صيدا لمن؟
تعليقاً على مقال خالد الغربي «من ربح في صيدا ومن خسر؟» (العدد 1325)، وتعليقاً على مقالاته عموماً التي تختصّ بالشؤون الصيداوية (من منظار ضيّق)، مشيرة الى أنّ تعليقي هذا لا يأتي من المنطلق الضيق للدفاع عن شخص معيّن، بل هو لتقويم (بكل تواضع) نهج صحافي معيّن.
ــ المعادلة الصيداوية السياسية لا تقتصر، ولم تقتصر يوماً، على آل الحريري وآل سعد (مع الاحترام للجميع).
ــ قبل مجيء عبد الرحمن البزري الى السياسة، كان، ولا يزال، هناك المرحوم نزيه البزري الذي لا ينساه الصيداويون حتى بعد عشرة أعوام من وفاته (دون الحاجة الى تذكيرهم سنوياً عبر مهرجانات الهرج والمرج)، والذي يفاجأ معدّو مشاريع «البوانتاج» قبل كل انتخابات بذكر اسمه، بالرغم من غيابه عن لائحة الاختيار، والذي عرفه الجميع لخطّه السياسي العروبي المقاوم الشريف المنفتح، والذي ترك في كل بيت صيداوي «حكمة» طبية ودنيوية ودينية، لا تباع ولا تشرى.
ــ أما الدكتور عبد الرحمن نفسه، والذي اتّهم بأنه دخل السياسة على طبق من فضّة، فقد اضطرته الظروف، الى أن يمارسها يومياً، على خط النار. وبالرغم ممّا تكبّده على الصعيدين الشخصي والعملي، كانت ضراوة معركته مع السلطة التي أصرّت على وضعه في عين العاصفة، أكبر امتحان لقدراته السياسية والإدارية والتخطيطية، فضلاً عن البراعة التي أبرزها في الرؤية الإنمائية واحتواء الأزمات وحل النزاعات وغيرها. باختصار عبد الرحمن هو رجل إنجاز لا رجل ابتزاز.
كنتم وما زلتم من روّاد الصحافة الحرّة الشفافة. كونوا قدوة للغير في كيف يمكن قلمَ صحافيّ نزيه أن يساهم، لا فقط في سقوط سياسي فاسد وفي الإضاءة على آخر ناجح، بل في سقوط حكومات طاغية، وصنع أخرى واعدة تخرج من رحم أشخاص، نساءً ورجالاً، نريدهم في طليعة المسيرة، لا لأنهم فرضوا أو أنزلوا من السماء أو نسيهم التاريخ على لائحة انتخابية، بل لأنهم صوتنا وضميرنا في كل ما يعملون.
رانية البزري