ضدّهم، لكن هذه المرة يراقب العرب الأميركيّون الانتخابات بصمت ومسافة نفسيّة. يعلمون أنّهم خارج النظام السياسي الأميركي بالرغم من زعيق بعض المستفيدين الذين يصيحون بوجه العرب الأميركيّين بما يأمرهم به الرجل الأبيض. أما جريدة « النهار» المُحتضرة، فهي تحتفي باللبناني في أي موقع «يبرز» فيه في الغرب، ولو في صف اليمين الصهيوني، أو على رأس شبكة دعارة، أو في صفّ «كبار» المساجين، أو في صف المحتالين و«مخترعي» أدوية للسرطان.
تاريخ العرب في أميركا تاريخ طويل وهامشي: يُتاح للفرد أن يبرز، لا للمجموعة، على أن يكون من المصفّقين في حاشية مجموعة أخرى. روى فيليب حتي قصّة هجرة أنطوان البشعلاني. اللبنانيّون يروون قصّة مختلفة تماماً. اختلقوا لأنفسهم حكاية مستقلّة عن باقي العرب: يزهون ببلدهم الصغير وعن مرقد العنزة فيه، وأهله يهاجرونه زرافات زرافات منذ القرن التاسع عشر (الغرب فتح باب الهجرة على أساس طائفي طبعاً). لم يكن اللبناني هنا لبنانيّاً. فيليب حتّي وغيره انتظموا في جمعيّات تحت عناوين سوريا لا عناوين الأرز، لكن التأريخ المختلق للبناني أراد فصل اللبناني عن العربي، وبناءً عليه أصبح أنطوان البشعلاني بطلاً للقوميّة اللبنانيّة. فقط في لبنان يصبح من يترك الوطن عنواناً للوطنيّة. وصل العرب (من سوريا) إلى أميركا في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وكانوا عرضة لعنصريّة فاقعة. ترجع (كما رجعتُ أنا) إلى الأعداد الأولى لـ«نيويورك تايمز» في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، التي أشارت إلى العرب في أميركا، وترى مقالات عن السوريّين وعن الموارنة. عنصريّة فاقعة: لم يجد المسيحي من لبنان وسوريا (أو من سوريا كما كان سائداً آنذاك) عوناً أو شفاعة طائفيّة من قبل الثقافة السائدة. هو عربي متخلّف ومتوحّش. هناك مقالات مهينة للموارنة في «نيويورك تايمز» عن مجموعاتهم في مدينة نيويورك وعن عاداتهم وعن روائحهم وعن فسادهم. كان على العربي آنذاك ان يذكّر بأنه غير مسلم وبأنّ الإمبراطوريّة العثمانيّة عبء عليه. هؤلاء كانوا في غالبيّتهم في أميركا وفي فرنسا من دعاة الاستعمار الأوروبي أو الأميركي. أرادوا إبدال استبداد بآخر يروقهم (طائفيّاً). من هنا بدأت دعوات التمييز للبنانيّين عن العرب. قد يكون هنا بدأ المرض اللبناني المركّب عن الأصل والهوى الأوروبي للبناني، لكن التميّز عن المُسلم لم يشفّ من الانقسام: جرائد اللبنانيّين تعاركت بين الموارنة والروم _ اعتزّوا يا «لبنانيّي».
