يوم الغضب؟
خبر عاجل: حصيلة «يوم الغضب» الذي أعلنه تيار المستقبل للتعبير «ديموقراطياًًًًًًًًًًًًً» عن سخط الشعب من التدخلات في شؤون الطائفة السنّية كانت: إحراق دواليب في كل الأراضي والمحافظات اللبنانية، إغلاق الطرقات قسراً وشلّ الحركة الاقتصادية، وإثارة الذعر لدى المواطنين، فضلاً عن مهاجمة الصحافيين.
الحصيلة: تكليف رئيس حكومة جديدة، وأد الفتنة في مهدها، عدد القتلى: صفر.
يشهد الشعب اللبناني وكل المراقبين الدوليين أن يوم ٢٥ كانون الأول ٢٠١١ دخل في سجل الخلود. فلقد كتب بعرق وتعب أفراد ورتباء وضباط وقادة مهنيين في المؤسسة العسكرية والجيش اللبناني تحديداً. لقد وقف الجنود وقفة دفاع وعزّة ومارسوا مهماتهم بطريقة مهنية، حيث سمحوا للمواطنين بالتعبير عن رأيهم ضمن الحدود الديموقراطية. أما المسّ بالممتلكات العامة وأمن المواطنين وحرية الحركة، فذلك «خط أحمر».
وماذا كانت ردة الفعل لدى المتظاهرين الذين تحوّلوا بلمح البصر إلى مشاغبين؟ رمي الجيش بالحجارة والقنابل. لقد كان الجيش اللبناني في هذا اليوم التاريخي على مسافة واحدة من جميع الأفرقاء. إن انتشار الجيش في كل المناطق اللبنانية، وإقامته حواجز ثابتة ومتنقلة، حافظ تماماً على الانضباط العام ومنع انتشار العناصر المشاغبين في المناطق الحساسة وحمى الوطن من إثارة النعرات الطائفية، ومنع تسريب الفتنة.
تعرّض الجيش لكلّ أنواع الترهيب والتجارب بهدف جرّه الى ردّة فعل عمياء. فما كان منه إلا أن أدار عمليات اليوم فضرب بيد من حديد وأدار أمن اليوم الغاضب بثبات وعزم وجدارة ومهنية، لأنّ الأمن ممنوع المسّ به.
أهكذا تبنى الحكومات؟ أهكذا يعبّر المواطنون ديموقراطياً عن «غضبهم»؟ أهكذا تكون ردة الفعل المسمّاة عفويّة؟ لسنا بحاجة الى يوم غضب، بل الى احترام تام للمؤسسات والدستور.
لا بدّ من كلمة شكر بعد هذا اليوم الطويل الى جنود المؤسسة العسكرية والجيش اللبناني الذين استطاعوا أن ينجزوا المهمة عبر المشي بين الألغام. لقد وقفوا حاجزاًًً منيعاًً رغم تعرضهم مراراً وتكراراً للرشق العشوائي بالحجارة وبقنابل المولوتوف.
شانتال داغر