(س): عزمي بشارة مفكر ومثقف عربي
قام السيد (س) في الفترة الأخيرة بتظهير خلافه مع المقاومة اللبنانية، مدلياً بأن موقفها من الأحداث والنظام في سوريا قد أدى الى التباعد في وجهات النظر، مستعيناً بالعديد من الشواهد من اجل دعم رأيه. لا يمكن لعاقل أن يحاجج في المطالب السامية لمطلق شعب في ما يتعلق بحقه في العيش بحرية وكرامة في دولة تسودها الديموقراطية وتداول السلطات، لكن يحق لنا كمواطنين عاديين أن نتساءل حول بعض الأمور التي يجب توضيحها: (1) أين نحن من مفاعيل الثورات العربية، ولا سيما في مصر، حيث قامت السلطة الجديدة بقصف الأنفاق التي يتنفس سكان قطاع غزة عبرها، والتي تُستخدم أيضا من أجل تهريب السلاح والعتاد العسكري. (2) أليس المطلوب من ثورات الربيع العربي أن تسلك نمطا مختلفا من السياسات غير تلك التي اعتمدتها سابقاتها، وخصوصا في الملف الفلسطيني، إضافةً الى اهتمامها بالسياسة الداخلية عبر اعتماد الديموقراطية وتوعية شعوبها. (3) ما هو موقفه من مضيفيه ومستقبليه وداعميه – الذين يروج لسياستهم ويفتي لها - لناحية قبول دولة فلسطينية بحدود عام 1967 أو على مساحة جغرافية تمثّل خُمس مساحة فلسطين، (4) إن دعم المطالب المحقة لثورة معينة هو موقف مطلق لا نسبي، ولا ينحصر في قطر جغرافي محدد، فأين هو من الدول التي لا دساتير فيها ولا انتخابات دورية، بل استمراراية الحكم فيها قائمة على التوريث. (5) هل استفاق فجأة على أن المقاومة اللبنانية (الحالية) وهي منذ عام 1985 لديها إطار طائفي معين، الذي يُترجَم في أن من يريد الانتساب إليها يؤمن بقناعات معينة تنحصر فقط في إطار تشكيلها وهيكليتها دون ان تمنع أي طرف آخر ممن يختلف معها في المعتقدات أن يتقاطع معها في هدفها الإنساني السامي، المتمثل في تحرير الأرض ورفض الظلم، وخصوصاً أن على سلم أولوياتها تتربع قضية فلسطين، وبناءً عليه أليست الإشارة عبر الغمز الى الإطار الطائفي تتماهى مع هؤلاء الذين لم يتحملوا انتصاري لبنان عامي2000 و2006 حيث رفعت صور سيد المقاومة من جاكرتا حتى الأزهر، عابرةً كل انتماء مذهبي ضيق نحو عناوين سامية قوامها الإنسانية. على أي حال يعرَف السيد (س) عن نفسه على أنه مفكر عربي مسقطا هويته الفلسطينية عن قصد أو بحدّ أدنى دون أن يشير إليها؛ قد يكون تعريف الـ(س) لنفسه خير جواب عن الأسئلة المثارة أعلاه.
علي محيدله