نأى اللبنانيّون والسوريّون المهاجرون بأنفسهم عن سائر العرب، لكنهم لاحظوا ان الجهد لا يفي بالغرض، لأن العنصريّة الأميركيّة تصيب عدداً كبيراً من الجنسيّات العالميّة والأديان. قد يكون المهاجر من المشرق العربي ذُهل وهو يكتشف انه حتى الكاثوليكي (واليهودي) يتعرّض لنوع من العنصريّة من الأكثريّة آنذاك. وحارت دائرة الهجرة في أميركا في تصنيف العرب وفق سلّم التراتبيّة العنصريّة. فكان أن أدرجوا في مطلع القرن العشرين مع «العرق الأصفر». ثائرت ثائرة العرب آنذاك، وقدّموا العرائض تلو العرائض مطالبين بفصلهم عن العرق الأصفر. قالوا: نحن لسنا مثل هؤلاء المتخلّفين. نحن أصحاب حضارة (وكان ذلك قبل اكتشاف صحون الحمّص والشنكليش العملاقة). وهنا أبرز اللبنانيّون «وثائق» عن ابتكارات وعبقريّات لبنانيّة (وكان ذلك قبل ان يبزّ زين الأتات اكتشافات ابن سينا الطبيّة). عندها، وبعد جهد جهيد، قرّرت دائرة الهجرة ان تصنّف العرب (بمَن فيهم العرب من شمال أفريقيا) مع البيض، لكن العربي عاد بعد عقود واعترض بعد نموّ سياسة «العمل الإيجابي لمصلحة الأقليّات المضطهدة». صار العربي راغباً في الألفة مع السود فقط للاستفادة من البرامج الاجتماعيّة التي تلحقهم وتلحق غيرهم من المُحتاجين.
العرب كانوا تاريخيّاً مع الحزب الجمهوري: كان ذلك عندما كان الحزب الجمهوري تحت سلطة اليمين «المعتدل» المنتشر في الشرق الشمالي من أميركا. الحزب كان يطالب على مرّ السنوات بسياسة « التوازن» في الشرق الأوسط، وعكس هذا مصالح الشركات العملاقة وشركات تصنيع السلاح والشركات النفطيّة: الأنظمة العربيّة كانت ملتزمة قوانين المقاطعة، ممّا حفّز عدداً من الشركات على تشكيل لوبي اقتصادي للضغط على الحكومة الأميركيّة. طبعاً، لم تكن الشركات ولا كان الحزب الجمهوري يكترث للعرب، لكنه كان يكترث لمصالحه الاقتصاديّة. كان الحزب الجمهوري يرتبط في قاعدته بالأثرياء في المدن الكبيرة: كان ذلك قبل ظاهرة الصعود الدراماتيكي لليمين المسيحي في الثمانينيات. وكان العرب، حتى اللبنانيّون الذين يتحدّرون في خيالهم من آل «البوربون»، ينتمون بأكثريّتهم إلى الحزب الجمهوري. والعرب محافظون اجتماعيّاً مما يجعلهم أقرب إلى الحزب الذي لا يناصر حقوق المرأة أو حق المثليّين أو حق الأقليّات، وفصل الدين عن الدولة. واستمرّ العرب في ميلهم نحو الحزب الجمهوري، إلى ان جاء جورج بوش الذي أدّت سياساته وحروبه إلى دفع العرب دفعاً نحو الحزب الآخر.
وفي الثمانينيات والتسعينيات، انخرط العرب هنا في النشاط الانتخابي على المستوى المحلّي بصورة خاصّة. وكانت المنظمات العربيّة الأميركيّة تسهم في تأطير العرب في الحزبيْن: المنظمة العربيّة الأميركيّة لمكافحة التمييز (التي أنشأها السناتور العربي الأصل، جيمس أبو رزق) والجمعيّة الوطنيّة للعرب الأميركيّين (التي كانت تحت نفوذ اليمين اللبناني الجمهوري). وأخذ العرب والمسلمون (وهم تنظيميّاً مستقلّون ومستقلّات، بمعنى أن المسلمين والعرب العلمانيّين غير متعاونين اجتماعيّاً وسياسيّاً وتنظيميّاً، وإن كانت القضيّة الفلسطينيّة تجمعهم في زمن القضيّة الفلسطينيّة _ قبل أن تقضي عليها أنظمة الخليج) يعملون بنشاط خلال الانتخابات. أما اللبنانيّون من أنصار بشير الجميّل، فقد نظمّهم اللوبي الصهيوني في إطار منفصل.
