إسقاط النظام؟
في إطار التغطية الإعلامية لمسيرة «دافع عن لقمة عيشك» التي نظّمها اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني الأحد الماضي، طالعتنا صحيفتكم الكريمة بتقرير تهكّمي تخطى الكثير من الحقائق، ولم يستند الى معايير موضوعية في إطار تقويمه للمسيرة وشعاراتها وأهدافها.
نحن في اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني إذ نؤكّد احترامنا وتقديرنا للمنطلقات المهنية لجريدة «الأخبار» الرائدة، ولآرائها وتقويمها للأخبار التي تغطيها، حيث نجد أنفسنا في الكثير من المرات متقاربين في تقويمنا للأمور، إلا أن ما ورد في هذه المقالة تضمّن بضعة أمور ليست في مجال إبداء الرأي والتحليل، بل تحمل استهدافاً مقصوداً وتحويراً للحقائق نود أن نلقي الضوء عليها.
أوّلها ذكر الكاتبة أن المشاركين هم أنفسهم ممن شاركوا ويشاركون في كل التحركات المشابهة، وهو غير صحيح على الإطلاق بحكم عدم معرفتنا نحن كمنظّمي التظاهرة بالكثير الكثير من المشاركين، وهذا أمر لا يخفى على كاتبة السطور...
أمّا موضوع الإصرار على أنّ التحرّك وشعاراته كانا نسخة عن تحركات تونس ومصر، فهو أمر غير صحيح، إذ إن تحضيرات هذه المسيرة كانت قد بدأت قبل شهرين، أي قبل تصاعد حركة التحركات في الدولتين المذكورتين. أمّا إذا كان الناس قد تأثّروا بزخم حركة الشارع في تونس ومصر وحاولوا استلهامها لعلّهم يحققون جزءاً مما حققته، فهو أمر طبيعي لا يمكن إيراده في قالب النسخ عن تحركات أخرى.
كذلك ضاعت الكاتبة في تحديدها لأهداف المسيرة، فقالت حيناً إنه لا أهداف للمسيرة، وحيناً آخر أن هدفها «إسقاط النظام» بطريقة تهكّمية، وكان بإمكانها أن تتطلع أكثر إلى أهداف التحرك من جانب منظّميه، وتحديداً من خلال كلمة رئيس الاتحاد علي متيرك، أو أن تتيح على الأقل للقارئ مجال الاطّلاع على مضمون أوسع من الكلمة، وتقلّل من التحليل الذاتي لمصلحة بضع حقائق ومعطيات كي يتمكن القارئ من الحكم بنفسه على المسيرة.
إنّ تأكيدنا على هذه النقاط الثلاث يأتي في سياق توضيح الحقائق، أما بخصوص التقويم التحليلي في سياق المقال، فلنا فيه رأي مخالف، وربما مناقض في الكثير من تفاصيله، لكننا نحترم حق الكاتبة في إبداء الرأي، حتى لو شعرنا بأنه مجحف بحق المشاركين والمنظمين، لذلك وجب توضيح ما يمكن توضيحه بالمعطيات الملموسة ولكم منا جزيل الشكر.

عمر الديب
(الأمين العام لاتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني)