سنبكي بأدمع الكبد
سنبكيه الى الأبد
دمًا من أدمع الكبدِ
ومن تلك الدموعِ غدتْ
ليَ العينانِ في رمَدِ
بنار ِالدَّمعِ قد ثُلِما
فلا بالسيفِ أو بيدِ
على الدنيا فما بقيا
لنا مذْ غبْتَ منْ جلَدِ
فعمقُ جراحهِ جرَحا
جراحا بيْ بلا عددِ
وزفرة ُ عنقهِ لهَبٌ
أذابَ العَظمَ في جسدي
فدقَّاتُ القلوبِ بنا
هي اللطماتُ من مَهْدِ
ولولا القلبُ ما لطما
فهل نحيا إلى اللّحدِ
ملاكُ الموتِ معتذرًا:
أما للطفِّ من أحدِ
لفاطِمَ أشعلوا المُهجا
فجفَّ الماءُ في الجسدِ
وما إنْ عَبرةً بحثتْ
لدمعٍ ماء لم تجدِ
ومُهجةَ رأسهِ احتضنت
رُقيَّةُ ثم لم تعدِ
بكتكَ مَحاجرُ الحجرِ
بكاكَ اليَم ُّ بالزبَدِ
وبالقطْر الغيومُ بكتْ
فحزنُ سمائها أبدي
كما الأشجارُ بالورق
فما اصفرَّتْ ولم تكَدِ
كَمِثلِ نخيلِ من طُرِدوا
لحُبـِّهِ تَمْرَ لم تلِدِ
وعمَّ حرُّ مقتلهِ
مآقي الصيني والكندي
فجفَّ دمعهمْ وبكمْ
فما للعينِ من غُدَدِ
كما دمعُ الجليدِ جرى
مـِن القطبينِ من وَجدِ
حفاةُ الظُّلم ِلو سارت
على الأشواكِ: لم يُجْدِ
ولا حرقُ الخيامِ بهمْ
كما الأصفادُ لم تُفِدِ
أراكَ تئنُّ من عطشٍ
وعنكَ النهرُ بُعدَ يدِ
أجِنسُ الناسِ من ذبَحا
رضيعَ الطفّ أم قِردِ
ونادوا بعدَ مقتلهِ:
«أَما منْ آكلٍ كبدِ
فمنْ آل ِالنبي انتُزِعتْ
هو ابنُ الحَمزةِ التَّلدِ
وصاحوا عند مقبرةٍ
فيا هندٌ على الوعدِ»
أجازوا الذبحَ واجتهدوا
وقالوا ذا حسينُ غدِ
فحلَّ القتلُ عقدتهمْ
وشلَّ لسانَ مُجتهدِ
بـيم ِالحرِ مفْصلُهُ
فلن يقوى على الرَّدّ
فقاضي العرش ِحيدرةٌ
وأنتَ محامي لم تَجدِ
فكيف الصفحُ إنَّكمُ
فَجعتمْ طهَ بالولدِ
فَعدْلَ القائِمِ انْتظِروا
أتَدْرون من هو المهدي؟
إلى الإسلامِ قد لجأُوا
غريبٌ لاجىءُ البلدِ
فما السُّنِّيْ الغريبُ هنا
هو ابنُ الدارِ لم يَفدِ
فيا ظُلاَّمُ للجُثثِ
أتُتركُ في حِمَى الأسدِ
فَتلفحها الشُّموسُ كما
عليها الليلُ كالجَمَدِ
وَلوْ عادَ الزمانُ بيا
فديتُ حسينَ مع ولدي
ولا نفعٌ بيومكَ إنْ
نَحُجُّ وعنكَ لم نَذُدِ
فما رَكبُ الحسينِ مَضَى
لرَكبهِ ليس من أمدِ
الطبيب علي فواز ــــ تبنين