لكن حرب الخليج الأولى أدّت إلى كسر هيكليّة التنظيم العربي _ الأميركي. قرّر السفير السعودي ان التنظيمات العربيّة _ الأميركيّة، والإسلاميّة _ الأميركيّة يمكن ان تمثّل منبراً لنقد السياسات الأميركيّة والخليجيّة، فكان أن ابتاعت السعوديّة لنفسها كل هذه التنظيمات باستثناء «المؤسّسة العربيّة الأميركيّة» (التي يترأسها جيمس زغبي)، والتي كانت من حصّة دولة الإمارات. تضعضعت التنظيمات وتحوّلت إلى لوبيات لدول الخليج، مما أدّى إلى هجرة أعضائها عنها بصورة كبيرة، وطلّقت الرأي العام العربي _ الأميركي. وجيمس زغبي مثال على طبيعة قادة المنظمات المذكورة.
بدأ هذا الرجل النشيط نشاطه يساريّاً تقدميّاً في منظمة مكافحة التمييز. شاهدته للمرّة الأولى بعد شهور من مجيئي إلى هذه البلاد في الثمانينيات. كانت الندوة عن عدوان إسرائيل. قضى القسم الأكبر من محاضرته في السخرية من شكل غولدا مئير ومن كونها امرأة. قلت في سرّي: ارتكبت غولدا مئير كمّاً هائلاً من الجرائم والمجازر عبر السنوات، وهي مسؤولة عن قصف مخيّمات اللاجئين الفلسطينيّين بالطائرات أكثر من مرّة، ولم يجد ما ينتقدها عليه غير شكلها؟ لم يرقني الأمر وخصوصاً أن لهجة حديثه كانت مفعمة بعنصريّة ذكوريّة صبيانيّة. واليساري زغبي هذا وقع على سفارة الإمارات المتحدة في واشنطن وبدأ رويداً رويداً بتنمية علاقة (أصبحت وثيقة جداً) مع أولاد زايد. وانشقّ زغبي عن التنظيم الأم (الذي ابتاعته السعوديّة) وأنشأ مؤسّسة العرب الأميركيّين، التي تحوّلت إلى بوق دعائي لأولاد زايد بن سلطان. ونشط زغبي في عهد بيل كلينتون، وتحوّل إلى العربي _ الأميركي المطيع، الذي لا يمتنع عن الظهور في الصورة كلّما أرادت الإدارة الأميركيّة أن تستعين بعربي واحد لتزيين الصورة في مناسبة صهيونيّة: من التوقيع على اتفاق أوسلو إلى احتفالات تعظيم الصهيونيّة. وعندما اختار بيل كلينتون الصهيوني العريق مارتن إنديك، كي يكون مساعد وزير الخارجيّة لشؤون الشرق الأدنى، طلع زغبي هذا (ومقالاته تُنشر في بيروت في جريدة « السفير») بكلام مفاده ان العرب _ الأميركيّين لا يمانعون ان يأتي إنديك إلى هذا المنصب المسؤول عن منطقة الشرق الأوسط. أذكر أنني اتصلت به آنذاك وقلت له: لك الحقّ في ان تبدو غبيّاً كما تشاء، لكن رجاءً لا تفعل ذلك باسمي وباسم العرب في أميركا. ودعاني إلى اجتماع إلا ان الراحلة هالة سلام مقصود وأنا قرّرنا مقاطعته. مضى زغبي في عمله وأصبحت مؤسّسته أداة بيد الحزب الديموقراطي للاستعمال متى دعت الحاجة (الصهيونيّة). (قدر إنديك موقف زغبي تجاهه، وكافأه بتعيين ابنه في منصب تدريبي في وزارته).
