هُم هُم
تعليقاً على موضوع «الأكثريّة: الحكم أو البريستول» («الأخبار»، 15/1/2011):
كم يؤسفني أنّ اللبنانيين لم يتعلموا رغم مآسيهم المتكررة أنّ الخسارة دائماً يدفعونها هم في الحرب والسلم، وأمراء الحرب هم هم، ولا جديد غير ارتفاع الديون والغلاء المعيشي. والضريبة سندفعها سواء حكم 14 آذار أو 8 آذار. فالكل شريك في تراكم الديون والكل شركاء في رهن الوطن للخارج... فلا خير في شعب يقدّس ساسته، ولا مستقبل لوطن ترسم سياسته من خارج الحدود.
وكم يدهشني الحديث عن الفساد عندما يتكلم البعض عنه. وهنا لست في موقع الدفاع عن فؤاد السنيورة كأنّ الشريك الآخر في الحكم كان من أهل العفّة. فهنا المأساة الكبرى لشعب غرق في تفكك وطني وطائفي ومذهبي. شعب يصارع نفسه بنفسه. يقتل نفسه بنفسه، لكن لا يعمل لإصلاح نفسه بنفسه كأنّ لعنة التبعية لن تتركنا وشأننا.
كفانا تعصباً وتخلّفاً. إنّ من لا يريد الحريري الآن هو نفسه من أراده وبقوة في البدء. فهم هم من جاء بالحريري الأب ورفضوه لاحقاً...
محمّد سليمان

■ ■ ■


اشتدّي أزمةً تنفرجي

على مدى أربعة أشهر، دار السجال بين فريقَي الحكومة المُستقيلة بشأن بند شهود الزور. إلحاح من فريق الثامن من آذار لجعل الملف بنداً أول في جلسات الحكومة، وإصرار منهم على تحويله إلى المجلس العدلي. في المُقابل، مواربة من فريق الرابع عشر من آذار لجعل هذا الملف مجهولاً لا أساس له على الإطلاق وبذلك يستحيل، في نظرهم وقانونهم، تحويله إلى حيث يريد الفريق الأول، ربّما لغاية في نفوسهم بات يعرفها الجميع جيّداً. بين الإلحاح والرفض المُقابل، سقطت الحكومة بضربة عشريّة من الفريق الأول ساندتها دفشة رئاسيّة بنكهة وزير، فأخذ هذا الحدث الجديد طريقه إلى الخطابات ووُضعَ الكلام عن شهود الزور جانباً لانشغال الجميع بالحدث الجديد، لكنّ مشاهدة رئيس الحكومة المُستقيلة يُجالسُ الصدّيق، ستُفاقم أزمة شهود الزّور، وخاصةً أنّ ذلك الشاهد الزور قد أزّم البلد وشغَله على مدى سنوات وحتى الآن. وهناك قضايا أخرى تتلاحق تباعاً متمثّلة في اختيار رئيس حكومة يكون لبنان وأمنه وسيادته همّه الأوّل، ثم صياغة البيان الوزاري ومن المُفترض أن يكون متيناً نابعاً من حرص حقيقيّ على الوطن، وأن يتخذ البيان موقفاً من تلك المحكمة الدولية المطبوعة بطبعتها الغامضة، حتى يتسنّى للحكومة في ما بعد التعامل مع قرارات المحكمة بحزم وجزم. هذه القضايا المُتلاحِقة لن تمرّ مروراً عابراً لأنّ كل فريق يتّبع منهجاً مُختلفاً في التعاطي مع الأحداث المِفصليّة وهذا ما بيّنته السنوات الخمس الغابرة.
مصطفى كلاكش