وينحصر دور زغبي هذه الأيّام في خدمة المصلحة الدعائيّة لأولاد زايد (وله برنامج بالإنكليزيّة على قناة أبو ظبي، يحظى بمشاهدة من نحو أربعة أشخاص في أيّام الشتاء). وفي شهر أيلول الماضي، نشر جيمس زغبي استطلاعاً عن آراء العرب في الصراع في سوريا، جاء فيه أنّ 1% فقط من الشعب اللبناني يتعاطف مع النظام السوري، فيما جاء في استطلاع مؤسّسة «بيو» في الشهر نفسه أنّ 96% من شيعة لبنان لديهم انطباع إيجابي عن بشّار الأسد. أي إن السيّد زغبي قرّر ان يستطلع أحمد الحريري وجيرانه نيابةً عن الشعب اللبناني من أجل إرضاء محمد بن زايد.
الأسوأ أن مسيرة أوسلو ووفاة عرفات أدتا إلى ضرب العمل الفلسطيني التنظيمي في أميركا وحصره في منظمة «مجموعة العمل من أجل فلسطين»، وهي ليست إلا جهاز دعاية لمحمد دحلان (في البداية) ثم لسلام فيّاض ومحمود عباس. وكانت قريبة من إدارة بوش، وأعطتها تلك الإدارة حصريّة إعطاء صكوك براءة للجمعيّات الخيريّة الفلسطينيّة من أجل دعم «مسيرة سلام بوش». وقد وقع رئيس تلك المجموعة الصغيرة (زياد العسلي) في إحراج فظيع في الربيع الماضي، عندما ظهر في صورة في حفل «عيد استقلال» الكيان الغاصب بسفارة الاحتلال في واشنطن، إلى جانب السفير مايكل أورن. وفي العلاقة بين محمود عباس وسلام فيّاض، تميل المجموعة إلى فيّاض، الذي أسرّ للصهاينة هنا بأنّه يعارض تقديم طلب العضويّة في الأمم المتحدّة لأنّ من شأن ذلك إحراج المفاوض الإسرائيلي (العزيز على قلبه وعلى قلب الأسطى محمّد مرسي).
لكن جمهور العرب، الأميركيّين والمسلمين إما نأوا بأنفسهم وأنفسهنّ عن العمليّة الانتخابيّة بعد 11 أيلول، أو صوّتوا بصمت للحزب الديموقراطي. هجروا الحزب الجمهوري بأعداد ضخمة (كما فعل الأميركيّون من أصل أميركي لاتيني في التسعينيات) في عهد بوش، لكن الحزب يبقى هو المفضّل لدى اللبنانيّين من أنصار ثورة الأرز. هم يرون في الليكود الجمهوري خير عون لثورتهم. وكانت انتخابات 2000 مذهلة للعرب والمسلمين هنا: نشط عدد كبير من المسلمين والعرب في حملة جورج بوش. ظنّوا أنّه صديق لهم. وهناك من النشطاء الإسلاميّين هنا من عمل في حملة بوش وجمع التبرّعات له وانتهى في السجن.
حلم بعض العرب والمسلمين هنا بأنّ باراك أوباما سيكون مختلفاً. ظن العرب والمسلمون أنّ محمد علي كلاي آخر أو أنّ ممثّلاً عن «القوّة السوداء» سيصبح زعيماً للبلاد، لكن موقفهم تشوبه عنصريّة نحو السود: يظنّون انّ السود نمطيّاً يتعاطفون مع قضايانا بسبب لون بشرتهم، بالرغم من عنصريّة العرب (وغيرهم) نحوها. أعطى أوباما في اوّل عهده مقابلة مع محطة صهر الملك فهد، «العربيّة «(التي تصفها جيزيل خوري بأنّها محطة «خاصة» وغير مملوكة من الدولة السعوديّة، أي إنّ صهر الملك فهد هو «مجتمع مدني» مثلما يكون أحمد الحريري «مجتمعاً مدنياً» أيضاً)، وألقى خطبة في جامعة القاهرة قرّع فيها العرب، وحثّهم فيها على إقامة سلام مع العدوّ الإسرائيلي. انتشى بعض العرب لكلام غير معسول. صحيح أنّ أوباما في أوّل بضعة أشهر من عهده (كما حدث في أوّل عهد جون إف. كنيدي)، انتقد إسرائيل بكلام لم تعد الإدارات الأميركيّة تستسيغه أو تقبله منذ عهد كارتر في السبعينيات، لكن الإدارة سارعت إلى تعديل موقفها، واكتفى أوباما باقتفاء آثار إدارة بوش في سياسته نحو الشرق الأوسط، وزاد عليها حروباً سريّة في باكستان ومالي والصومال واليمن. ثارت ثائرة الصهاينة في الكونغرس وفي الحزب الديموقراطي وأجهزة جمع التمويل فصغر لهم أوباما، وما حاد بعد ذلك عن صراط بوش.
ينظر العربي الأميركي حوله ويجد أنه معزول ومنبوذ. لا يُسمع إلا للمصفّقين بينهم. المُحجّبة تزال من مقعدها لو ظهرت وراء الخطيب. التنظيمات العربيّة والإسلاميّة الأميركيّة دعاة لتسليح أنظمة الخليج، لكن تسليح تلك الأنظمة لم يعد يستفز اللوبي الصهيوني، لأن العدوّ الإسرائيلي في حالة وئام وغرام مع سلالات المتعدّدي الزوجات في الخليج.
في السبعينيات والثمانينيات، كان يجول عدد من العرب الأميركيّين على عواصم الدول العربيّة لتقديم عروض سخيّة (في وعدها السياسي) عن إنشاء لوبي عربي لمقارعة اللوبي الصهيوني. المطلوب في كل تلك العروض هو بضعة ملايين من الدولارات. بعض تلك الأموال بقيت في جيوب طالبيها. لم يتحدّث عن اللوبي العربي إلا من كان طامعاً بأموال العرب. لم يكن الحديث جديّاً بتاتاً. كان أصحاب الوعود يعلمون أنّ بنية النظام السياسي والثقافة الشعبيّة الأميركيّة لا تسمح بدخول تنظيم عربي إلى عمليّة صنع القرار. لكن تفجّر المحطات الفضائيّة العربيّة ووصولها إلى العرب الأميركيّين (كم أجاد أحمد بيضون في وصف حياتهم في كتابه الفريد «بنت جبيل... ميتشيغان») أثّرا في موقفه السياسي. ابتعدوا عن أميركا نفسيّاً وازدادت عزلتهم. تجد انّ المساجلات على الفضائيّات العربيّة تشغلهم أكثر من الانتخابات الأميركيّة بكثير.
يرد اسم العرب والمسلمين في الحديث عن خطر الإرهاب. يشاهد العربي المناظرات بين المرشحين ويفتح فاه مشدوهاً لأنّ هذه المناظرة أسوأ من سابقاتها. ينجح المرشّحون دائماً في منافسة أعتى مناصري الليكود. يرد اسم إسرائيل أكثر من أسماء كل حلفاء أميركا حول العالم. تحوّل الأمر إلى مسألة عاطفيّة مصطنعة، لكن هناك من العرب والمسلمين من لا يزال يرى أملاً في أوباما. تجد التهليل لفوزه منتشراً على مواقع التواصل الاجتماعي. هل هناك من يظنّ انّ أوباما عضو سرّي في تنظيم الإخوان المسلمين، وينتظر الفرصة السانحة كي يظهر بالجلباب وهو يؤمّ المسلمين في الصلاة؟ سيمثل فوز أوباما فرصة _ مرّة أخرى _ لازدهار نظريّة مُتكرّرة: كيف أن أوباما في ولايته الثانية سيقارع نتانياهو، ويلزم اللوبي الصهيوني بعدم الخروج من المنزل، لكن العرب الأميركيّين خبراء في تعليق الآمال على من لا يستحقّها، وهم في ذلك مثل إخوانهم في الوطن الأم.
* أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة كاليفورنيا (موقعه على الإنترنت: angryarab.blogspot.com)